تجار السوق السوداء يسيطرون على مبيعات أسطوانات الغاز المنزلي


استطلاع /أحمد الطيار –
ارتفعت وتيرة الاستياء الشعبي من استمرار معارض بيع أسطوانات الغاز في الإغلاق وترك عملية بيع الأسطوانات بيد تجار السوق السوداء وسط تنامي حركة بيعهم للاسطوانات في الشوارع والأسواق الشعبية وبأسعار متفاوتة .
وحتى الآن فشلت معارض الغاز الرسمية بالعاصمة صنعاء في العودة لمزاولة أعمالها ببيع أسطوانات الغاز المنزلي لسكان الحارات بالسعر الرسمي أو حتى بزيادة 200 ريال فيما واصل تجار السوق السوداء سيطرتهم على عمليات البيع في الشوارع الرئيسية والخطوط الطويلة ومداخل العاصمة صنعاء مستخدمين شاحنات كبيرة وسيارات نقل متنوعة.
وفيما بدأ منافسون لتجار السوق السوداء في الدخول للسوق وهم أصحاب الطرمبات قالت مصادر مطلعة على عمليات البيع أن مالكي الطرمبات هم من يقوم بتعبئة الاسطوانات لتجار السوق السوداء في الخفاء مما يزيد الوضع تعقيدا خصوصا وان اسطوانة الغاز تباع من قبل السوق السوداء بـ2500 ريال فيما يبيعها أصحاب الطرمبات بـ1700 ريال مستغلين الوضع وبفارق 500 ريال عما يفترض بهم أن يبيعوه وفقا لتسعيرة شركة الغاز.
وفيما يطالب المستهلكون وخصوصا الضعفاء من الناس والفقراء الجهات الحكومية بإعادة معارض الغاز, كشف مصدر في شركة الغاز أن عدد معارض الغاز التابعة للشركة في العاصمة باتت قليلة جدا ولا تتعدى 40 معرضا بينما هناك حوالي 350 معرضا تتبع القطاع الخاص بصفة رسمية وأخرى مثلها غير مرخصة وكلها تتاجر في اسطوانات الغاز بطرق غير قانونية واستبعد مسؤولون بوادر إمكانية عودة معارض الغاز لمزاولة مبيعاتها مستبعدة وسط تشاؤم السكان في الحارات والأحياء السكنية من استمرار تجار السوق السوداء في سيطرتهم على السوق و مخاوف من تخلي الدولة عن ضبط آليات السوق واتجاهها لتغيير آليات إدارته وتركه للعشوائية المخالفة للأنظمة التجارية المعمول بها في بلادنا وفقا للقوانين.
أزمة
بدأ استياء المواطنين من عمليات بيع أسطوانات الغاز عبر سوق غير رسمي منذ أكثر من سنتين عندما اختفت هذه الأسطوانات من المعارض وعندها بدأ المواطنون في حكاية البحث عنها بشتى السبل الأمر الذي ولد سوقا سوداء رفعت معها سعر الأسطوانة من 1200 ريال إلى 2500 ريال وفي أوقات كثيرة غير موجودة أي أن السوق دخل في أزمة عميقة خلفتها شحة المعروض وزيادة الطلب حيث لم تتمكن أمانة العاصمة من الحصول سوى على 40 ألف أسطوانة في اليوم من احتياجاتها المقدرة بـ90 ألف أسطوانة يوميا في الأيام العادية وهكذا نشأت الأزمة طيلة الأشهر الثلاثة الماضية.
معاناة
منذ بداية الأزمة الحالية في العام 2015م وحتى الآن تخلى أصحاب معارض الغاز عن عملهم الأساسي البيع للمواطنين إذ اختفوا فجأة من السوق وأغلقوا معارضهم دون حسيب أو رقيب ليتركوا السوق على مصراعيه لتجار جدد ظهروا على متن سيارات نقل خفيف يبيعون الأسطوانات هنا وهناك لكن أسعارهم لم تكن يوميا اقل من ثلاثة أمثال السعر الرسمي وهكذا لم يتمكن سكان الحارات من الحصول على أسطوانات الغاز بسهولة ويسر فبدت المعاناة عبر البحث عنها وشرائها من تجار السوق السوداء.
الاستياء
استياء المواطنين من عمليات بيع أسطوانات الغاز بواسطة السوق السوداء كبير وعميق ذلك أن هذه الآلية الجديدة تركت آثارا سلبية على المواطنين خاصة الفقراء وغيرهم من السكان في الحارات والبعيدين عن الشوارع الرئيسة والأسواق الشعبية حيث أن معاناة جلب الأسطوانة يتفاقم ويحتاج إلى جهد ووقت لجلبها إما عن طريق الحمل على الأكتاف أو فوق سيارة تاكسي وكلها معاناة يصفها ماهر السوادي بقوله لدينا في الحارة معرض بيع الغاز أغلق أيام بدء الأزمة وحتى الآن لم يفتح والآن عندما نحتاج لتغيير أسطوانة جديدة نذهب مسافات طويلة للحصول عليها من تجار السوق السوداء الذين يفضلون البيع في الشوارع الطويلة والأسواق الشعبية معاناة ماهر ليست الوحيدة بل أن الجميع يلمسها خاصة ربات المنازل في الحارات والأحياء الشعبية والفقراء بالذات والذين يتحملون سعارا إضافيا وتعبا وجهدا كبيرا فيما تقع هذه المعاناة اخف على من يملكون سيارات يستطيعون الذهاب بها للشراء ولو أن سعر البنزين هو الآخر مرتفع كذلك.
الاختفاء
قصة معارض بيع الغاز وبقاؤها معلقة في الوقت الراهن تحير الناس على الدوام وفيما لم يفهم المواطنون سبب اختفائهم وبقاء معارضهم مغلقة إلى الآن قال لنا احد تجار بيع أسطوانات الغاز إن السبب هو تخلي الشركة عن الوفاء بتعهداتها لنا ولم تعد ترفد المعارض سوى بـ20% من احتياجاتها فقط خصوصا أوقات الأزمات والفتن والقلاقل .
السوق السوداء
يقول التجار الذين نشطوا في بيع أسطوانات الغاز خارج النطاق الرسمي المخصص بالمعارض والذين نسميهم تجار السوق السوداء إنهم يقدمون خدمة للمواطنين بيسر وسهولة وقد تمكنوا خلال الأزمة الحالية والأزمات السابقة من توفير الأسطوانات رغم ارتفاع أسعارها ولهذا فهم ليسوا مستغلين ولا محتكرين مطلقا فهاهم اليوم يقدمونها بأسعار تنافسية تقل عن 3000 ريال للأسطوانة ومع أن هذا الكلام غير صحيح فان الصحيح هو ما رواه لنا احد التجار قائلا: نحن كأصحاب المعارض تحولنا من تجار رسميين إلى تجار للسوق السوداء بفضل تلاعب بحصص المديريات والحارات حيث يلهث الجميع نحو فوارق السعر والتي تصل إلى 1500 ريال وهكذا تعتبر الأزمة مكمن ربح لنا نشتغل فيها ونوفر مبالغ مالية جيدة.
ويشير تاجر أخر إلى أن إمكانية التعبئة من مارب أصبحت صعبة حيث يقومون بجلب آلاف الأسطوانات من هناك بطرق غير رسمية وبيعها لتجار السوق السوداء بفارق سعري كبير الأمر الذي ساهم في رفع أسعار الأسطوانات في السوق بشكل كبير.

قد يعجبك ايضا