التسويات الإقليمية للاستمرار لا للاستقرار!

مطهر الأشموري

 

 

الأيام الماضية وجدت نفسي أفكر في أهم ما تعاطته وسائل الإعلام فيما يتصل باليمن، وأكثر ما استوقفني عنوان «التسويات الإقليمية» في اليمن ولبنان والعراق، وهو مقترح سعودي كما يطرح وسيناقشه محمد بن سلمان مع الرئيس الأمريكي ترامب خلال زيارته لأمريكا حالياً..
وتم تداول خبر أن وزير الخارجية السعودي تداول أو تناقش مع نظيره الأمريكي ما تسمى التسويات الإقليمية..
بالطبع النظام السعودي لا يريد حتى ربط هذه الخطوة بالضغط اليمني فاخترع هذا العنوان المؤقلم لإظهار ذاته أنه من يهتم بحلحلة مشاكل الإقليم، ونحن يعنينا الحل المنصف لمشكلة اليمن والتي هي من ألفها إلى بأنها بسبب العدائية التاريخية من بني سعود تجاه اليمن وبسبب العدوان السعودي أياً كان من جمعهم واستجمعهم من العرب والعالم، وهو عدوان سعودي المواجهة والعنوان ولكنه أمريكي وصهيوني الهوى والهوية وبإمتياز..
ما دام الذي يعنينا هو حل المشكلة اليمنية على أساس کامل السيادة والاستقلالية ودفع کامل تعویضات العدوان، فالأهم الذي أؤكده وأجزم به أن الهدف من هذا العنوان هو فقط التسويف وإضاعة الوقت فيما تجري وتتواصل ترتيبات وتحضيرات جديد العدوان بكل الأشكال المعروفة والمتوقعة وبما قد لا يتوقع..
إنهم يبحثون عن تهدئة بالمزيد من تمديد وتمطيط الهدنة التي أراها من أول لحظة خطأ أو خطيئة أصلاً، وبالتالي فما تسمى «تسويات إقليمية» لا هدف لها غير المزيد من تمديد و تمطيط ما تسمى «هدنة»، ويعتقدون أن ما تسمى تسويات إقليمية ستبقى وضع اللا حرب واللا سلم في اليمن حتى تكتمل ترتيبات جديدة وتحديد العدوان بقيادة أمريكا والكيان الصهيوني وارتكازا على أنظمة العمالة والتطبيع وعلى رأسها النظامان السعودي والإماراتي وكأنه يستنسخ من اتفاق إيقاف الحرب على غزة..
بالطبع سيتم تحريك اتصالات عربية وسنسمع عن مفاوضات تجري في مصر مثلاً أو غيرها، وكل هذا لإحداث التهدئة بما يمثّل تمديداً وتمطيطاً للهدنة العوجاء العرجاء، ومثلما يطرح أن اتفاق إيقاف الحرب على غزة هو من التفعيل للوسطاء فابحثوا عن شركاء وشراكة وسطاء التسويات الإقليمية والنظام السعودي المجرم يطرح أنه مجرد وسيط في المسألة اليمنية..
ولذلك فإني أطلب وأرجو وأتمنى من قيادتنا الثورية والسياسية أن لا تنزلق إلى هذا السيناريو الخبيث والأسوأ، فمشكلة اليمن هي مع النظام السعودي ثم الإماراتي ولا تحل إلا مع النظام السعودي أساساً حرباً أو سلماً، والحالة اليمنية لا تحتاج لأقلمة أو عولمة وإلا فعلينا أخذ حقنا بأيدينا «وما ضاع حق وراءه مطالب»..
وضع اللا سلم واللا حرب في اليمن لم يعد يُقبل ولا يحتمل وكان على بن سلمان والأسرة التي سعوت نجد والحجاز أن تفاوض وتتفاوض مع اليمن ممثلاً بحكومة صنعاء ولا يحتاج لعبة أو ملعوب الأقلمة خاصة وأن ترامب يريد أن يفرض في اليمن ذات ما فرضه في غزة، فهل يريد النظام السعودي انتزاع شرعنة ترامبية أمريكية لملعوب الأقلمة؟..
إذا لم تكن إجابة صنعاء هي الرفض القطعي لملعوب الأقلمة وقطع الطريق على أي وسطاء أو وساطات فإنها تدفع إلى خطأ أسوأ من الهدنة الممططة الممددة، وبالتالي لا نحتاج لتصعيد يتم احتواؤه وامتصاصه بملعوب مكشوف بل وساذج..
هل تتوقعون أن أقول إني بين من ينتظرون نتائج زيارة بن سلمان لأمريكا؟..
لو قلت مثل ذلك لكنت في مرتبة الحمار أو حتى أدنى بالفهم ولا أحد يقبل وضع نفسه في هكذا تموضع بوعي أو بدونه..
أتمنى من صنعاء أن تعلن رفض ما تسمى تسويات إقليمية رفضاً قاطعاً ونهائياً على الأقل للتأكيد مبكراً بأنها لا تهتم بشريعة وشرعنة أمريكا والكيان اللقيط، واليمن لا تحتاج لطبخات مثلث الشر الأمريكي الصهيوني السعودي، وإذا الهدف أن يظل القائم في اليمن وحسب فإننا لا نحتاج لشرعنة جديدة من صنعاء لهذا القائم!!.

قد يعجبك ايضا