دول العالم تحتفل باليوم العالمي للمرأة

تحتفل  مع سائر دول العالم باليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الثامن من مارس من كل عام إحياء لذكرى اتفاقية بيجين التاريخية التي تهدف إلى النهوض بحقوق المرأة.وكدا بالإنجازات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للنساء وفي بعض الدول كالصين وروسيا وكوبا تحصل النساء على إجازة في هذا اليوم.
وفي هذا السياق أشار الأمين العام في رسالته بمناسبة  إلى أنه قبل عشرين عاما مضت عقد العالم مؤتمرا تاريخيا عن موضوع حقوق الإنسان الخاصة بالمرأة وذلك على خلفية النزاع المدمر في يوغوسلافيا السابقة وما استرعاه من اهتمام واجب بمسألة الاغتصاب وجرائم الحرب الأخرى التي ارتكبت هناك ضد المدنيين. وقال “اليوم بعد مرور عقدين من الزمن أصبح من السهل أن يتسرب إلينا اليأس من جدوى التجمعات الدولية ونحن نشاهد جماعات متطرفة عنيفة تستهدف فتيات لا تتجاوز أعمارهن سبع سنوات بل وتستخدمهن سلاحا لخدمة أغراضها.” وفي كلمته اليوم في جلسة الجمعية العامة حول النهوض بالمرأة من خلال جدول أعمال تحويلي لما بعد عام 2015 قال “دعونا ألا ننسى أبدا وكما أعلن إعلان بيجين بإيجاز بأن “حقوق المرأة هي حقوق الإنسان”. المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات أمر ضروري لمستقبلنا المستدام. أعتقد أنه في ظل 20 عاما من الخبرة بأجندة بيجين والعمل الفني من الآن فصاعدا فإننا يمكن أن نصل إلى هدف المساواة بين الجنسين ضمن الإطار الزمني لجدول أعمال التنمية لما بعد عام 2015.
 وأوضح أنه حتى في المجتمعات التي تنعم بالسلام لا يزال الكثير من الفتيات والنساء عرضة للعنف المنزلي ولممارسات من قبيل ختان الإناث وغيره من أشكال العنف التي تتسبب في ترويع الأفراد وتلحق الضرر بمجتمعات بأكملها. أكد الأمين العام بان كي مون أن التمييز لا يزال حاجزا جسيما يجب نسفه داعيا إلى توسيع نطاق الفرص المتاحة في مجالات السياسة والأعمال وغيرها و إلى تغيير العقليات السائدة وخاصة في صفوف الرجال وإشراك الرجال ليصبحوا هم أنفسهم من دعاة التغيير. وذكر السيد بان بأن الاستثمار في المساواة بين الجنسين يولد التقدم الاقتصادي والإدماج الاجتماعي والسياسي وفوائد أخرى تساهم بدورها في تعزيز الاستقرار والكرامة الإنسانية.
وتبادل رؤساء منظمة الأغذية والزراعة والصندوق الدولي للتنمية الزراعية وبرنامج الأغذية العالمي مشاركاتهم المبتكرة التي تنطوي على تمكين المرأة الريفية من أجل المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي والتغذية. كما أبرزوا قدرة تمكين المرأة في تعزيز جهود الحد من الفقر الريفي بشكل كبير. ولفت كانايو نوانزي رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية إلى “تأنيث الزراعة” مع الإشارة إلى أن ما يقرب من نصف القوة العاملة الزراعية في جميع أنحاء العالم هي من النساء بسبب ارتفاع معدل هجرة الرجال في البلدان النامية إلى المراكز الحضرية أو التحول إلى عمل أفضل أجرا.
وسلطت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي إريثريان كازن على المبادرة المبتكرة “المشتريات في خدمة التقدم” التي تربط أصحاب الحيازات الصغيرة بالأسواق وخلال خمس سنوات تضاعفت مشاركة النساء في المنظمات الزراعية التي تدعم المبادرة في 20 بلدا. وقالت “من خلال شراء المحاصيل المزروعة من قبل المرأة مثل الفاصوليا وفول الصويا يبرز برنامج الأغذية العالمي الدور الرئيسي الذي تلعبه المرأة الريفية في عملنا معا لتحقيق القضاء الكلي على الجوع. ومع الاعتراف بنجاح هذا البرنامج يجب علينا توسيع نطاق الدروس المستفادة لضمان فرص أكبر للمزيد من النساء “.
ووفقا لهيئة الأمم المتحدة للمرأة تنخرط ما يقرب من 50% من النساء في جميع أنحاء العالم في العمل المأجور – وهو ما يشكل زيادة تبلغ 40% عن ما كانت عليه منذ 20 عاما.
وعلى الصعيد الدولي اعترف المجتمع العالمي بضرورة تعزيز دور المرأة في بناء السلام في البلدان الخارجة من الصراع. ومع ذلك فإن البيانات ترسم صورة مذهلة: اليوم هناك امرأة واحدة فقط من بين كل خمسة برلمانيين في العالم. واستنادا إلى المعدل الحالي للتقدم سوف تحتاج النساء إلى 81 سنة لتحقيق التكافؤ في فرص العمل. وفي نفس الوقت يؤثر العنف ضد النساء والفتيات على واحدة من بين ثلاث نساء في جميع أنحاء العالم. وفيما تستعد الأمم المتحدة للاحتفال بالذكرى ال20 لاعتماد منهاج عمل بيجين “المخطط الدولي” للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة سوف تقود الجهود في تناول قضايا المساواة بين الجنسين خلال الأسبوع المقبل من خلال عدة فعاليات كبرى بما في ذلك المناقشة المواضيعية رفيعة المستوى اليوم حول “المساواة بين الجنسين والنهوض بتمكين النساء والفتيات في جدول أعمال التنمية التحويلية لمرحلة ما بعد عام 2015”.

قد يعجبك ايضا