
قتل 23 عنصرا من القوات الامنية العراقية واصيب 21 آخرون بجروح في هجوم منسق نفذه انتحاريان واعقبته اشتباكات قرب بلدة البغدادي الواقعة في محافظة الانبار التي يسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على مساحات كبيرة منها وفق ما افادت مصادر امنية.
وقال الرائد اياد نوري من شرطة الانبار: إن “انتحاريين يرتديان احزمة ناسفة فجرا نفسيهما وسط تجمع من عناصر الصحوة في داخل مسجد الجبة” الواقعة الى غرب بلدة البغدادي شمال غرب الانبار.
واضاف: إن عناصر من تنظيم داعش هاجموا بعد التفجير قوات الامن العراقية ودارت اشتباكات اسفرت عن “مقتل 23 من عناصر الامن العراقي واصابة 21 آخرين”.
وأكدت مصادر الامنية انسحاب القوات العراقية حاليا من منطقة الجبة التي تبعد عشرة كلم عن بلدة البغدادي بعد الاشتباكات التي استمرت حتى منتصف النهار.
وتضم بلدة البغدادي قاعدة عين الاسد وهي اكبر قاعدة عسكرية جوية في محافظة الانبار.
وعلى رغم الضربات الجوية للتحالف الدولي بقيادة واشنطن وسع تنظيم داعش في الفترة الاخيرة نطاق سيطرته في محافظة الانبار ذات الغالبية السنية والتي تتشارك بحدود طويلة مع سوريا والاردن والمملكة العربية السعودية.
ويسيطر المتطرفون حاليا على غالبية انحاء الانبار لا سيما مدينة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) واحياء من الرمادي مركز المحافظة.
إلى ذلك أكد وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي أمس أن الجيش العراقي بدأ يعيد بناء نفسه بعدما أوشك على الانهيار الكامل الصيف الماضي لكنه نبه الى ان هذه الجهود مازالت في مراحلها الأولى.
وقال العبيدي في خطاب نقله التلفزيون بمناسبة يوم القوات المسلحة: إن العراق مازال يخطو خطواته الأولى وإن بعض هذه الخطوات قد تكون مؤلمة لكن عليه أن يتحملها.
وأقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عشرات من قادة الجيش وطلب من وزير الدفاع التحقيق في مزاعم فساد داخل الجيش بعد أن سيطر تنظيم داعش على مناطق كبيرة انتزعتها من قوات الامن العراقية الصيف الماضي.
ومنذ ذلك الحين أمكن طرد المقاتلين المتشددين من عدة مناطق حول العاصمة بغداد وقرب حدود ايران.
ولعبت الميليشيات الشيعية وقوات البشمركة الكردية والغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة دورا في صد قوات داعش لكن دور الجيش العراقي ضروري في استعادة الاراضي التي يسيطر عليها التنظيم والاحتفاظ بها.
وقال العبيدي في يوم القوات المسلحة وهو يوم عطلة رسمية احتفالا بالذكرى الرابعة والتسعين لانشاء الجيش العراقي الحديث: إن تغيير بعض القيادات العسكرية سيكون أول خطوة من أجل بناء جيش قوي وأن التغيير سيشمل الجيش كله حتى أصغر جندي.
واعتبر الفساد المستشري من الاسباب التي قادت الى فشل الجيش العراقي في صد داعش في المعارك. وكان الكثير من الوحدات تفتقر إلى الأسلحة أو الجنود الذين تشير السجلات إلى وجودهم لكنهم لم يكن لهم وجود فعلي في ساحة القتال.
ويقدر حاليا عدد من مسؤولي الامن العراقيين عدد القوات العسكرية العاملة ما بين سبع وتسع فرق. ونبهوا الى انه حتى هذه الفرق لا تعمل كلها بقوتها الكاملة.
وعلى الورق كان لدى الجيش العراقي 14 فرقة على الاقل قبل ان يسيطر تنظيم داعش على الموصل أكبر مدن الشمال ويفر الجنود بشكل جماعي من صفوف الجيش.
وتعهد العبيدي أيضا في كلمته أمس بأن تستعيد القوات العراقية الاراضي التي فقدتها في محافظتي صلاح الدين ونينوى. وأبرز وزير الدفاع أهمية الموصل.
وقال: إن العراق “سيحرر” الموصل بجهد قواته المسلحة والمتطوعين وبمساعدة حلفائه.
وفي وقت سابق من يوم أمس وضع رئيس الوزراء ووزير الدفاع أكاليل الزهور على نصب الجندي المجهول في بغداد.