تحل الذكرى الحادية والعشرون لرحيل الرئيس القائد ياسر عرفات فيما لا تزال فلسطين أرضا وشعبا وقضية تجسد المعاني التي عاش من أجلها هذا القائد التاريخي وكرّس حياته دفاعا عنها في مختلف الميادين السياسية والنضالية.
في هذه المناسبة يستحضر الشعب الفلسطيني مسيرة الرئيس الراحل الذي شكل رمزا للنضال الوطني الفلسطيني المعاصر وقاد بشجاعة وإصرار مسيرة التحرير من مخيمات اللجوء إلى أروقة الأمم المتحدة حاملا رسالة الحرية والاستقلال ومؤمنا بعدالة قضية شعبه وحقه الثابت في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة .
لقد جسد الرئيس عرفات خلال مسيرته الطويلة نموذج القائد الذي جمع بين الثبات على المبادئ السياسية والقدرة على المناورة الدبلوماسية وبين روح الثورة وإرادة الدولة. كان مدافعا صلبا عن القرار الوطني المستقل ورافضا لكل محاولات الإملاء والتنازل واضعا مصلحة الشعب الفلسطيني فوق كل اعتبار.
وفي استذكار هذه الذكرى يستحضر الفلسطينيون أيضا القادة الشهداء الذين ساروا على ذات الدرب وفي مقدمتهم الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي وفتحي الشقاقي وأبو علي مصطفى إضافة إلى القادة الذين ارتقوا في معركة طوفان الأقصى من أمثال إسماعيل هنية وصالح العاروري ويحيى السنوار وسائر شهداء الشعب الفلسطيني الذين سطروا بدمائهم ملحمة الصمود والمقاومة.
إنّ جريمة اغتيال الرئيس عرفات وما تبعها من استمرار للحصار والعدوان على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة تؤكد أن المشروع الصهيوني لا يزال يستهدف الوجود الوطني الفلسطيني بكل مكوناته. وهو ما يفرض على القوى والفصائل الفلسطينية ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية وصياغة استراتيجية نضالية شاملة لمواجهة الاحتلال ومخططاته الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية.
وفي هذه الذكرى تتجدد الدعوة إلى رص الصفوف وإنهاء حالة الانقسام الداخلي إدراكا بأن وحدة الموقف هي السلاح الأقوى في مواجهة العدوان وضمانة لاستمرار النضال على طريق الحرية والاستقلال.
ستبقى ذكرى الرئيس ياسر عرفات عنوانا خالدا للوفاء والتضحية ومنارة تضيء درب النضال الفلسطيني وتجسد الإيمان العميق بعدالة القضية التي حملها وأوصى بالثبات عليها حتى التحرير والعودة.
رحم الله الرئيس الشهيد وجميع شهداء فلسطين الأبرار الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن والأمة
