الرئيس التركي: لن نسمح بتأسيس دولة كردية شمال سوريا

هيمن القلق على الرئيس التركي رجب طيب اردوغان حيال الاتهامات الآخذة بالتزايد بشأن تورط أنقرة في دعم مقاتلي تنظيم داعش وتسهيل مرورهم عبر الحدود مع سوريا.
وفي ظل خشية متصاعدة لدى انقرة من تعزيز حظوظ الاكراد في تحقيق حلم الدولة المستقلة لا تنظر تركيا بعين الرضا للتقدم العسكري الذي يحرزه الاكراد في شمال شرق سوريا بعد ان تمكنوا من استعادة مناطق مهمة واستراتيجية من ايدي التنظيم المتشدد.
واعتبر اردوغان ان ربط تركيا بالتنظيم المتطرف “امر جبان ودنيء” في أشد العبارات التي استخدمها حتى الآن في وصف الاتهامات الموجهة لبلاده منذ شهور طويلة بدعم التنظيم الذي يسيطر منذ الصيف الماضي على مساحات واسعة من العراق وسوريا المجاورتين.
ونقلت وسائل اعلام محلية عن الرئيس التركي قوله خلال مأدبة إفطار في العاصمة أنقرة الجمعة الماضية: إن تركيا كانت حتى اليوم تقدم مساعداتها للشعبين الشقيقين في سوريا والعراق لا لأي منظمة إرهابية وستستمر في تقديم تلك المساعدات”.
وانتقد الرئيس التركي “ادعاءات لممثلي احد الاحزاب الكردية تقول: إن عناصر داعش التي نفذت هجمات في عين العرب (كوباني) بسوريا خلال الأيام الماضية مروا عبر تركيا”.
والاسبوع الماضي قالت زعيمة حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد: إن “المذبحة” التي وقعت في بلدة كوباني السورية بعد اجتياحها ثانية من قبل تنظيم الدولة جاءت نتيجة سنوات من دعم الحكومة التركية التنظيم.
وقالت فيجن يوكسيكداج الزعيمة المشاركة للحزب للصحفيين: إن هناك “احتمالا كبيرا” أن يكون المهاجمون دخلوا كوباني من تركيا.
ولم تكن هذه أول الاتهامات. فقد حذرت أجهزة استخبارات غربية من ان الدعم الذي تقدمه تركيا للمقاتلين الاسلاميين ومن ضمنهم العناء تنظيم داعش يقوض الجهود الرامية الى التصدي له.
وفي أواخر مايو نشرت صحيفة جمهوريت التركية صورا وتسجيل فيديو اكدت انها لشحنات اسلحة ارسلت الى المعارضة السورية المسلحة في مطلع 2014م.
واثارت هذه القضية فضيحة سياسية عندما اكدت وثائق نشرت على الانترنت ان الشاحنات تعود الى الاستخبارات التركية وتنقل اسلحة وذخائر الى معارضين سوريين.
واعتقلت السلطات التركية عشرات من رجال الشرطة والجيش والمدعين بسبب تفتيش الشاحنات ما اثار جدلا واسعا في البلاد.
وفرضت الحكومة التركية تعتيما اعلاميا على القضية طال حتى وسائل التواصل الاجتماعي.
إلى ذلك قال اردوغان خلال مأدبة الإفطار: لن نسمح أبدا بتأسيس دولة في شمال سوريا وجنوب بلادنا. سنواصل كفاحنا في هذا الشأن مهما كان الثمن.”
وأضاف: يريدون استكمال عملية تغيير التركيبة السكانية للمنطقة. لن نغض الطرف عن هذا الأمر.”
وبدعم من ضربات جوية للائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة يقاتل الأكراد الذين يتمتعون بحكم شبه ذاتي في شمال سوريا تنظيم داعش منذ العام الماضي. وفي يناير طرد الأكراد مقاتلي التنظيم من مدينة كوباني السورية بعد حصار استمر أربعة أشهر.
واتهم مسؤولون أتراك أكراد سوريا بطرد العرب من قرى وبلدات سيطروا عليها. وينفي الأكراد أي تلميح بوجود “تطهير عرقي.”
ويعد مصير الأقلية الكردية في تركيا (14 مليون نسمة) أحد أكثر الأسئلة إلحاحا في السياسة التركية. وجازف أردوغان برصيده السياسي في 2012م عندما بدأ محادثات سلام مع حزب العمال الكردستاني لانهاء تمرد الأقلية الكردية المتمتعة بالحكم الذاتي الذي استمر عقودا وأودى بحياة نحو 40 ألف شخص.
لكن محادثات السلام توقفت. ويتهم الأكراد أردوغان بتغيير موقفه.

قد يعجبك ايضا