كعادته في كل صباح خرج هشام من منزله بعد أن ودع زوجته وأطفاله الثلاثة للبحث عن الرزق حيث يعمل سائق سيارة أجرة “تاكسي” تابعة لأحد أصدقائه ولم يكن يعلم أنها آخر مرة يرى فيها شريكة حياته وأطفاله الصغار وانه لن يعود إلى المنزل إطلاقا..
ماذا حدث لهذا الرجل¿ وما مصير السيارة “التاكسي” ¿!
تفاصيل ذلك تكشفه الأسطر التالية:
منذ طفولته وحظه في الحياة لم يكن بالشكل المطلوب فقد ولد وسط أسرة فقيرة وكان ضمن ستة أبناء وبنات ومات والده وهو لا يزال في الصف التاسع أساسي ورغم إمكانيات الأسرة المادية الضيقة إلا انه استطاع أن يكمل دراسته الثانوية في القرية ثم انتقل للعمل في المدينة على أمل مواصلة دراسته الجامعية إلا أن حالته المادية الصعبة أجبرته على ترك قاعات الجامعة في المستوى الثاني ثم عمل سائقا لدى أسرة ميسورة الحال .
وفي لحظة كان الشيطان حاضرا فيها بقوة انزلق هشام في الحرام مع ابنة الشخص الذي يعمل عنده واستمرا في ذلك حتى انتفخت بطن الفتاة ليجبره والدها على الزواج منها دون أي مباهج للفرح كما يحدث في مناسبات الزفاف ثم قام الأب بطردهما من المنزل ليبدأ هشام رحلة عذاب من جديد ولكن هذه المرة مع زوجته وطفل قادم في الطريق.
بصعوبة بالغة حصل هشام على عمل في إحدى الشركات الخاصة كموزع لبضائعها ولكنه ترك العمل بعد أشهر معدودة إثر اتهامه بالسرقة ثم اتجه للعمل سائق تاكسي بالأجر اليومي وهكذا ظل ينتقل من سيارة إلى أخرى حتى كانت آخرها سيارة صديقه.
في ذلك اليوم خرج هشام من منزله وظل يدور بالسيارة طوال اليوم وأثناء عودته إلى المنزل استوقفه احد الأشخاص وطلب منه إيصاله إلى مكان ما وعرض عليه مبلغا من المال لا بأس به كون الوقت صار متأخرا فوافق هشام ومضى بالزبون في طريقه وبعد مسافة بسيطة استوقفه شخصان وطلبا منه ايصالهما في طريقه فاستأذن هشام من الزبون الأول وسمح لهما بالركوب وبينما هم في مكان شبه خال من السكان فوجئ هشام والزبون الأول بالشخصين الآخرين يخرجان مسدساهما طالبين من هشام السير بهم إلى احدى المناطق النائية فرضخ هشام لطلبهما وأثناء وصلهم إلى المنطقة المطلوبة خارج المدينة أمره الشخصان بالنزول من السيارة وكان لهما ذلك حيث نزل السائق هشام وكذلك الزبون غير أن الأخير تمكن من الفرار بسرعة والاختفاء وسط ظلام الليل الحالك ولم يقم احد من الشخصين باللحاق به أما السائق “هشام” فقد تسمر في مكانه خوفا على السيارة فأمره اللصان بإخراج كل ما يحمله من نقود بالإضافة إلى هاتفه “الموبايل” ولم يمانع من ذلك آملا منهم ترك السيارة لأنها ليست له وتوسلهم بتركه يذهب ويعود لأطفاله ولكنهم رفضوا وقام أحدهم بالاعتداء عليه ووجه له طعنة غائرة في منطقة الظهر حتى سقط على الأرض ثم سدد له عدة طعنات أودت بحياته على الفور .
بعد ذلك قام الاثنان بربط يديه ورجليه ووضعه في حقيبة السيارة وانطلقا إلى منطقة يوجد فيها شلال ماء يصب في نهر كبير ثم قاما بإخراج الجثة من السيارة ووضعا عليها صخرة ضخمة وقاما بتوثيق الصخرة بالجثة من خلال حبل متين ثم رميها داخل النهر ومضوا في حال سبيلهم.
في الجهة المقابلة لم ينس الراكب الذي كان مع المجني عليه ما حدث ولم يكتف بنجاته وترك السائق المسكين بل ذهب مباشرة إلى مركز شرطة وأبلغهم بما حصل وكونه لم يتمكن من اخذ رقم التاكسي فقد أعطاهم مواصفات السيارة وملامح السائق ولم يكن حينها يعلم ما حصل له وزاد على ذلك بأن دل رجال الشرطة على المكان الذي استوقفهما الرجلان فيه.
عندما وصل افراد الشرطة الى ذات المكان وجدوا آثار الدماء على الأرض فتأكد لهم أن مكروها أصاب السائق لتبدأ رحلة البحث والتحري والتحقيق في سبب ومكان اختفاء السائق والسيارة.
بعد يومين تلقى رجال الشرطة بلاغا بوجود جثة داخل النهر فانتقلوا إلى هناك ولم يجدوا أي إثبات على هوية صاحبها ولكنهم تذكروا حادثة سائق التاكسي وقاموا بالاتصال بالشخص الذي ابلغهم بالحادثة والذي بدوره أكد لهم أن الجثة للمجني عليه سائق التاكسي.
إلى ذلك كان مالك السيارة التاكسي قد تقدم ببلاغ حول حادثة اختفاء سيارته المفاجئ مع سائقها وأعطى رجال الأمن رقم لوحتها المعدنية وماكينتها وكان أول شيء توقعه رجال الأمن أن يقوم الجناة بتشليح السيارة وبيعيها فعملوا على مراقبة ورش التشليح ومحلات بيع قطع غيار السيارات وتكللت تلك الجهود بضبط فتى لا يتجاوز عمره 18 عاما يحاول بيع جزء من قطع السيارة المنهوبة لأحد أصحاب محلات بيع غيار السيارات.
لم يهدر رجال الشرطة الكثير من الوقت مع هذا الفتى الذي اعترف في اول جلسة تحقيق انه مجرد وسيط بين اللصوص الحقيقيين وصاحب محل قطع الغيار ودل رجال الأمن على مكان الجناة الذين كانوا يعملون في مجال ميكانيكا السيارات ويتخذون من هذا العمل غطاءاٍ لممارسة سرقة السيارات ضمن عصابة متخصصة في هذا النوع من الجرائم.. وكان الشخصان أداة الشرطة لاستدراج بقية أفراد العصابة والقبض عليهم واحداٍ واحداٍ والزج بهم جميعا خلف قضبان السجن.
قد يعجبك ايضا