عقدت اليوم بصنعاء ورشة عمل لعرض نتائج التصنيف الدلالي المرحلي المتكامل للأمن الغذائي نظمتها وزاره التخطيط والتعاون الدولي بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو ).
وهدفت الورشة التي شارك فيها اكثر من 60 مشاركا من الجهات الحكومية والمنظمات الدولية ذات العلاقة واكاديميين ومختصين إلى تحليل الوضع الغذائي في اليمن باستخدام آلية التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الذي من شأنه دمج كافه الأدلة عن وضع الأمن الغذائي الراهن في اليمن وذلك بسبب الأوضاع المتردية التي تمر بها البلاد في هذه المرحلة.
وأظهرت نتائج التحليل لمؤشرات التصنيف المرحل المتكامل للأمن الغذائي ان نحو 9ر12 مليون نسمة من السكان يعانون من انعدام الامن الغذائي ويحتاجون إلى دعم عاجل لغرض انقاذ الحياة والمساعدة في حماية سبل العيش .
واشارت النتائج الى أن 10 محافظات من اصل 22 محافظة اصبحت في مرحلة الطوارئ الغذائية وهي ” صعدة حجة الحديدة تعز لحج الضالع عدن ابين شبوه والبيضاء ” فيما صنفت النتائج تسع محافظات في مرحلة بوادر أزمة وهي محافظات” عمران الجوف ذمار المحويت إب مارب ريمه وصنعاء ومدينة صنعاء”.
وبحسب النتائج فإن انتشار انعدام الامن الغذائي وسوء امكانية الوصول للأسواق وقلة امكانية الوصول للرعاية الصحية والصرف الصحي وتقلص خيارات مصادر الدخل وتعطل فرص المعيشة بالاضافة إلى نقص الوقود وتدهور المنظومة الكهربائية والغاز والمياه وغيرها من الخدمات كلها تؤدي الى تفاقم الوضع في اليمن.
واكدت النتائج أن الحرب على اليمن ساهمت في خلق ندرة توفر المواد الغذائية الأساسية والسلع الحياتية الاخرى وتعطل سبل العيس والأسواق والأنشط الزراعية وصيد الأسماك والاستيراد والتصدير والانشطة التجارية فضلا عن انخفاض خطير في دخل الفرد وصعوبة الحصول على المواد الغذائية الأساسية وفقدان فرص العمل المعتادة والاعمال في الزراعة والمشاريع الخاصة الصغيرة والكبيرة والقطاع العام .
وحسب نتائج التحليل فقد وصل عدد النازحين جراء الحرب والصراعات الداخلية إلى أكثر من مليون نسمة اضافة إلى الافراد الذين يعتمدون على العمالة غير الماهرة والفئات المهمشة الذين هم الأكثر تضررا مؤكدا أن عدم الاستقرار الأمني ونقص الوقود وارتفاع الأسعار قد أثرت سلبا وبشكل مباشر على القطاع الزراعي الذي يلعب دورا هاما في الاقتصاد ويوظف أكثر من 50 في المائة من القوى العاملة.
وبينت النتائج إلى أن ندرة وارتفاع أسعار الوقود إلى ارتفاع تكاليف الري والنقل والتسويق للمنتجات الزراعية أدى الى تدهور الانتاج الزراعي وتضررت بعض المحاصيل بسبب عدم كفاية الري .
وفي الورشة أشار نائب وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور مطهر العباسي إلى أن الوضع الانساني في اليمن اصبح كارثي بسبب العدوان السعودي الغاشم والحصار الهمجي على البلاد .
وأشار إلى أن هذه النتائج ستساهم في إبراز ما وصل إليه الوضع الأمني الغذائي في اليمن.. وسيعمل على توضيح مجالات الدعم والإغاثة الإنسانية نتيجة مؤشرات حقيقية .
ولفت أن الحصار على اليمن منع كثير من دخول المساعدات الانسانية للبلاد مما ساهم في تفاقم انعدام الامن الغذائي وزيادة معاناة المواطن
من جهته أشار الممثل المقيم للفاو في اليمن الدكتور صلاح الحاج حسن إلى أن انعقاد هذه الورشة التي يحضرها كافة الشركاء خاصة في مثل هذه الظروف التي تعيشها اليمن جراء العدوان السعودي الغاشم يعبر عن مدى التفاعل والاهتمام الكبير بموضوع الأمن الغذائي عبر التحليل المرحلي المتكامل لمعرفة مؤشرات انعدام الأمن الغذائي على مستوى المحافظات بالاعتماد على بيانات حديثة تم جمعها من قبل مختلف الشركاء.
وتطرق لنتائج التحليل لمؤشرات التصنيف المرحلي المتكامل للامن الغذائي ومراحلة ومنهجيته في جمع المعلومات المتاحة مشيرا إلى أن النتائج عكست التدهور الخطير والسريع لحالة الامن الغذائي في اليمن بسبب الحرب والصراع الدائر في المحافظات.
وأكد أن منظمة الفاو تسعى جاهدة لتحسين وضع الأمن الغذائي في اليمن على كافه الأصعدة بالتعاون مع كل الشركاء.. لافتاٍ إلى أن نتائج تحليل مستويات انعدام الأمن الغذائي ستساعد الجهات المعنية داخليا وخارجيا من الوصول إلى المقترحات والحلول السريعة لمساعده المناطق الأكثر تضررا والسماح بدخول المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية.
بدوره اكد وكيل وزارة الزراعة والري محمد الغشم استعداد الوزارة تقديم الدعم اللازم لضمان تحقيق النتائج التي تم التوصل إليها من اجل التغلب على كل التحديات التي تواجه الامن ا لغذائي في اليمن .. مشيدا بجهود كل من ساهم في انجاح هذا التقرير سواء من الفريق المحلي او ممثلي منظمات الامم المتحدة المتواجدة في الداخل حيث سيعمل على توفير رؤية متكاملة وشاملة لحالة الأمن الغذائي في البلاد وتحديد المحافظات التي يمكن التدخل فيها بشكل عاجل قبل حصول الكوارث والمجاعة فيها .
الى ذلك اشار وكيل وزارة الصناعة والتجارة لقطاع التجارة الداخلية عبدالله عبدالولي نعمان الى ضرورة اطلاق نداء استغاثة للامم المتحدة والمنظمات التابعة لها لاخراج اليمن من مرارة الحصار الجائر على البلاد .
وقال ” لانريد مساعدة من أحد وانما نريد رفع كافة القيود والحصار عن المواد الغذائية والدوائية والمشتقات النفطية فالوقود هو منظومة الحياة للاقتصاد الوطني “.
داعيا المنظمات الدولية وعلى راسها الامم المتحدة الى الاضطلاع بمسؤولياتهم الاخلاقية تجاه الاستهداف الممنهج وغير المبرر وغير المسبوق ضد اليمنا انسانا وارضا وأن يتم العمل وفقا لقواعد ومنظمات القوانين الدولية المنظمة للعلاقات في الحروب وبالذات في جوانبها الانسانية لفك الحصار الظالم على البلاد.
من جانبهما أشاد الممثل المقيم للأمم المتحدة بالو لمبو ونائبة الممثل المقيم لبرنامج الغذاء العالمي بجهود كل الفريق الوطني المنظمات الدولية في الخروج بهذه النتائج الايجابية عن وضع الامن الغذائي في اليمن .
ولفتا إلى أنه من خلال هذه النتائج تستطيع المنظمات الدولية تحديد المناطق الاكثر تضرر وتقديم المساعدات والمعالجات لها..مؤكدين ضرورة التعاون بين المنظمات الدولية والوطنية من اجل ايصال المساعدات الانسانية والغذائية خاصة في ظل الظروف التي تعانيها اليمن .
يشار إلى أن برنامج تطوير أنظمة معلومات الأمن الغذائي في اليمن احد البرامج التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة “الفاو” سينفذ على مدى ثلاث سنوات بالتعاون مع وزاره التخطيط والتعاون الدولي “السكرتارية الفنية للأمن الغذائي” في محافظات أبين والضالع ولحج والبيضاء والحديدة وحجة بهدف مساعده ودعم الحكومة في تأسيس جهاز مؤسسي لتهيئة القرار الخاص بالأمن الغذائي مدعم بنظام معلومات أمن غذائي مناسب وفعال ومستمر.
سبأ