عدم تنفيذ مشروع الصرف الصحي أدى إلى توقف كل المشاريع المعتمدة لمدينة حرض


خدمات الكهرباء والمياه أصبحت غير قادرة على تلبية الاحتياجات المتزايدة
غياب الصرف الصحي ساهم في انتشار الأوبئة وتفشي الأمراض وخلق حالة من تلوث المياه السطحية
تعتبر مديرية حرض الواقعة في الركن الشمالي الغربي للوطن في إطار القطاع التهامي لمحافظة حجة منطقة تجارية حية ومنفذاٍ حدودياٍ مهماٍ يشكل همزة الوصل الأولى في التبادل التجاري وحركة المسافرين بين اليمن والمملكة العربية السعودية الشقيقة ودول الخليج العربي, وعلى مدى السنوات القليلة شهدت حرض توسعا عمرانيا غير مسبوق حيث اتصلت حركة العمران في مدينة حرض بمنفذ الطوال الحدودي وامتدت باتجاه ميدي وعاهم, وتشكل حرض ملتقى للطرق بفعل موقعها على الخط الدولي (الحديدة- جيزان) حيث يتصل بها (خط صعدة- حرض) وخط (حوث- عاهم- حرض) وتتصل مع بقية المديريات التهامية كـ(ميدي, عبس, جيزان, مستباء, …..) لتمثل الملتقى لهذه المديريات وسوقاٍ تجارية كبرى تزايد معها حجم السكان بصورة مهولة تصل إلى 130.000 نسمة قابلة للزيادة لكنها مع ذلك تعاني من شحة وقصور الخدمات العامة وعدم تمكن المشاريع الخدمية والتنموية من استيعاب احتياجات السكان في مدينة حرض والمناطق التابعة لها.. ولتسليط الأضواء على مجمل قضايا واحتياجات التنمية والخدمات في حرض ونوعية المشاريع المنفذة التقينا الأخ حمود حيدر محجب أمين عام المجلس المحلي لمديرية حرض والذي بدأ حديثه بالقول:

– الواقع أن مديرية حرض برغم تنفيذ عدد كبير من المشاريع التنموية والخدمية فيها مركزية ومحلية خلال السنوات القليلة الماضية إلا أن الاحتياجات والمتطلبات التنموية القائمة أكبر بكثير من ذلك والاحتياج قائم لعدد من المشاريع في مجالات الكهرباء والمياه والطرق والتعليم والصحة والأشغال نظراٍ للتوسع العمراني المضطرد الذي لا يقف عند حد وتزايد عدد السكان في مدينة حرض بحيث أوشكت أن تلتقي ببعضها بفعل تمدد وتوسع مدينة حرض في القرى والضواحي المجاورة لها, وحقيقة هناك مشاريع اعتمدت ومشاريع تم الوعد بها ومشاريع بصدد البحث عن تمويل لها أو متابعة الجهات المعنية بالتمويل لهذه المشاريع.. لكن للأسف أن غالبية المشاريع المعتمدة في مجالات المياه والكهرباء والطرق وغيرها أضحت اليوم متوقفة لسبب واحد ومشروع مهم هو مشروع الصرف الصحي لمدينة حرض حيث يتوقف عليه تنفيذ كثير من المشاريع المعتمدة والمطلوبة وفعلاٍ أن الضرورة بمكان البدء في تنفيذ مشروع الصرف الصحي لمدينة حرض كون عدم وجود المشروع يهدد بكارثة بيئية وقد قمنا في المجلس المحلي بتوفير أرضية للمشروع في عام 2008م وتم إجراء الدراسات الخاصة بمشروع الصرف الصحي في مدينة حرض ومتابعة الوزارة والجهات المعنية للبحث عن تمويل للمشروع وحصلنا على وعود من الصندوق الكويتي للتنمية بتمويل المشروع ومازلنا في انتظار اعتماد التمويل اللازم وقمنا بتسوير الأرضية الخاصة بالمشروع ونتطلع من الحكومة الجديدة العمل على متابعة وعود الصندوق الكويتي للتنمية بالتمويل للإسراع في تنفيذ هذا المشروع الخدمي المهم والضروري جدا باعتبار مدينة حرض واجهة اليمن الشمالية المطلة على دول الخليج العربي حيث نواجه في السلطة المحلية حرجاٍ كبيراٍ عند زيارة الوفود والزوار ناهيك أن المدينة آهلة بالسكان يزيد عدد سكانها عن 150.000 نسمة وينتج عن غياب الصرف الصحي أضرار بيئية كثيرة وتفشُ للأمراض والأوبئة المختلفة علاوة على أن كثرة الفنادق والمطاعم في المدينة وانعدام الصرف الصحي خلق حالة من تلوث المياه السطحية الموجودة على عمق 20 متراٍ بينما حفريات الصرف (البالوعات) على عمق 12-15 متر.
كذلك الحال لمشروع مقلب القمامة قمنا بتوفير أرضية واسعة 34839م2 في 105 معادات (المعاد الواحد 3318م) بتكلفة 8 ملايين ريال بالتعاون بين المجلس المحلي وصندوق النظافة والتحسين بالمحافظة وتم إجراء دراسات كاملة للمشروع ونأمل من الممولين التعاون والدعم في تنفيذ مشروع مقلب نموذجي كفيل باستيعاب المخرجات والمخلفات الضخمة للمدينة لفترة طويلة, وأمالنا كبير في تجاوب والتفات الوزارات المعنية لتحقيق هذين المشروعين وخاصة مشروع الصرف الصحي لمدينة حرض الذي يمثل الشغل الشاغل لنا والسبب الرئيسي في توقف كثير من المشاريع المعتمدة لمدينة حرض.
تنفيذ عدد من المشاريع
* ما نوعية المشاريع الخدمية والتنموية التي ينفذها المجلس المحلي¿
– المجلس المحلي نفذ عشرات المشاريع المختلفة خلال 2013-2014م وهي مشاريع كثيرة منها تنفيذ مبنى المجلس المحلي بالمديرية بتكلفة 34 مليون ريال وتأثيثه بتكلفة 20 مليون ريال وبناء وتأثيث المركز الصحي في مثلث عاهم بتكلفة 33 مليون ريال وبناء مخازن لمستشفى حرض العام بتكلفة 30 مليون ريال وبناء صالة رياضية بتكلفة 40 مليون ريال وتنفيذ سفلتة 2.3 كيلومتر على حساب المجلس المحلي بـ45 مليون ريال وتنفيذ مبنى لفرع مصلحة الأحوال المدنية والسجل المدني بتكلفة 34 مليون ريال بتمويل من المجلس المحلي والمفوضية السامية والحكومة الفرنسية ونناشد مصلحة الأحوال المدنية والسجل المدني الإسراع في تأثيث المبنى الذي أصبح جاهزاٍ, أيضاٍ تم تنفيذ وحدة لغسيل الكلى في مدينة حرض بتكلفة 30 مليون ريال بالتعاون مع جمعية الصالح الخيرية والصحة العالمية والمفوضية السامية للاجئين وقدمنا نفقات التشغيل للوحدة لمدة ثلاثة شهور حتى يتسنى اعتماد نفقات ثابتة لها.
أيضاٍ تم تنفيذ مدرسة الخضراء بـ11 مليون ريال ومدرسة بني هلال بـ13 مليون ريال ومدرسة الوحدة في بني الحداد بـ14 مليون ريال ومدرسة الشهيد محمد مطهر في بني الحداد بـ14 مليون ريال, وفي مجال المياه للقرى والتجمعات السكانية في ضواحي المدينة حيث تم تنفيذ مشروع مياه ذهب حجر بتكلفة 27 مليون ريال بإسهام 5 ملايين ريال من المجلس المحلي وبالتعاون والشراكة مع اليونيسيف تم تنفيذ المرحلة الأولى لمشروع مياه شليلة ببني الحداد (المرحلة الأولى) بتكلفة 400.000 دولار والمرحلة الثانية قيد التنفيذ من البنك الدولي بتكلفة 70.000 دولار تقريباٍ وبالتعاون مع اوكسفام تم حفر بئر ارتوازية في (الراكب- طابزة) وغرفة ضخ ومعدات الضخ وخط 2كم بتكلفة 18 مليون ريال, كما تم حفر بئر ارتوازية من قبل السلطة المحلية في بني هلال الشعاب. ونفذت اوكسفام وحدة الضخ مع الشبكة بطول 15كم بتكلفة 16 مليون ريال, أيضاٍ مشروع الدرديحة والشماثية بإجمالي 20 مليون ريال وشبكة وخزان ومضخة ومشروع جمنة بتكلفة 60.000 دولار كما تم توريد مضخة لمشروع القص بـ7.5 مليون ريال والإسهام في مشروع شليلة بـ15 مليون ريال.
نقص الخدمات
* الملاحظ وجود عجز في الطاقة الكهربائية وقصور في خدمات المياه, ما هي الجهود المبذولة من أجل ذلك¿
– مشكلة الطاقة الكهربائية هي أهم المشاكل التي تواجهنا في حرض خاصة وأن مدينة حرض مدينة تجارية حية واسعة العمران وكثيفة السكان ومحطة الكهرباء الحالية لم تعد قادرة على استيعاب الاحتياج المتزايد للطاقة الكهربائية وطاقتها التوليدية محدودة والذي أدى إلى تزايد الحمل عليها وبالتالي التراجع في قدرتها باستمرار علاوة على تلف أجزاء من الشبكة الكهربائية والذي يشكل عاملاٍ لضياع جزء من الطاقة التوليدية للمحطة, ومن أجل وضع حلول لإشكالات الطاقة الكهربائية وعدت قيادة المحافظة ممثلة باللواء علي بن علي القيسي محافظ المحافظة رئيس المجلس المحلي بدعم حرض بـ7 ميجا/وات.. والمحافظ بصدد متابعة هذه الطاقة الكهربائية ونقدر ونثمن جهوده الكبيرة من أجل إنجاح التنمية والخدمات في حرض. أيضاٍ تم إجراء دراسة متكاملة للشبكة الكهربائية في مدينة حرض وتم تحديد التكلفة المطلوبة لمشروع إحلال شبكة كهرباء جديدة بحوالي ثلاثة ملايين دولار للاعتماد على هذه الشبكة لنقل الطاقة لمدة 30 سنة قادمة وتم متابعة الوزارة ووزارة التخطيط والتعاون الدولي للبحث عن تمويل للمشروع وتمت الموافقة من “صندوق التنمية السعودية” على تمويل المشروع وتم إقرار تشكيل وحدة تنفيذية لمتابعة الصندوق من قبل الوزارة ونتطلع من الوزارة وقيادة المحافظة أيضاٍ حث الوحدة التنفيذية المشكلة على بذل الجهود في متابعة الصندوق السعودي للتنمية من أجل تمويل المشروع والعمل على سرعة تنفيذه نظراٍ لأهمية المشروع.
ولدينا مشروع المياه لمدينة حرض حيث هناك قصور في خدماته كونها لم تعد تلبي الاحتياج المتزايد واستيعاب التطور لمدينة حرض والمشروع بحاجة إلى تحديثه وتطويره كما أن الجزء الغربي من المدينة بأكمله لم يتم إيصال المشروع إليه حتى الآن ونتطلع لاستكمال مشروع المياه كلياٍ وتحديثه لاستيعاب الاحتياج القائم وتقديم خدمات مناسبة.
لا توجد شوارع داخلية
* وماذا عن مشاريع الطرق في المديرية¿
– لا يوجد في مدينة حرض رغم توسعها المستمر أي شوارع داخلية جديدة أو حتى قديمة إذ أن الاعتماد على الخط الرئيسي وخطوط الطرق الرئيسية في تسهيل حركة النقل كخط (صعدة- حرض) (حرض – ميدي) (حرض- عاهم- حوث) أو الخط الدولي (الحديدة- جيزان) أما داخل المدينة فلا يوجد أي شوارع إسفلتية منفذة باستثناء 2.3 كيلو متر نفذت على حساب المجلس المحلي بـ45 مليون ريال وبتوجيهات من الرئيس تم اعتماد 10 كيلو مترات إسفلت للشوارع الداخلية لمدينة حرض وبالاتفاق مع المحافظة ومؤسسة الطرق والجسور تم عمل دراسات للشوارع بما في ذلك دراسات تصريف مياه الأمطار وتم رفعها إلى المحافظة منذ شهور ونحن في انتظار اعتماد المشروع لكنهم يبرروا والتأخير لعدم تنفيذ مشروع الصرف الصحي للمدينة حتى الآن بحيث تحول مشروع الصرف الصحي إلى معضلة كبيرة وتحدُ قائم توقف بسببه معظم المشاريع المطلوبة وكذلك مازلنا نتابع تنفيذ عدد من الطرق الريفية للمديرية لربط عزلة حرض وفج حرض بذهب حجر ومتابعة اعتماد تنفيذ مشروع طريق المثلث القديم مثلث الملاحيظ الضبح والذي نفذت له قبل سنوات طويلة الردبيات للطبقات المختلفة ولم ينفذ طبقة أسفلت فقط. وأود الإشارة إلى أن مديرية حرض فقيرة من مشاريع وزارة الأشغال العامة والطرق إذ لم ينفذ فيها أسواق عامة أو حدائق ومتنزهات حتى الآن بالرغم من الحاجة لها. ونتطلع أيضاٍ لاستكمال المخططات الحضرية للأراضي البيضاء لاستيعاب التوسع العمراني المستمر الذي تشهده مدينة حرض بصورة مستمرة من مختلف الاتجاهات.

قد يعجبك ايضا