الإعلام ودوره في حياتنا

لقد بين الله -عز وجل- من القرآن الكريم أن كل ما يلفظ به الإنسان مدون ومكتوب عليه (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) “سورة: ق”.
وإذا بالنبي صلى الله عليه وسلم يبين أن من الأسباب التي تكب الناس في النار حصائد الألسنة.
فمن مجموع هذا يظهر لنا أن الكلمة لها خطورتها وهي إما للإنسان أو عليه ولا يتوقف الأمر عند الكلمة التي تخرج وينطق بها اللسان فحسب فالكلمة التي يجري بها وراء الغائب على صفحات الجرائد لا تقل خطورتها عن الكلمة المنطوقة إن لم تكن أزيد وأعظم خطرا وتأثيرا على الناس فهذه الكلمات التي يجري بها قلمي ما هي إلا تنويه لكاتبها وقارئها على السواء ليتقي كل إنسان ربه فيما ينطق أو فيما يكتب فإن الإعلاميين والكتاب على عاتقهم مسئولية عظيمة وذلك لأنهم يقرعون أبصارا تراهم وآذانا تصغي إليهم بأعداد كثيرة ربما تصل إلى الملايين وهنا تكمن الخطورة.
فلو أن هؤلاء جميعا أحيوا في قلوبهم رقابة الله – عز وجل- لتغيير الحال وتبدل الوضع من السيء إلى الأحسن والأفضل لأنهم تحت منظار الشعب.
ثانيا: أنواع الإعلام وخطورته الإعلام إما مقروءا أو مسموعا أو مرئيا وكل واحد منهم لا يقل أهمية أو خطورة عن الآخرين وأعظمها أثرا وتاثيرا على الناس المرئي أو لا ثم المسموع ثم المقروء فما من بيت إلا واقتحمه الإعلام ودخله وأثر فيه .. ولكن هل هذا التأثير بالإيجاب أو السلب الإجابة تختلف من فرد لآخر فربما يوجد عند البعض من الناس من الفطنة والذكاء وما يستطيعون به تمييز ما يسمعون وما يشاهدون وما يقرعون بل ربما الأمر ببعضهم إلى نقد ما يقع تحت أبصارهم أو ما يسمعون ويقرأون وهؤلاء الإعلام لهم فالمائدة التي ملئت بالطعام فتناولوا ما يستسيغونه وتركوا ما لا يحلوا لهم. فهؤلاء لا خوف عليهم من الإعلام لأنهم استفادوا منه بالإيجاب.
ولكن الخوف على هؤلاء الفقراء لا أقصد الفقر المادي ولكن الفقر الثقافي والفقر الفكري فهؤلاء تأثير الإعلام عليهم بالسلب أكثر منه بالإيجاب وذلك أن الإعلام صار كالساحة الواسعة دخل فيه أناس لهم ضمائر حية وعاهدوا أنفسهم ألا يقولوا إلا حقا ولا ينقلوا إلا صدقا فهنيئا لهؤلاء وأعتقد أن هؤلاء هم الجهة المشرقة والصفحة البيضاء وغالبا ما يكونوا سببا في تبصير الناس بالحق ودعوتهم له.
وللأسف في نفس الساحة تجد أشخاصا الهم الأول لهم السعي وراء المناصب أو الرغبة في الثراء السريع. فهؤلاء باعوا ضمائرهم بعرض قليل زهيد فهل غفل هؤلاء عن حساب الله -عز وجل- لهم فجزاؤهم عند الله عظيم لأنهم ضلوا بأنفسهم عن الحق وأضلوا غيرهم.
والسؤال: لماذا¿ وأحيانا تسمع أخبارا لا أساس لها من الصحة وأخبار يكذب بعضها بعضا سبحان الله هل نسي هؤلاء أن ديننا هو الإسلام والذي أمر الناس بالصدق مهما كلفهم ونهاهم عن الكذب في جميع أحواله.
ثالثا: دور الإعلام كوسيلة من وسائل التوجيه والإرشاد ذكرت آنفا أن الإعلام ما ترك بيتا إلا ودخله بإحدى وسائله إن لم يكن بوسائله كافة.
وللإعلام أهمية كبيرة جدا لأنه يعرض على جميع الطقبات فأصحاب الثراء الفكري  والثقافي والعلمي يشاهدون ويسمعون ويقرأون وكذلك تجد في الطرق الآخر الآمن الذي لا يعرف شيئا عن القراءة أو الكتابة ربما يشاركهم مائدة واحد يسمع وينصف ويدلي برأيه كذلك وإن كانت هناك برامج وقنوات تبني وتوجه السلوك وتفرش القيم والآداب ففي المقابل هناك قنوات هدم وخراب وللأسف ما بني في سنوات يهدم في ساعات.
وما يطرح نفسه على البساط الآن هل من الصعب توجيه الإعلام للبناء وغرس القيم والأداب والأخلاق السامية وتنمية كل إعلام فاسد هدام¿
أظن أن الأمر يسير وسهل إن شاء الله تبارك وتعالى إذا كانت عندنا النوايا الحسنة والقادة المصلحين وأكثرمن هذا أن يكون عندنا إرادة وعزيمة.
فسمت المجتمع الإسلامي هو الصدق أيا كان كلمة تذاع على الناس أو كلمة تكتب لتقرأ.
وأخيرا ندعو الله -عز وجل- أن يوفقنا  لكل خير.

قد يعجبك ايضا