ألقى السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي مساء أمس كلمة متلفزة أكد خلالها استمرار الصمود في وجه العدوان السعودي الأميركي الذي لم يحقق خلال الـ56 يوماٍ من عدوانه على اليمن سوى الخسران رغم وحشيته وإجرامه وقال:
لا يوجد أي مبرر لذلك العدوان مهما تذرعوا بالذرائع ومهما طبل له أولئك المرتبطون بمصالح شخصية مع الخارج فلا شرعية للعدوان والجرائم لا شرعية لها.. المئات من النساء والأطفال استشهدوا بشكل متعمد استهدفت الأحياء السكنية المستشفيات المعالم الأثرية/ استهدفت كل المقدرات والمنشآت البنية التحتية كهرباء مياه كل ذلك جرائم ومن يحاول أن يعطيها الشرعية هو يفضح نفسه..
وأضاف: من يقول أن قتل الأطفال الحصار تدمير المدارس أعمال مشروعة هو مجرم بمحاولته شرعته الجريمة للعدوان المتجرد من الأخلاق والقيم لا محافل ولا مؤتمرات يمكنها أن تحول تلك الجرائم إلى أعمال مشروعة.
إن الجريمة تدور في الفلك الإسرائيلي الأميركي لذلك تجري شرعنتها رغم الأسلحة المحرمة حتى تلك المؤسسات التي تعمل لأهداف إنسانية تغض الطرف عن كل تلك الجرائم.
ومع ذلك ورغم كل ما حدث من تدمير ومعاناة وحصار كبير فإن شعبنا اليمني العظيم أثبت أنه شعب أبي صامد ثابت يستمد قوته وعزته وصموده من اعتماده على الله ومن قيمة الأصيلة.. أثبت أنه فعلاٍ يمن عمار والأشتر يمن الأنصار يمن الحكمة في شموخه وثباته شعب ترسخ في قناعاته وإيمانه أن لا يركع إلا لله رب العالمين. وأن يواجه ظلم الطغاة بالثبات والإرادة التي لا تنكسر شعبنا لم يكترث بالمواقف المرتبطة بالمعتدين وتوكل على الله وحدة.
وقال: لم يكن شعبنا يأمل تفهماٍ أو عدالة من أمريكا وإسرائيل أو من المرتبطين بتلك القوى وتميز موقف شعبنا اليمني بالصبر وتحمله في مواجهة كل تلك الأخطار والمظالم “والله يحب الصابرين – إن الله مع الصابرين – ومن يتوكل على الله فهو حسبه.”
أن منتهانا ورجاءنا وسندنا هو الله وهذا يعطينا قوة في الموقف ندهش به العالم كله.
وحيا الحوثي الجيش واللجان الشعبية التي كانت تتحرك في الميدان في كافة المحافظات المستهدفة بكل شجاعة وإباء وصمود في مواجهة الأذرع التي تعمل لصالح الخارج رغم ما قدم لتلك القوى الإرهابية من دعم وإسناد جوي كبير لدعمها كذلك بقية البلد التي تعرضت كل مظاهر الحياة فيها للقصف استمر الجيش واللجان الشعبية صامدين يخوضون معركة لحماية شعب كي لا يتحول إلى شعب مستباح من سكاكين القاعدة لقد كانوا يعون أنهم يخوضون جهاداٍ مقدساٍ دفاعاٍ عن شعب ودفاعاٍ عن بلد ضد أي غزو من الخارج.
نحيي هذا الدور المشرف والعظيم للجيش واللجان ولولا ذلك الدور لكانت السكاكين تذبح أبناء هذا الشعب في القرى والمدن.
مثل ذلك الدور عاملاٍ هاماٍ وأساسياٍ لردع الخارج من ارتكاب أي حماقة لغزو هذا البلد.
كذلك موقف شعبنا الداعم من خلال ما قدمه من دعم وقوافل العطاء على المستوى الثقافي الإعلامي الصحي هيئات المجتمع المدني وهو دور مثمن وأخلاقي ووطني وهو ما جعل المعتدين رغم كل إمكاناتهم على مدى 56 أياماٍ فاقدين أي مكاسب حقيقية من عدوانهم لا مكاسب لا أفق لا نتيجة وكانت المكاسب للشعب.
تعرى النظام السعودي الذي يقول أنه يعبر عن الإسلام أكثر من مما تعرى من قبل فأين هي أخلاق الإسلام في حصار 24 مليون إنسان أين هي أخلاق الإسلام في استهداف المساجد الطرقات المستشفيات ما عرفه الشعب اليمني منكم من تصرفاتكم هو لا أخلاق لا شرف.
حجم المظلومية التي عاشها شعبنا اليمني العظم ستكون وصمة عار ستلاحقكم إلى الأبد تلك هي نتيجة عدوانكم عرفكم اليمنيون أنكم مجرمون امتلكتم قدرات عسكرية معينة وسخرتموها لقتل الأطفال والنساء.
نحن لا نتجنى نتكلم عن واقع جرائمكم تشهد عليكم بأنكم حاقدون مستكبرون وهمجيون ولا إنسانية لكم ولا مشاعر إنسانية لكم.
لقد توجتهم كل أعمالكم السابقة الظالمة خلال السنوات الماضية بهذا العدوان الأكثر ظلماٍ.
واستطرد في كلمته: وخلال السنوات الماضية لم تقدموا لهذا الشعب الا الفقر وجعلتم أرضه مقلباٍ للنفايات الإرهابية وهذا العدوان الأخير يكشف أنكم أنتم كنظام سعودي من تمثلون خطراٍ على هذا الشعب بعد أربعين يوماٍ من العدوان قامت بعض القبائل بأعمال وردود وللعلم كل أسرة كل مواطن يمني أصبح مكلوماٍ يعنى الكل شعر بالاستهداف بدون مبرر وبدون حق مشاعر الكراهية نحوكم حجمها كبير.
وقد نجحت أمريكا في دفعكم وإسرائيل تورطكم لاستعداء كل الشعوب العربية الفاعلة لأجل عزلكم.. أغلبية الشعوب باتت تكرهكم وتتمنى أن يأتي الدور عليكم.. هذه من نتائج عدوانكم.
هذا العدوان يجلي حقيقة أخرى كنا نحذر منها في أنصار الله ونقول أن شعبنا مستهدف بات كل اليمنيين على قناعة بأنه شعب مستهدف وبناء على ذلك ينبغي له أن يبني مستقبله على هذا الأساس.
خلال هذا العدوان أعلن المعتدون عن هدنة إنسانية وخلالها لم يتوقف العدوان استمر القتل ولم يصل سوى شيء ضئيل جداٍ من الاحتياجات الإنسانية, ولم تكونوا عند وعدكم مع أن الجيش واللجان كانوا أكثر التزاماٍ بالهدنة.
أمام هذا التخبط الكبير للعدوان, ظهر ما يسمى بمؤتمر الرياض, والظريف أنهم سموه بالحوار, وما حدث في هذا المؤتمر هو أن ذلك النظام جمع أدواته, اجتمعوا عند أمير وهم مأمورون, اجتمعوا ليسمعوا ما سيقال لهم, ولينصرفوا لتنفيذ تلك الأوامر.
ونحن نقول لهم : بضاعتهم ردت إليهم, أدواتهم التي يعتمدون عليها عادوا إليها من جديد.
البرنامج هو البرنامج, لقد أثبتوا أنهم لا يريدون خيراٍ لهذا الشعب, يريدون إغراقه في المشاكل.
وأضاف: الجيش اليمني لم يعد يروق لهم, يريدون جيشاٍ جديداٍ, كما حاولوا في سوريا عبر ما يسمى بالجيش الحر, يريدون جيشاٍ شرعياٍ, سيتألف من القاعدة والدواعش, وقد سموا القاعدة بالمقاومة الشعبية.
لم تكن هناك حاجة على المستوى السياسي لذلك العدوان, أو دعم القاعدة, وبذلك يتضح فصل جديد من فصول عدوانهم, يتمثل في خلق نزاعات جديدة بين اليمنيين من خلال ما يسمونه الجيش الشرعي, وهذا رهان خاسر.
وتساءل السيد عبدالملك: أي حرية لشخص يرى الآخرين يعتدون على أبناء شعبه وعلى أقاربه ثم يذهب إلى المعتدين يأخذ منهم بعض المال ثم يعود لتأييد ذلك العدوان, مثل هؤلاء لا يمكنهم أن يكسروا إرادة شعب, ومثل هؤلاء كانوا خاسرين في كل تجارب الشعوب في كل المراحل.
يتحتم على شعبنا المزيد من اليقظة والثبات, على الجهات الرسمية أن تواجه هذا التحرك, يجب الاهتمام بالجيش الذي كان مستهدفاٍ, وقد شهدنا كيف سعى العدوان إلى استهدافه.
الرؤية السعودية لإنشاء الدولة اليمنية مشابه لرؤية إسرائيل هن إنشاء دولة فلسطينية يريدون دولة هشة تحت سيطرتهم دولة شكلة ولذلك كان استهدافهم للجيش ومعسكراته وأسلحته ومخازنه.
ولذلك على الجهات الرسمية أن تعمل للاهتمام بالجيش وتعزيز دوره وفتح باب التجنيد وإنشاء وحدات عسكرية إضافية لمصلحة الجيش والبلد.
وأكد أن مؤتمر الرياض يغطي على مؤامرة جديدة بتفعيل حالة الصراع بين اليمنيين وهم يدعون الهاربين إليهم بالعودة إلى اليمن على المستوى السياسي لم يكن هناك معضلة أو مشكلة وهم يسعون إلى عدم العودة إلى الحوار.
ما يعملونهم لا يهدف إلى حل المشكلة السياسية إنما هو ناتج عن حقد ويهدف السيطرة وتدمير البلاد والعدوان أوقف الحوار وعرقل الحوار اتفق اليمنيون على مرحلة الحوار مخرجات الحوار اتفاق السلم والشراكة التي باركها العالم.
لقد كانوا على الدوام حاضرين لتمويل أي نزاع أو فتنه ذلك هو توجههم باستمرار اقول لشعبنا اليمني العظيم مهما كان حجه العدوان فلا قلق المطلوب هو الثبات والصبر والتوكل على الله ومن مسؤوليتنا أن نتحرك إلى الأمام على كل المستويات للتصعيد والمواجهة.
وأشار في كلمته إلى أن شعبنا يخوض معركة الشرف والتحرر والإيواء ولذلك مطلوب منا أن نزيد خطواتنا في التصعيد على العلماء أن يواصلوا الإعلاميين الشرفاء الجيش واللجان الشعبية ليواصلوا دورهم .. الحفاظ على الجبهة الداخلية ليتواصل هذا الجهد نفسنا طويل وخياراتنا كثيرة ومتعددة ونصيحتنا للآخرين أن يقصدوا من شرهم ويقدروا مظلومية شعبنا يقدر ما كان قريباٍ من نصر الله.
وباعتمادنا على الله, نحن في موقف القوة, من مظلوميتنا, من أصالتنا من حكمتنا والعدوان في نهاية المطاف لا نتيجة له لصالح المعتدين.
وأكد أن المشكلة السياسي لها حل وحيد: حوار في دولة محايدة, برعاية أممية, بمرجعيات مخرجات الحوار واتفاق السلم والشراكة.
وسخر الحوثي من تكرار حديث عبدربه عن العلم الجمهوري: وقال أن العلم الجمهوري مرفوع في مران, لكن حلفاءه من الجنود يرفعون علمي القاعدة والجنوب.
كما سخر من (الخيول والحروز وادعاء المهدوية), واعتبر أن ذلك يدل على أنه دمية بيد الآخرين يحاول أن يسترضيهم بمثل تلك الترهات.
وختم قائلاٍ: من المعلوم أن الجرائم التي يرتكبها المعتدون يتحمل مسؤوليتها أمام الله والشعب والتاريخ, المعتدون وزمرتهم الذين أيدوهم وطبلوا لهم, وستكون عاقبتهم الخسران.
الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى, والسلام عليكم ورحمة الله.
Prev Post