يعيش اليوم المواطن على جمر من تضارب الأسعار للمواد الغذائية والتخوف من انعدامها نتيجة للحصار المتعمد من قبل العدوان السعودي وحلفائه على اليمن منذ نهاية الأسبوع قبل الماضي , ونتيجة لذلك يحاول بعض من المواطنين أخذ الكميات الكبيرة من المواد الغذائية وبالذات الهامة والضرورية للعيش كالقمح والأرز والسكر والزيت والألبان ومشتقاتها وغيرها من المواد التي تهاتف عليها المواطنون للمحلات التجارية مشكلين فوضى عارمة على الرغم من تطمينات التجار الكبار بتوافر المواد الغذائية وخصوصاٍ الضرورية بكميات كبيرة ولأشهر معدودة .
المجلس المحلي واللجان الثورية قامت زيارة استطلاعية للمحلات التجارية والأسواق وضبطت فيها عملية البيع والاحتكار من قبل التجار وسير عملية البيع بالكميات المعقولة , وعلى الرغم من ذلك فهناك ارتفاعات سعرية طالت بعض من المواد الغذائية وفي مقدمتها القمح , الاستطلاع التالي يرصد الارتفاعات السعرية وآراء بعض التجار حول توفر الكميات وأسباب ارتفاع بعض المواد الغذائية .
وبداية مع أسعار القمح والقمح المطحون حيث شهد توافد الكثير من المواطنين وتشكيل طوابير طويلة أمام المحلات التجارية في حالة من الفوضى غير معهودة وذلك من اجل الحصول على الكميات الكبيرة منه على الرغم من تواجد الكثير من الكميات لدى التجار وبما يكفي لعدة شهور , وكان أكثر الوافدين للحصول على القمح المطحون بالذات هم من خارج أمانة العاصمة أي ساكني القرى والذين توافدوا بشكل كبير وبطلبات كبيرة تصل إلى 20 كيسا للشخص الواحد وهو ما أنذر بعملية فوضى خلقت زيادة في الأسعار وعملت على انعدام القمح لدى بعض التجار واحتكاره من قبل البعض الآخر , وقد تم تفادي وقوع أزمة في ذلك من قبل المجلس المحلي واللجان الثورية حيث تم النزول الميداني للمحلات التجارية وتنظيم عملية البيع بما لا يزيد عن 2 من أكياس القمح للشخص الواحد ومنع الاحتكار من قبل التجار ورفع الأسعار وقد ساعد ذلك في تهدئة الأوضاع بالنسبة لساكني العاصمة صنعاء وكذلك بقية المحافظات من الوقوع في أزمة خانقة للقمة العيش .
ارتفاعات سعرية
وعلاوة على ذلك شهدت أسعار القمح ارتفاع ملحوظ للأسعار لدى تجار التجزئة والجملة حيث ارتفع سعر القمح من 4000 إلى 4500 ويمكن أن يصل أن يصل إلى 5000 ريال في الأيام القادمة حسب قول المحاسب المالي هشام الجنيد والذي يعمل لدى محلات الحمزي للتجارة , ويضيف أن سعر القمح المطحون ارتفع من 4500 ريال إلى 5000ريال والبعض يبيعه بـ 5200 ريال وقد يرتفع إلى 5500 ريال , أما أسعار السكر البرازيلي فقد ارتفع بنسبة 1100 ريال أي من 5700 إلى 6800 أما السكر العادي فقد ارتفع بنسبة 1000 ريال أي من 5500 إلى 6500 ريال , وبالنسبة للزيت الماليزي فئة 20 فقد ارتفع بنسبة 500 ريال أي من 4200 إلى 4700 ,أما الأرز على الرغم من انخفاض أسعاره إلا أن نسبة الزيادة في الكيس وصلت إلى 1500 ريال بالنسبة لأرز المزة والبسمتي , وكذلك هو الحال مع أسعار الدقيق فقد ارتفع سعره بزيادة 1500ريال أي من 5000 إلى 6500 ريال .
كميات كافية
ويعود السبب في رفع الأسعار حسب الجنيد إلى تدافع المواطنين على الشراء بالكميات الكبيرة مما أدى إلى رفع الأسعار من قبل تجار الجملة الكبار في خوف من نفاد الكميات وعدم القدرة على استيراد كميات أخرى على الرغم من أن المخزون الحالي يكفي لبضعة أشهر إلا أن الطلب الكبير من قبل المواطنين سيعمل على انخفاض الكميات الموجودة لدى التجار وبالتالي سيرتفع أسعارها .
أسعار معقولة
وبالنسبة للألبان ومشتقاتها من الحليب والجبن والزبادي وغيرها فقد ارتفعت أسعارها بنسبة معقولة وصلت 300 ريال كحد أقصى للزيادة , وقد تحدث إلينا احد التجار وهو التاجر محمد الجرادي مالك محلات وثلاجة الجرادي أن الزيادة في الأسعار هي على طبيعة الوضع الذي نعيشه الآن خصوصا في ظل عدم وجود واردات من الخارج للبضائع والمواد الغذائية وفي الجانب الآخر المواطن هو من يشكل هذه الأزمات في التدافع للشراء , ويضيف :نحن كتجار نحاول قدر الإمكان أن نبيع بالأسعار المعقولة التي لا تضر بنا وبتجارتنا أو تضر بالمواطن الذي يعاني أزمة مالية وغذائية كبيرة وذلك مع الحصار المفروض من العدوان الخارجي لليمن من قبل السعودية وحلفائها .
الأكثر طلباٍ
ويذكر التاجر الجرادي أن الزيادة الملحوظة كانت تلازم المواد الغذائية الأكثر طلبا من قبل المواطنين كالحليب والذي ارتفع سعره بفارق 100 ريال للنوعين حليب الهناء والمراعي , وأيضا جبنة دنيا الألبان وقد ارتفع سعرها بفارق 200ريال أي من 11200 إلى 11400 ريال وكذلك زبادي الهنا ارتفع بنسبة 100 ريال عن سعره السابق ويمكن أن يرتفع في الأيام القادمة حسب الجرادي , ويضيف الجرادي أن الأيام القادمة ستشهد زيادة في أسعار بعض المواد الغذائية وخصوصا التي تحتاج إلى تبريد وذلك في حالة زادت الانطفاءات المتكررة على الكهرباء وانعدام مادة الديزل وهذا بدوره سيكلف التجار أعباء مالية كبيرة سيضطرهم إلى رفع أسعار المواد الغذائية التي تحتاج للتبريد في الثلاجات كالدجاج المثلج والذي بدا سعره في الارتفاع بنسبة 400 ريال أي من 5400 إلى 5800 ريال .
استقرار حذر
المواد الغذائية الأخرى كالعصائر والببسي والكيك والشوكلاته والمعلبات وغيرها تشهد حالة من الاستقرار الحذر في الأسعار التي قد ربما ترتفع في الأيام القادمة وذلك مع استمرار الحصار الخانق والضربات الجوية على معظم المحافظات اليمنية , ويعلل أحد أصحاب تجار المواد الغذائية أسباب استقرار أسعارها إلى قلة الطلب من قبل المواطنين عليها وعدم أهميتها مقابل المواد الغذائية الأكثر أهمية كالقمح والأرز والسكر وغيرها من المواد الهامة للأسر اليمنية وكذلك إنتاج وصناعة الكثير منها داخل البلاد عن طريق المصانع التابعة لرجال الأعمال , ويرى صاحب محل لبيع المواد الغذائية سلمان الحبيشي أن هناك من يضطر لرفع سعر بعض المواد الغذائية وذلك بسبب صعوبة نقلها وتكاليفها من التجار إلى أصحاب الدكاكين الصغيرة وخصوصا التي تبعد مسافات كبيرة عنها .
انخفاض في البيض
ففي حين تشهد المواد الغذائية بشتى أنواعها ارتفاع ملحوظ للأسعار فهناك أشياء أخرى انخفضت أسعارها وهذا ما هو عليه الحال في البيض حيث انخفضت أسعاره بنسبة 500 ريال عما كان عليه في السابق ويؤكد تجار البيض أن أسعاره يمكن أن تنخفض أكثر في الأيام القادمة وذلك بسبب تضاريس الجو في فصل الصيف حيث يكثر إنتاج البيض فيه .