ما ينفع الناس !

كمن يتلقى دعوة مفاجئة من أعزاء للمشاركة في إحياء مناسبة عزيزة .. الثياب في المغسلة والوقت لا يسمح بالذهاب إلى الحلاق. حتى علبة الورنيش تلمع فارغة. ومع ذلك يجب حضور المناسبة ولا مكان للأعذار.
ذلك هو حالي عندما تلقيت دعوة الزملاء الأعزاء ” أسرة تحرير ملحق قضايا وناس ” للمشاركة في إحياء الذكرى العاشرة لإصدار الملحق .
وها أنا ألهث وسط الحضور . أغبر أشعث لا شيء يحررني من الحرج سوى الشعور بأنني في حضرة الأهل والأحباب .
ها نحن معهم نتقاسم فرحة المناسبة نلتهم حلواها ونجني معهم ثمار النجاح الذي حققوه بعناد وإصرار ومثابرة .. لا وقت يكفي كي نقوم بالواجب .
ما الذي يمكن قوله في هذه العجالة في هذه الظروف في هذه المساحة ¿.
بالكاد تكفي للحديث عن ” التورتة ” عن حلوى المناسبة .. وهي لذيذة جدا .
أما الحديث عن ملحق “قضايا وناس ” فهو مهمة صعبة وكبيرة كونه يمثل تجربة هامة لا تعني الزملاء في أسرة تحرير الملحق فقط بل تعني الإعلام الرسمي بكل وسائله. إنها تجربة ثرية تستحق الدراسة والتقييم والتحليل.
لقد تمكن الزملاء الأعزاء في الملحق من تحريك بركة الحبر الراكدة في الإعلام الرسمي واستطاعوا ـ بذكاء وحنكة ومهارة وجرأة ـ أن يكسروا احتكار القصور والدواوين لصفحات الثورة وأن يتجاوزوا بعض الخطوط ” الوهمية ” والأسقف المستعارة التي تعيق مسار الإعلام الرسمي وتحد من انتشاره وتضعف من دوره ورسالته .
وصباح كل أحد كانت الصحيفة أقرب إلى القارئ أقرب إلى الناس من أي يوم آخر في الأسبوع . وعلى صفحات الملحق الإثناعشر.. كان القارئ يجد نفسه ويجد ضالته .
على تلك الصفحات كان المواطن العادي هو البطل في الخبر أو التحقيق .. هو العنوان والمتن والصورة وصاحب الحق والشكوى . وكان المسؤول هو المتهم أو المدان هو المقصر في واجبه أو الخائن لأمانته . وكان أيضا : النموذج الذي ينبغي أن يحتذى به .
ولا زلت أتذكر الأستاذ علي ناجي الرعوي ـ رئيس التحرير الأسبق ـ وهو يهرش شعر رأسه الرمادي الكثيف بكلتا يديه وهو يعيد قراءة بعض المواد في صفحات الملحق قبل إجازتها للطبع .
إن أمانة الكلمة تقتضي منا الاعتراف للزملاء الذين تعاقبوا في إدارة الملحق وتحريره بجهودهم الاستثنائية الرائعة .. شكرا للمايستروـ عميد
الملحق ـ عبدالوهاب مزارعة شكرا للأستاذ الرائع عبدالواسع الحمدي الشكر والتحية للعزيز محمد العزيزي الذي انتقل إليه لواء الملحق وقد أثبت – ولا يزال – أنه جدير بالمسؤولية. وللمتألق وائل شرحة والعزيز معين حنش والفاضلة بلقيس الحنش ومن له أن ينسى العزيز نافع الحكيمي!.
شكرا لكم جميعا. تعلمنا منكم الكثير. نحن فخورون بكم. لقد ساهمتم بجسر الهوة بيننا وبين القارئ. قدمتم للناس صفحات تستحق القراءة والحفظ والتوثيق وتركتموه يبحث عن أوراق أخرى للسفرة .
إن احتفالكم في هذه الظروف الصعبة بذكرى إصدار الملحق يمنحناـ كما يمنح القارئ الكريم ـ الأمل باستمرار كل ما هو مفيد وجميل رغم العثرات والمحن .
إنها سنة الله في الحياة .. فأما الزبد فيذهب جفاء ? وأما ما ينفع الناس فيمكث فöي الأرضö.

قد يعجبك ايضا