مدير آثار عدن: أضرار لحقت بقلعة صيرة وقصر السلطان العبدلي ومسجد جوهر التاريخي

ندرك جميعا ما تمر به مدينة عدن من ظروف استثنائية بالغة التعقيد حرب عبثية من السماء تنفذها طائرات العدوان السعودي ومن تحالف معها لضرب اليمن وصراعات ملحة في الأرض وهنا ينظر المهتمون بالتراث بالكثير من القلق على تلك المعالم والمواقع التاريخية والأثرية التي تحتويها هذه المدينة العريقة والخوف أن يطالها القصف الذي يدمر الكثير من المعالم ومشاريع البنى التحتية أو أن تتأثر تلك المعالم بفعل الصراع المسلح الذي يدور على الأرض فياترى هل تأثرت المعالم الأثرية في عدن وما حقيقة القصف التي تعرضت لع قلعة صيرة وما هي الأخطار المحدقة بالمواقع الأثرية والتاريخية بمدينة عدن¿
أسئلة بحثنا عن إجابات لها لدى الأخ محمد سالم السقاف – مدير فرع الهيئة العامة للآثار والمتاحف بمحافظة عدن والذي قال:
إن الوضع في عدن خطير للغاية وحركة التنقل بين المناطق فيها صعوبة بالغة وهذا ما يجعل حصر الأضرار التي لحقت بالمواقع والمعالم الأثرية بحكم المستحيلة في الوقت الراهن فقد سمعنا أن قلعة صيرة بالفعل تعرضت للقصف المتبادل لكن لا نستطيع معرفة أضرار وتأثيرات ذلك القصف لأن التوترات والاشتباكات هنا وهناك والوضع في عدن غير آمن كما أن الصعود إلى القلعة محفوف بالكثير من المخاطر وبالتالي لا يمكن أن يصعد فريق متخصص لتقييم وضع القلعة والأضرار الناجمة عن القصف..
طيب وماذا عن تأثر مواقع ومعالم أخرى في مدينة عدن هل وصلتكم أي أخبار بهذا الخصوص أكد السقاف أن بلاغات جاءت من حراسة قصر السلطان العبدلي الذي يقع فيه المتحف وكذا الإدارة العامة لفرع هيئة الآثار والمتاحف بعدن هذا القصر أوضح الحراس أنه تعرض للقصف بالقصر ولكنهم أكدوا أن الأضرار كبيرة في الدور الثالث من القصر ولكن يصعب أيضا تقييم الأضرار بشكل دقيق نظرا لأن المبنى مغلق ويصعب أيضا الصعود للطابق الثالث لأن المكان لا يزال معرضا للقصف ربما مرة أخرى..
وعبر السقاف عن أسفه وحزنه الشديدين على قصف هذا القصر العريق الذي يمثل قيمة كبيرة لمدينة عدن بل ولكل اليمن فهذا القصر يعد واجهة حضارية لعدن التاريخ والحضارة بناه السلطان فضل العبدلي عام 1918م واستمر بناؤه ست سنوات لأنه بحق تحفة معمارية فريدة جدا.
وأضاف “السقاف” إن من المواقع التاريخية التي تضررت في مدينة عدن بفعل القصف والصراعات المسلحة مسجد جوهر التاريخي لكن حتى المسجد يصعب معه تقييم الأضرار وهل هي في المسجد أو في الضريح وسيتم حصر وتقييم الأضرار كاملة إن شاء الله بعد استقرار الأوضاع في عدن وعودة الأمن وهذا ما نأمله جميعا وبصورة سريعة ليس في عدن فحسب بل وفي ربوع اليمن الحبيب.
وحول مخاوفه من أن تتضرر مواقع أخرى إذا ما استمر القصف والمواجهات المسلحة في مدينة عدن أوضح السقاف أن القصف العشوائي والمواجهات المسلحة ينتج عنها كوارث كبيرة على المدينة ومعالمها التاريخية والأثرية.
وبقدر خوفنا على أرواح البشر نخاف أيضا على المواقع والمعالم الأثرية لأنها هوية البلد وهناك ترابط وجداني يربط الإنسان بالأثر والأثر ما هو إلا نتاج طبيعي لجهد إنساني عبر مراحل التاريخ المختلفة الذي عاش فيها الإنسان في هذه المدينة بكل معنى الكلمة ومن يقصف بالأسلحة الثقيلة يتحمل المسئولية في تخريب وتدمير المواقع التاريخية والأثرية في مدينة عدن.

قد يعجبك ايضا