الثورة نت /..
احتفت الهيئة العامة للزكاة والبرنامج الوطني لرعاية وتأهيل المتشردين (المرضى النفسيين غير المصحوبين) بتخرج وتمكين الدفعة الأولى التي تضم 25 متعافيًا، بتكلفة 30 مليون ريال، وتوزيع ملابس شتوية لعدد 200 متشرد بالتزامن مع حول ذكرى جمعة رجب 1447هـ.
كما دشنت هيئة الزكاة خلال الفعالية دعم المركز بمبلغ 130 مليون ريال للنصف الثاني من العام 2025م.
وفي الفعالية أشار نائب رئيس الهيئة العامة للزكاة علي السقاف، إلى أن هذا المشروع يدل على عظمة الإسلام والإحسان والتكافل والتعاون وصرف الزكاة في مصارفها الشرعية كونها تصل للفقراء والمساكين ومنها هذه الشريحة المحرومة من تعاون المجتمع.
وأكد أن هيئة الزكاة خصصت قرابة 350 مليون ريال لدعم البرنامج خلال العام الجاري 2025م، والذي تحتفل اليوم بإعادة الأمل والبسمة والحياة لـ 25 من المتشردين والمرضى النفسيين غير المصحوبين الذين كانوا بلا مأوى ولا غذاء ولا دواء في مختلف الشوارع.
ولفت إلى أن هذا المشروع يأتي ترجمة لتوجيهات القيادة الثورية والسياسية والحكومة، وفي إطار اهتمام هيئة الزكاة ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والبرنامج الوطني لرعاية وتأهيل المتشردين.. مشيرا إلى أن البرنامج الذي يعد الأول في اليمن يبعث على الفخر والاعتزاز بأن الدولة تقوم بمسؤولياتها تجاه شريحة المتشردين والمرضى النفسيين غير المصحوبين عبر هيئة الزكاة التي تولي الفقراء والمستضعفين أولوية في اهتماماتها ومشاريعها.
وأشاد السقاف بجهود البرنامج من إدارة وأطباء واخصائيين اجتماعيين وعاملين في رعاية هذه الشريحة.. مؤكدا على ضرورة المتابعة والاهتمام خلال مرحلة ما بعد التشافي وتمكينهم اقتصاديا من خلال المشاريع التي تليق بهم كي يندمجوا في المجتمع وكذا تجنيبهم العادات الضارة.
وشدد على ضرورة تعاون أسر الخريجين والمجتمع مع هذه الشريحة كي تندمج في المجتمع من خلال التشجيع والدعم النفسي كي لا تنعكس حالتهم سلبًا.. داعيا الجهات المعنية والتجار ورجال الخير إلى دعم المشروع كواجب ديني وإنساني تجاه هذه الشريحة.
وفي الفعالية التي حضرها وكيلا هيئة الزكاة لقطاع المصارف محمد العياني، وقطاع التوعية والتأهيل أحمد مجلي، أكد المدير التنفيذي للبرنامج الوطني لرعاية وإيواء المتشردين علي الرزامي، أن هذا التخرج، يُجسد قصة نجاح حقيقية، عنوانها أن الإنسان مهما بلغ به الضعف أو سقط في قاع المعاناة، فإنه يظل جديرًا بالحياة الكريمة، إذا ما توفرت له الرعاية الصادقة، والإدارة المسؤولة، والدعم.
وقال: “في هذا اليوم الاستثنائي، الذي تختلط فيه مشاعر الفرح بالفخر، والأمل بالمسؤولية، نقف جميعًا أمام محطة إنسانية ووطنية بالغة الأهمية، نحتفي فيها بتخريج الدفعة الأولى من المتعافين من نزلاء البرنامج الوطني لرعاية وإيواء 25 من المتشردين (المرضى النفسيين غير المصحوبين)، بعد رحلة علاج وتأهيل لم تكن سهلة، لكنها كانت مليئة بالإرادة، والإيمان، والعمل الدؤوب”.
ولفت الرزامي إلى أن ما تحقق اليوم هو ثمرة لتوجيهات ورؤية قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي الذي يولي شريحة المستضعفين، وفي مقدمتهم المرضى النفسيين المتشردين اهتمامًا بالغًا.. مؤكدًا أن بناء الدولة العادلة يبدأ من رعاية أضعف أبنائها، وصون كرامتهم، وإعادتهم إلى المجتمع كأفراد فاعلين ومنتجين، لا كضحايا منسيين.
وثمن دور هيئة الزكاة في تبني ودعم البرنامج، إيمانًا منها بأن رعاية المتشردين وتمكينهم اقتصاديًا يدخل ضمن المصارف الشرعية للزكاة، كون الزكاة وسيلة لبناء الإنسان، وإنقاذه من الفقر والضياع، وإعادته إلى دائرة الإنتاج والاستقرار.. منوها بدور الهيئة وما تمثله من ريادة وسبق في تبني المشاريع الإنسانية والتنموية التي تحفظ كرامة الناس، وتحدث أثرًا ملموسًا وعميقا في المجتمع، من خلال دعم المبادرات التي تنتقل بالمستفيد من دائرة العوز إلى فضاء الكرامة والإنتاج.
كما ثمن الدور الداعم للقائم بأعمال رئيس الوزراء العلامة محمد مفتاح، واهتمامه ومتابعته الحثيثة لهذا البرنامج، والذي أسهم في تذليل الكثير من الصعاب وتعزيز الشراكة بين الجهات الرسمية، لضمان استمرارية العمل وتحقيق أهدافه الإنسانية والوطنية.
وأوضح الرزامي أن العلاج الطبي والنفسي وحده لا يكفي، ما لم يُستكمل بتمكين اقتصادي حقيقي، يفتح أمام المتعافي باب الرزق الكريم، ويمنحه القدرة على الاعتماد على نفسه، ويحصنه من العودة إلى دائرة التشرد والانتكاسة.. مؤكدًا حرص البرنامج الوطني على ربط التعافي بالتمكين، عبر مشاريع مناسبة لقدرات الخريجين، تراعي أوضاعهم الصحية والاجتماعية، وتمنحهم فرصة واقعية لبداية جديدة، قائمة على العمل، والإنتاج، والاندماج الإيجابي في المجتمع.
فيما أشادت كلمة الخريجين التي ألقاها عقيد البريهي، ومحمد الصلوي، باهتمام ودعم القيادة الثورية والسياسية والحكومة وهيئة الزكاة والذي كان له الأثر الكبير في استمرار البرنامج بكل كفاءة واقتدار وتعزيز قدرته على تقديم الرعاية الكاملة لكافة النزلاء.
وأكدا أن دعم هيئة الزكاة للمركز جسد المعنى الحقيقي لمقاصد الزكاة الشرعية والذي وُجه إلى فئة مستضعفة، وأسهم في حفظ النفس وصون الكرامة الإنسانية وتمكين المرضى من تلقي العلاج الحيوي والنفسي والاجتماعي في بيئة آمنة تحفظ حقوقهم وتراعي إنسانيتهم.
وعبرا عن تطلع الخريجين أن تكون المرحلة القادمة مرحلة انتقال نوعي يتم خلالها التركيز على التمكين الاقتصادي والرعاية اللاحقة.
واستعرضت الكلمة جانبًا من الخدمات التي تلقوها في البرنامج الوطني لرعاية وايواء المتشردين ومركز الاحسان والتي شملت الرعاية والملبس والإيواء وخدمات صحية ونفسية واجتماعية ورياضية وثقافية ودينية.
تخللت الفعالية، التي حضرها مدير مكتب هيئة الزكاة بمحافظة مأرب ياسر الأمير، ومدير التوعية والإعلام بالهيئة الدكتور محمد الموشكي، وعدد من المعنيين في البرنامج، فقرات إنشادية للخريجين، وتلاوة آيات من القرآن الكريم، إلى جانب عرض حول البرنامج الوطني لرعاية وتأهيل المتشردين من التأسيس إلى التخرج.
