الملح في شواطئ عدن
يغادر البحر
النوارس في عدن
تغادر المساكن
الرمال تضج برائحة الدم
الغرباء كعادتهم يفجرون القنابل
والغراب لا يواري سوءة هابيل
ولا يحدث قابيل عن سر الغياب الطويل
لا وقت في عدن
كي تنام مرتين
أو تصحو مرتين
النار لا ترشد الغرثى والجائعين
إلى خيمة الطائي
الدماد
والخراب
والجوع
يتوحدون….
كي يعظوا الفراغ الكامن فينا
يعظوا شلال الدم النازف
من مآقينا
والمتسرب من الحنين
وحده السراب
وحده الغبار
من يحاور البوارج في البحر
والطائرات في الجو
والغراب بريشه الداكن
على الشجرة البعيدة
وحده من يعظ قابيل
عند اللحظة الأولى
لبزوغ الصبح
لا تكن في آخر الدم
كما كنت في أوله
كن البنفسج والسلام
كن المطر الذي يشد
على برعم الشجرة
كن رائحة البخور
كن العيدروس
كن المساجد والكنائس والمعابد
كن ذلك المتحد ببهاء الليل
وبالقناديل والأضواء وبالشاي والنعناع
فعدن مدينة البهاء والضوء
ترف على جناح يمامة
في يدها قمران بهيان
الحب والسلام
لن تغادر عدن بهاءها وضوءها
ستغسل العلم كعادتها
وتعود.