إلى الإسلام يحرم الاحتكار وإخفاء السلع وصنع الأزمات

تعيش بلادنا هذه الأيام غدوانا غاشما خلف  أزمات متتابعة ومشكلات متصاعدة وهموما متعدöدة فأزمات في العقيدة والفكر ومشكلات في السياسة والعلاقات الدوليةومن تلك الأزمات والمشكلات التي شبت عن الطوق وتفاقم الحديث عنها وفي مقدمتها كما يرى الشيخ صابر النوفاني أمام وخطيب جامع الورد أن احتكار بعض التجار للمواد الغذائية وجشع البعض منهم ففي كثير من الأحيان يمسك التöجار السلعة? فتقöل في سوق الناس? فيرتفع سعرها. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إن التجار يبعثون يوم القيامة فجارا إلا من اتقى الله وبر وصدق» رواه الترمذي. وقال: «التاجر الصدوق مع النبيين والصديقين والشهداء» رواه الترمذي فقد يسرت الشريعة الإسلامية للناس سبل التعامل بالحلال لكي تكون أجواء المحبة سائدة بين الأفراد ولكي تبقى الحياة سعيدة نقية لا يعكر صفوها كدر ولا ضغينة وعن تعريف الاحتكار يقول: النوفاني: إن الاحتكار هو حبس مال أو منفعة أو عمل والامتناع عن بيعه وبذله حتى يغلو سعره غلاء فاحشا غير معتاد بسبب قلته أو انعدام وجوده فى مظانه مع شدة حاجة الناس أو الدولة أو الحيوان إليه.
وأشار النوفاني بقوله: حرم الاحتكار لما فيه من تضييق على عباد الله بقوله صلى الله عليه وآله وسلم ( لا يحتكر إلا خاطئ ) وقوله صلى الله عليه وسلم ( من احتكر طعاما أربعين ليلة فقد برئ من الله تعالى وبرئ الله تعالى منه )?
وهذا مذهب جمهور الفقهاء منهم المالكية والشافعية على الصحيح عندهم والحنابلة والظاهرية وغيرهم .أن الاحتكار حرام
وقد استدل الجمهور على حرمة الاحتكار بالكتاب والسنة والأثر والمعقول في كل كلامهم :
وفي ماروى عن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من احتكر حكره يريد أن يغلى بها على المسلمين فهو خاطئ ) وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الجالب مرزوق والمحتكر ملعون )
و الاحتكار من باب الظلم على الناس لأن ما بيع في السوق فقد تعلق به حق العامة فإذا امتنع المشترى عن بيعه عند شدة حاجتهم إليه فقد منعهم حقهم ومنع الحق عن المستحق ظلم وحرام يستوي في ذلك قليل المدة وكثيرها لتحقق الظلم .
يتفق الفقهاء على أن الحكمة في تحريم الاحتكار رفع الضرر عن عامة الناس ولذا فقد أجمع العلماء على أنه لو احتكر إنسان شيئا واضطر الناس إليه ولم يجدوا غيره وأجبر على بيعه دفعا لضرر الناس وتعاونا حصول العيش وفي هذا المعنى يقول الإمام مالك رحمه الله : ” الحكرة في كل شيء فى السوق من الطعام والزيت والكتان وجميع الأشياء والصوف وكل ما أضر بالسوق … فإن كان لا يضر بالسوق فلا بأس بذلك وأن كان فيه ضرر على الناس فهوا حرام  ”
ويضيف النوفاني: في ظل الحرب علينا من قبل دول التحالف وانشغال الدولة يقوم أصحاب محطات البترول ومحلات بيع الغاز المنزلي والتجار بدون أدنى ضمير أو وازع من دين باحتكار المواد الغذائية وغيرها من احتياجات الناس وسحبها من السوق إلى مخازنهم لبيعها فيما بعد بأسعار مضاعفة ولا حول ولا قوة إلا بالله
لو علم كل تاجر بالعقوبة الأخروية المترتبة عن الاحتكار والغش وما إلى ذلك من الأعمال والمغالطات التي يلجأ إليها اعتقادا أن في ذلك تتحقق له البركة والفائدة وزيادة رأس المال وأيم الله لما تجرأ على فعل ذلك البتة …!!..
وقد وردت الكثير من الأحاديث النبوية التي تتوعد التجار المحتكرين والغاشين للناس فعن إسماعöيل بنö عبيدö بنö رöفاعة عن أبöيهö عن جدهö أنه خرج مع النبي صلى الله عليه واله وسلم إلى المصلى. فرأى الناس يتبايعون فقال “يا معشر التجارö” فاستجابوا لöرسولö الله صلى الله عليه وسلم ورفعوا أعناقهم وأبصارهم إöليهö. فقال “إن التجار يبعثون يوم القöيامةö فجارا. إلا منö اتقى الله وبر وصدق”…  وقوله صلى الله عليه وسلم : ” من احتكر حكرة يريد أن يغالي بها على المسلمين فهو خاطئ وقد برئت منه ذمة الله ” … ومما جاء في فقه السنة للسيد سابق أن ابن ماجه روى عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه واوسلم قال : الجالب مرزوق والمحتكر ملعون كما روى أحمد والطبراني عن معقل بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من دخل في شيء من أسعار المسلمين ليغليه عليهم كان حقا على الله – تبارك وتعالى – أن يقعده بعظم من النار يوم القيامة .

قد يعجبك ايضا