مبدعون مجهولون

من المؤكد أن في حياة كل منا عملا عظيما يعتز به قام بتحقيقه خلال مسيرة حياته الحافلة وبالذات منها الحياة العملية التي نتشارك فيها مع الآخرين ذلك العمل أو الإنجاز العائد بالرضا عن أنفسنا وبالفائدة على أفراد المجتمع المحيط بنا بمختلف فئاتهم ومستوياتهم الاجتماعية.
وأن يقف جنود مجهولون خلف أي عمل تشاركي لا نعرف عنهم ولا عن طبيعة عملهم شيئا فذلك أمر يمثل قمة الإيثار ممن يقفون وراء تلك الأعمال الناجحة والإنجازات المشهودة بسنوات استمرارها وتميزها ونجاحها وتألقها بما تقدمه من خدمة مجتمعية ينعكس تأثيرها الإيجابي على كافة شرائح المجتمع.
حقل الإعلام والصحافة ـ المقروءة منها بالذات ـ هو أحد المجالات التي يختفي وراء نجاحاتها وإنجازاتها الكثير من أولئك الجنود المخلصين ممن لا تتصدر أسماؤهم عناوين الأعمال الصحفية (مقالات ـ تحقيقات ـ حوارات وأخبار) وغيرها من الأعمال الصحفية التي يتم تدبيجها بأسماء المحررين والصحفيين قبل أن يقوموا ـ عند البدء بأي عمل صحفي ـ بكتابة أي حرف في ذلك العمل من بداية عناوينه إلى نهايته بعرض أسمائهم بالبنط العريض وهذا من حقهم وبخاصة لمن أجادوا فن الصحافة وكانت لهم صولات وجولات في ميادينها الواسعة وفي مختلف التخصصات الإعلامية.
عشرون عاما ونيف من العمل الدؤوب في هذا المجال كجنود مجهولين في كواليس السلطة الرابعة (صفا ضوئيا وتصحيحا وإخراجا صحفيا وتصويرا وطباعة) خبرنا خلالها مهنة الصحافة الفنية وأجدناها وأخلصنا في أعمالنا حد العشق لهذه المهنة الشاقة والمضنية والتي تتطلب جهدا ووقتا طويلا وجيشا مثابرا من أولئك الجنود المجهولين.
عشر سنوات انقضت ـ من أعمارنا طبعا ـ على إصدار الأعداد الأولى لذلك الملحق الرائع (قضايا وناس) بجانب ستة ملاحق يومية كانت تصدرها الصحيفة الأولى في بلادنا (الثورة) أخذت من أعمارنا الكثير والكثير إلا أن ما يهوöن علينا أننا أخلصنا في كل ما قدمناه وبما يجعل ضمائرنا راضية ومطمئنة لذلك الرصيد الهائل من التفاني والرضا عن النفس أمام الله أولا وأمام شريحة القراء والمتابعين للصحافة المقروءة برسميتها (الثورة).
التحية والشكر والتقدير لكل جندي مجهول في أي ميدان كان, يقف بصمت وراء أي عمل يتوج بالنجاح المستمر والتميز اللائق بما يقدمه للآخرين وفي مختلف مجالات العمل الإنتاجية والإبداعية جماعية كانت أو فردية.
أمنياتي لـ (قضايا وناس) الاستمرار في الإبداع والتألق في مجال الإعلام الأمني وفي رسالته الهامة التي يقدمها لمختلف شرائح المجتمع وهي كذلك لبقية ملاحق (الثورة) اليومية وأن تعود إلى سابق عهدها في الصدور ثمان صفحات لكل ملحق يومي يحمل في طياته ولو بعضا من رسالته الإعلامية التي أصدöر من أجلها.
لعلي ـ ومعي الكثير ممن تشاركنا خانة الجنود المجهولين ـ قد أوضحت أهمية أولئك الجنود في تقديم عمل صحفي يومي كصحيفتنا الغراء (الثورة) إلى جانب إخوتنا من الصحفيين والمحررين الذين لا يكتمل عملهم وجهودهم إلا بجهودنا وإخلاصنا معا.
وكعادته ها هو (قضايا وناس) يتخندق خلف الصحيفة الأم (الثورة) في وقوفهما بوجه العدوان السعودي الأمريكي الغاشم كجبهة إعلامية رسمية ومعهما الكثير من الصحف الأهلية والحزبية المشرöفة بتسجيلها موقفها الصريح والواضح من الهمجية البربرية على بلادنا.

قد يعجبك ايضا