مركز حقوقي يوثق شهادة مروّعة لأسير محرّر من غزة

الثورة نت /.

وثّق المركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى شهادة مروّعة لأسير محرّر من قطاع غزة، كشف فيها عن جرائم بشعة ارتكبتها قوات العدو الإسرائيلي في معتقل “سديه تيمان”، شملت اعتداءات جنسية وتعذيبًا جسديًا ونفسيًا ممنهجًا.

وقال الأسير، في بيان صادر عن المركز، اليوم الإثنين، والذي فضّل المركز تسميته بـ”نهاد” حفاظًا على سلامته، إنه تعرّض للاغتصاب المتكرّر بواسطة كلب بوليسي مدرّب، بأوامر مباشرة من الجنود الإسرائيليين، أثناء فترة احتجازه في المعتقل.

وأوضح “نهاد” أنه اعتُقل بينما كان متوجهًا للحصول على مساعدات غذائية لعائلته، حيث تعرّض في الميدان للضرب المبرّح والتعذيب الوحشي، بما في ذلك خلع أظافره بأدوات حادة.

وخلال التحقيق في معتقل “سديه تيمان”، أضاف الأسير أن الجنود عرّوه بالكامل وقيّدوه بالسلاسل، ثم أطلقوا عليه كلبًا لينهش جسده ويغتصبه وسط ضحكات الجنود واستهزائهم.

وبيّن أن ظروف التحقيق كانت قاسية إلى حدّ الوحشية، إذ كان يُجبر على الجلوس على كرسي بلا قاعدة ويتعرّض للضرب في مناطق حساسة، ما أدى إلى فقدانه الوعي مراتٍ عدة.

وأشار إلى أن ستة أسرى آخرين كانوا محتجزين معه في غرفة حديدية ضيّقة، مُنعوا من النوم أو الاستحمام، وتعرّضوا لانتهاكات على أيدي سجّانات إسرائيليات، شملت أفعالًا فاضحة وشتائم بحق الذات الإلهية.

وأضاف أن المحققين أوهموه كذبًا بأن عائلته قُتلت ومنزله قُصف عقب رفضه التعاون معهم، كما حُرم من الطعام والنظافة لأيام طويلة، ما تسبب في انتشار الفطريات في جسده.

وأكد المركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى أن ما يجري في معتقلات العدو يمثل تعذيبًا منظمًا ومنهجيًا، تُمارس خلاله أبشع أشكال الإهانة الجسدية والنفسية بحق الأسرى الفلسطينيين، داعيًا إلى تحقيق دولي عاجل ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم التي ترقى إلى جرائم حرب.

يأتي ذلك، حيث يشهد الكيان المحتل واحدة من أكبر الأزمات الداخلية منذ بدء حربها على غزة، بعد تسريب فيديو يوثّق تعذيبًا وحشيًا لأسير فلسطيني داخل معسكر الاعتقال العسكري سدي تيمان، الذي يحتجز فيه مئات الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر 2023.

التحقيقات التي بدأت كقضية “تسريب فيديو” تحوّلت سريعًا إلى عاصفة سياسية وأمنية طالت الجيش والشرطة والمدعية العسكرية والوزراء، وانتهت بإعلان الجيش إقالة المدعية العسكرية العامة يفعات تومر-يروشالمي حتى استكمال التحقيق.

وتعود القصة إلى فيديو مسرّب في يوليو 2024، أظهر مجموعة جنود من وحدة 100 في جيش العدو يعتدون بعنف على أسير فلسطيني داخل المعسكر تم اعتقاله من مخيم جباليا واحتجازه في سجن “سيدي تيمان” المعروف بـ”غوانتانامو إسرائيل” في صحراء النقب، باستخدام الركل والضرب والصدمات الكهربائية، مع ارتكاب اعتداء جنسي.

وأظهر التوثيق أسرى من غزة ممددين على الأرض وعيونهم مغطاة.

وقام جنود خدمة الاحتياط من القوة 100، المكلفة بحراسة منشأة سديه تيمان، باقتياد الأسير من زاوية المنشأة وهم مدركون لوجود الكاميرات الأمنية، ثم حاولوا إخفاء الاعتداء الجنسي باستخدام الدروع.

وبحسب المعلومات التي تلقتها “هآرتس”، فأن الأسير الغزّي نُقل إلى المستشفى بعد ساعات من الاعتداء وهو في حالة نزيف، حيث وصفت جراحه بالخطيرة جدًا. وأظهرت نتائج فحص جهاز الكذب أن الجنود الخمسة كذبوا في الشهادات التي أدلوا بها خلال التحقيقات التي أجرتها الشرطة العسكرية في جيش العدو.

وأضافت أن المعتقل في معسكر سديه تيمان، أصيب بتمزق في الأمعاء، وإصابة بالغة في فتحة الشرج والرئتين، وكسور في الأضلاع، ونقل إلى المستشفى لإجراء عملية جراحية.

ويقبع بسجون العدو أكثر من 10 آلاف فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا أودى بحياة العديد من المعتقلين، وفقا لمنظمات حقوقية وفلسطينية.

قد يعجبك ايضا