استنكر العديد من الأدباء والمثقفون استمرار العدوان الذي أكمل شهره الثالث على مقدرات الشعب وبنيته التحتية فكان أن ألحق الكثير من الخسائر البشرية والمادية وظهرت آثاره الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية على مختلف الصعد فتعطلت الحياة وتشردت الأسر وأصبح هم المواطن البحث عن الاحتياجات الضرورية من مواد غذائية ووقود وغير ذلك في ظل أزمة في ارتفاع الأسعار والتهافت على هذه المواد في منافذ البيع المختلفة.
ووجهوا دعوة إلى القوى السياسية المتصارعة إلى حقن دماء أبناء البلد الواحد وتناسي الخلافات السياسية وإزالة العوائق التي تقف أمام أي حوار والتنازل من أجل مصلحة الوطن كما يؤكدون أن الاستمرار في هذا العدوان هو استهداف للوطن وللإنسان اليمني وللحضارة اليمنية وعلى جميع المثقفين الاضطلاع بواجبهم وتحمل المسؤولية التوعوية والإعلامية الملقاة على عاتقهم والإسهام في رفع الروح المعنوية بين أوساط المجتمع:
استهداف ممنهج
الفنان التشكيلي زياد العنسي يقول: إن استمرار العدوان يعني استهدافاٍ ممنهجاٍ لكل مقدرات بلادنا ويعتبر استهدافاٍ للإنسان واستهدافاٍ لتاريخنا وحضارتنا الضاربة بجذورها في عمق التاريخ وهو استهداف للبنى التحتية وللجنود اليمنيين وللعتاد والأسلحة اليمنية وهذه المقدرات جميعها ليست لحزب أو لجماعة أو فئة إنما هي ملك للشعب اليمني فمعظم الضحايا إلى الآن من الأطفال والنساء والأبرياء.
وأكد قائلاٍ: ومن واجبنا كمثقفين أن نقف ضد هذا العدوان السافر من خلال الكثير من الفعاليات والوسائل الثقافية المتنوعة هذا هو أقل شيء يمكننا تقديمه تجاه وطننا وتراب وطننا الذي يدنس بأيدي الغرباء.
والرسالة التي يجب أن نوجهها إلى العالم: نريد أن يبقى وطننا اليمن حراٍ مستقلا لا نريد الوصاية من أحد ونرفض العدوان وانتهاك الأجواء اليمنية نحن بلد حضارة حريصون كل الحرص على حضارتنا وأصالتنا ندعو كل أحرار العالم للتضامن مع أبناء الشعب اليمني لوقف هذا العدوان السافر والعودة إلى الحوار وإجراء الانتخابات الرئاسية في وقت مبكر ونقول لكل العالم: نحن اليمنيين سنحل مشاكلنا وكل خلافاتنا بأنفسنا دعونا نعيش بسلام.
انتهاك سافر
أما الشاعر إبراهيم الهمداني فيؤكد أن استمرار هذا العدوان يمثل انتهاكاٍ سافراٍ لكل القيم والمواثيق والدساتير والقوانين والمبادئ والأعراف الإنسانية والشرائع السماوية لأنه يتدخل في شؤون بلد ذي سيادة واستقلال مؤكد ومعترف به إضافة إلى أن تلك المبررات التي يتشدقون بها واهية وحججهم داحضة وكل ما في الأمر هو أنهم فقدوا هيمنتهم على هذا الشعب الكريم.
وأشار إلى أهمية دور المثقف في مواجهة هذا العدوان السافر والانتهاك الصارخ بحشد الجهود وتوجيه كتاباته لمناهضة وفضح وإدانة هذا العدوان ورفضه ورفض كل من يؤيده.
رفض واستنكار
ويقول الأديب محمد الغربي عمران: نحن نستنكر ونرفض استمرار هذا العدوان الهمجي لكن علينا أن ننظر إلى أنفسنا قبل إدانة غيرنا فنحن من فرشنا له الطريق وجهزنا له المبررات ونحن من أجرمنا في حق بلدنا لنستدعيه ليجرم أكثر فينا ولذلك ولردع هذا العدوان الهمجي يجب أن نضع سلاحنا من مواجهة بعضنا وأن تكون هناك اتصالات سريعة بين الأطراف اليمنية ومحاولة لم الشمل.
وأشار إلى أن على المثقف أن يرفع صوته في وجه من يدمرون البلد باستدعاء الخارج والاستقواء به.. المثقف لا يملك غير صوته تطبيقاٍ لقول الرسول الكريم “من رأى منكم منكراٍ فليغيره..” إلخ الحديث.
كوارث إنسانية
فيما تقول الشاعرة نوال القليسي: يجب أن تصل رسالتنا إلى العالم أن استمرار العدوان وما يخلفه من حصار بري وبحري وجوي ومن قصف متواصل على المدن قد حول حياة الناس إلى شبه موت مؤكد, فهناك العديد من المدنيين الذين يذهبون ضحية القصف المتواصل وخلف كوارث إنسانية وأزمة اقتصادية خانقة على المواطن البسيط الذي لا ناقة له ولا جمل في الأمر فالرعب والقلق والخوف يداهم المدنيين ليل نهار من جراء القصف.
وأكدت أن على المثقفين العمل على نقل الرسائل التي تدعو إلى السلام وإيقاف الحرب ونبذ البندقية وإحياء كلمة الحوار بين كافة الأطراف السياسية في اليمن وإيثار مصلحة الوطن فوق المصالح الشخصية الضيقة إلى نشر الحب ومقت الكراهية بين أوساط الشعب اليمني الواحد وكذلك نقل رسالة إلى العالم بأننا أبناء الشعب اليمني ضد أي تدخل خارجي أياٍ كان طرفه ومصدره وضد أي عدوان يهدر كرامته وسيادة الأراضي اليمنية فنحن شعب حضارة وتاريخ من قبل آلاف السنين نستطيع بالحوار وتحكيم العقل والضمائر الحية الحفاظ على بلادنا ورفع شأنها عالياٍ.
الوقوف في صف الوطن
وتؤكد الأديبة أسماء المصري أن من واجب الأديب والمثقف الوطني أن يقف خطابه في صف الوطن وحده وموقفه على نفس المسافة من جميع الأطراف السياسية المتناحرة.. وأشيد بمواقف بعض الأدباء الذين انتهجوا هذا السبيل في خطابهم وإبداعاتهم ولم ينحازوا إلى طرف أو شخص أو فصيل رغم حالة الاحتقان والغلو التي ألقت بظلالها على الواقع الثقافي والفكري متأثرة سلباٍ بالتدهور السياسي وتغليب الصراع المسلح على لغة العقل والمنطق.. فصار الواقع تجسيدا لحوارُ غير متكافئ بين كلمة في مقابل رصاصة.. أو قذيفة .. أو صاروخ في بعض الأحيان.
وتناشد الكاتبة أسماء المصري جميع أدباء ومثقفي الوطن الشرفاء التنسيق الجماعي والمتكامل للوقوف وقفة واحدة وجارفة في وجه كل ما يهدد الوطن ويمزق وحدته ويقوض أحلام وآمال أبنائه الأبرياء بوطن آمن وعيش كريم.. لا أكثر.. وعلى كل الأطراف المتحاربة فوق رؤوس الآمنين.. أْكرر ( كلها ) .. أن ترفع عصاها عن وطننا المْحب للسلام وترحل.