منظمة الزراعة والأغذية “الفاو” تتوقع تراجع أسعار المواد الغذائية بفضل انخفاض النفط

توقعت منظمة الأغذية والزراعة الفاو إمكانية تراجع أسعار المواد الغذائية وبالذات الأساسية خلال العام الجاري اثر تراجع أسعار النفط بأكثر من 50% مؤكدة حدوث تراجعات كبيرة في أسعار الحبوب والألبان والزيوت النباتية والسكر إذ اقتربت من أدنى مستوياتها خلال خمس سنوات بنهاية ديسمبر الماضي.
وفيما أكد تجار محليون في اليمن أن أسعار السلع الغذائية لم تتغير بتراجع أسعار النفط حتى الآن كون السلع التي تم استيرادها سابقا كانت قبل تراجع النفط قالت “الفاو” أن انخفاض أسعار النفط الخام استتبع اتجاهات هبوطية للسلع القابلة للاستخدام في إنتاج الوقود الحيوي وبخاصة السكر وأيضا زيت النخيل مؤكدة أن انخفاض أسعار النفط جعل إنتاج الإيثانول أقل جاذبية الآن .
وبينت الفاو في تقرير حصلت “الثورة” على نسخة منه عبر الايميل أن مؤشر أسعار الغذاء الشهري في السنة الجارية ربما يتراجع وأكدت استنادا على أرقام لشهر ديسمبر2014م أن الأسعار قد تشهد اكبر تراجع لها خلال النصف الثاني لكن مخاوف ارتفاع الدولار والتغيرات المناخية قد تعترض هذا المسار.
ويمثل مؤشر “فاو” لأسعار الغذاء دليلا يستند إلى حركة التعاملات التجارية لقياس أسعار خمس سلع غذائية رئيسية في الأسواق الدولية شاملا مؤشرات فرعية لأسعار الحبوب واللحوم والألبان والزيوت النباتية والسكر.
وقالت المنظمة أن استمرار الإمدادات بكميات كبيرة والأرصدة القياسية للمحزونات إلى جانب قوة الدولار الأمريكي وانخفاض أسعار النفط ساهم في هذا الانخفاض.
وبلغ متوسط مؤشر “فاو” لأسعار الغذاء في ديسمبر 188.6 نقطة أي بانخفاض نسبته 1.7 % عن نوفمبر بفعل هبوط أسعار السكر وزيت النخيل بشكل رئيسي.
وعلى امتداد عام 2014م بلغ متوسط الأسعار القياسي للغذاء 202 نقطة بانخفاض 3.7% عن عام 2013م وهو ما يشكل ثالث انخفاض سنوي على التوالي. ويأتي هذا التراجع السنوي المتواصل بالرغم من مؤشر “فاو” الفرعي لأسعار اللحوم والذي بلغ أعلى مستوى قياسي سنوي على نحو غير مسبوق إلى 199 نقطة بارتفاع مقداره 8.1 % عن عام 2013م.
أما الحبوب على النقيض من ذلك فانخفضت بنسبة 12.5 % عن العام السابق بدفع من توقعات الإنتاج القياسي والمخزونات الوافرة.
جميع المؤشرات تتراجع باستثناء اللحوم
وبلغ متوسط مؤشر منظمة “فاو” الفرعي لأسعار الحبوب 183.9  نقطة في ديسمبر بزيادة 0.4 % من نوفمبر حيث ارتفعت أسعار القمح إزاء خلفية من مخاوف أن تحد روسيا من صادراتها. ومع ذلك توöجت هذه الزيادة بفعل قوة الدولار الأمريكي كما انخفضت أسعار الأرز على نحو ملحوظ وسط إمدادات التصدير الوافرة.
وتراجع متوسط مؤشر أسعار الزيوت الفرعي بنسبة 2.4 % إلى أدنى مستوياته منذ خمس سنوات ليبلغ 161 نقطة في ديسمبر2014م وعزا ذلك أساسا إلى انخفاض الطلب على زيت النخيل كمادة إلقام لوقود الديزل الحيوي وأيضا كرد فعل لانخفاض أسعار النفط العالمية. مع ذلك أدت الأمطار المفرطة في نهاية السنة إلى إبطاء الحصاد وعمليات العصر في ماليزيا مما دعم أسعار زيت النخيل والتي تغلب كمكون هيكلي على هذا المؤشر الفرعي.
وانخفض مؤشر منظمة “الفاو” الفرعي لأسعار الألبان بنسبة 2.3 % إلى 174 نقطة وهو أدنى مستوى له منذ أواخر عام 2009م في وقت تمخض فيه تباطؤ الواردات من جانب الصين وروسيا إلى إلقاء وفرة من إمدادات التصدير في الأسواق الدولية. وبلغ الانخفاض ذروته في حالة أسعار مسحوق الحليب والزبدة والجبن.
كذلك تراجع مؤشر “فاو” الفرعي لأسعار اللحوم في ديسمبر بانخفاض مقداره 1.9 % عن الشهر السابق بينما كبح الدولار الأمريكي جماح أقوى عروض الأسعار لسلع اللحوم البقرية والضأن من بلدان أوقيانوسيا بالمحيطين الهندي والهادي لكن هذا المؤشر البالغ 204 نقطة اقترب مع ذلك من أعلى مستوياته الشهرية على نحو غير مسبوق وبمقياس السنة الكاملة ارتفع بنسبة 8.1 % في عام 2014م  مقارنة بعام 2013م – لتصبح هذه السلع بذلك المجموعة السلعية الوحيدة التي سجلت ارتفاعا في متوسط الأسعار خلال العام.
وانخفض مؤشر “الفاو” لأسعار السكر بنسبة 4.8 % إلى 291 نقطة في ديسمبر وهو أدنى مستوى له خلال أربع سنوات على الأقل ويعزى ذلك إلى حد بعيد إلى وفرة الإمدادات لدى البلدان الرئيسية المنتجة مثل البرازيل. كذلك فإن انخفاض أسعار النفط الخام التي تقلل الطلب على محاصيل السكر لتحويلها إلى وقود الإيثانول انعكس أيضا على تسعير السكر الدولي في ديسمبر2014م.

قد يعجبك ايضا