كانت هنا.. ثم كان الأثل والسهر
والجوع والعطش الذباح والسفر
وراحلون إلى البلوى هوادجهم
تقول أن بني بقعائها كفروا
كانت هناك وأبواب السماء لها
وكل ما يتمنى مثله البشر
حتى وتطرحني حتى بنافذة
لا الشمس تعرف من فيها ولا القمر
حتى وباعدت الأسفار بين يدي
وبين حتى وغاب العين والأثر
ومثل أي رحيل قبل موعدهö
ما جاء إلا الذي تندى له الحجر
وجاء سدان من فقر ومن فزع
ومن بلاد لما لم يأتö تنتظر
وجاء شيء من “البنزين” يطرحها
للبيع في أي سوق عöرضها قذر
وبين قافلة أولى وناقلة
أخرى تلوح وجوه ماؤها عكر
وبائعات هوى من كل ماركة
لهن في كل حقل سائب وطر
وأنت من في رمال غير قابلة
للاشتعال إلى أن يهطل المطر
غلبته من سحاب ذات أجنحة
فيها القضاء الذي يرضيك والقدر
…. …. …. ….
يا من على الشاكلات الباليات غدا
يقول كم في طواحين الهوى جزر
حوöل مسارك حتى نصف بوصلة
حتى تميöز ما الحلوى وما الحجر
يا من بغيرك تستهدي وأعينه
عمياء والشوك في رجليه والحفر
كن أنت في أول المعنى وآخره
وما يفيدك إن قلوا وإن كثروا
اليوم هم وغدا هم غيرهم لغة
وأبجدا في الذي تبقي وما تذر
…. …. …. ….
كانت هنا ثم صارت هدهدا لبöقا
لكنه بعد جين هده الكöبر
وزارع الخمط مشغول بمعدته
وما بمعدته طير ولا ثمر
تجاوزته الفصول الممرعات كما
تجاوزته عظات الدهر والعöبر
وقال للفلك الدوار كن ملكا
بأي مملكة أيامها أخر
أو كن بقية قوم ما رأوا أحدا
وليس في عمرهم علم ولا خبر
من الذين على منوال سالفهم
قالوا لها نحن.. ثم استنوق النمر
وما عليك إذا شالت نعامتهم
ولم يعد عندها حöذق ولا حذر
لأن كل القرى كالنمل ما لمحن
إلا الذي معه الناموس ينكسر
صنعاء 2015/2/26م