يمكن أن تؤدي انعدام المياه في منازل سكان وأحياء صنعاء وعدد من محافظات الجمهورية إلى وجود موجة من العطش تزهق أرواح الأطفال والنساء والشيوخ.
ذلك إذا ما استمر العدوان السعودي الأمريكي استهداف البنية التحتية لليمن ومقدراته من مصانع ومنشآت نفطية والموانئ والطرق والجسور ومنشآت الكهرباء أدت إلى انعدام المشتقات النفطية وفي مقدمتها الديزل والبنزين مما أدى الى توقف مضخات المياه في عدد كبير من الآبار التي تقوم بضخ مياه الشرب للمواطنين عبر شبكة المياه أو سيارات الماء “الوايتات”.
عبدالله الهمداني أحد سكان منطقة شعوب أوضح أن مخزون الماء لخزان المياه في منزله نفد وبسبب انقطاع الماء في شبكة المياه الحكومية اضطر إلى الذهاب إلى بئر للماء تعتبر مكان اٍلتجمع وايتات الماء لبيع الوايتات ووجدت الوايتات متجمعة بشكل كبير حول البئر وبعد السؤال وجدت أن البئر موقفة عن العمل بسبب عدم وجود الديزل وانعدامه من السوق وأخبرني مالك البئر أن الماء موجود في البئر لكن الديزل معدوم حتى في السوق السوداء.
وأضاف الهمداني: ذهبت إلى بئر أخرى ووجدتها تعمل.. لكني فوجئت بأن أسعار الوايت الماء الواحد ارتفع ثلاثة أضعاف حيث كان سعر الوايت بـ2500 وأصبح بـ8000 ريال.. ولكن ربما ارتفع أكثر وقد يصل إلى عشرة آلاف ريال إذا ما استمرت أزمة الديزل.. ولأهمية الماء اضطررت لشرائه بالسعر الجديد.
وقال الهمداني: إن ما نعانيه الآن من انقطاع الماء بسبب ارتفاع أسعار قلابات المياه وانعدام الديزل يعود إلى العدوان السعودي الأمريكي علينا وإذا ما حدثت أي كارثة إنسانية في الشعب اليمني يتحمل مسئوليتها النظام الملكي ولن نسقط حقنا وسنأخذه بالطرق القانونية إن آجلا أو عاجلا.
امرأة كانت تستجدي صاحب أحدى قلابات الماء في فرزة الوايتات بأن يساعدها في ثمن الماء.. كونها لا تمتلك المال الكافي شرائه.. استجداءها لم يأتى بجدواة رغم أن سعر الماء في ذلك الوقت 5000 ريال.. وهي كانت تشتري الوايت الواحد بـ2300 ريال.. مما اضطرها إلى شراء نصف وايت ماء مناصفة مع زبون آخر.
خبراء اقتصاد يقولون أن ما تعانيه الجمهورية اليمنية من عدوان غاشم على أيدي المملكة السعودية عن طريق قصف كل ما يحتاجه المواطن اليمني من خدمات تحتية وفوقية لأكثر من شهر أدى إلى انعدام مادة الديزل لاسيما وأنها التي تعمل على تشغيل المصانع والأفران والمعامل ومنشآت اقتصادية أخرى لا يستغني عنها المواطن اليمني تعمل بواسطة مادة الديزل.
ويضيف الخبير الخبير الاقتصادي سليم راجح: أن انعدام مادة الديزل يؤثر بدرجة أساسية على الماء كون جميع مضخات المياه العامة والخاصة تعمل بمادة الديزل وإن وجدت فإن سعرها يفوق أضعافا وهذا حمل أضافي لا يقدر أن يتحمله المواطن وباستمرار المشكلة سيواجه المجتمع مشكلة كبيرة جدا وستتفاقم وستخرج عن السيطرة وستتلوث البيئة وتنتشر الأوبئة والأمراض وسينتج عنه كارثة إنسانية لا سمح الله.
ويقول راجح: إن السبب الرئيسي في انعدام مادة الديزل وارتفاع أسعار المياه هو العدوان الغاشم وحصاره البري والبحري والجوي التي منع دخول أبسط مقومات الحياة.. إضافة إلى أيادي الإرهاب في الداخل والمتمثلة في عناصر القاعدة التي تمنع دخول أي مشتقات نفطية إلى محافظات الجمهورية ومن ضمنها مادة الديزل.. وإذا لم يتم عمل حلول عاجلة وإدارة خاصة لهذه الأزمة فإن الأمور ستسوء لا قدر الله.
واضاف الخبير الاقتصادي: إن الحل من وجهة نظري إذا استمرت مشكلة انقطاع الديزل هو عمل شبكة مياه محلية مصغرة عن طريق عمل مفاتيح حنفية في الساحات أو بالقرب من أسوار المدارس أو أي مكان يتفق عليه المجلس المحلي وعقال الحارات ومؤسسة المياه لتنظيم عملية تعبئة دبيب الماء للمواطنين.. وهذا يعتبر حل امؤقت احتى يتم توفير الديزل الخاص بمؤسسة المياه.
ويشير راجح إلى أن الماء لا يصل إلى البيوت لعدم وجود المشتقات النفطية مثل الديزل والبترول وسيزداد سعر الوايت الماء لأن الواقع مفروض عليك لكن إذا تم عمل إدارة للازمات وعمل حنفيات عامة في الساحات.. كما ذكرت سابقا فان الجميع سيستفيد وحياته ستستمر بالظروف الحالية.. وطبعا المواطن لن يقدر على شراء الوايت الماء إذا كان بسعر ثلاثة أضعاف السعر الحقيقي لعدم استطاعته وبمقدار دخلة ليس أمامنا إلا اختيار أماكن عامة لكل حارة وستكون كلفتها أقل وتحل جزء من المشكلة.
وأوضح الخبير الاقتصادي أن الكارثة البيئية سوف تكون قاتلة للمجتمع إذا انعدم الماء فسيتضرر فيها الأطفال لعدم تحملهم والشيوخ لكبر سنهم وينتج عن ذلك لا قدر الله كارثة وخاصة في المدن.. والسبب في ظهور المشكلة بسبب العدوان السعودي الذي خرب وظائف سماواتنا وبرنا وبحرنا وحولها العدوان إلى شر وخطر وهناك دراسات واحصائيات تقول أن 70% من سكان اليمن يعيشون في المناطق التي تعرضت لقصف العدوان ولم تسلم حتى آبار المياه لذا فسبب ما نحن فيه هو العدوان الغاشم الذي استهدف الإنسان والشجر والحيوان والحجر لكن الشعب اليمني سيصمد وسينتصر إن شاء الله تعالى.
تصوير / محمد حويس