“عبس وحرض” .. حوادث السير… الموت على بساط الريح

مراقبة الخط والتعامل مع الحوادث في الخط الدولي (الحديدة- جيزان) ضئيلة

يشكل ازدحام المرور في مدينتي حرض وعبس وموقعهما على الخط الدولي (الحديدة- جيزان) عاملا رئيسيا لحوادث السير نظرا للسرعة الفائقة والكم الهائل للسيارات والمركبات المتحركة بين الحديدة وحرض في الأراضي السهلة المفتوحة وخلال السنوات الماضية تم رصد أعداد كبيرة من الحوادث في منطقتي عبس وحرض.. لكن العام المنصرم 2014م لوحظ خلاله تدن وانخفاض في عدد الحوادث المرورية نتاج تزايد الجهود المبذولة من قبل إدارتي شرطة السير في حرض وعبس اللتين تبذلان جهوداٍ متواصلة في تنظيم السير ومراقبة الخطوط والتعامل مع الحوادث المرورية المختلفة رغم محدودية وضآلة الإمكانيات المرورية المتاحة.

ولتسليط الضوء على الواقع المروري والجهود المبذولة والإمكانيات المتوفرة والاحتياجات القائمة والحوادث المرورية المرصودة التقت (الثورة) مسؤولي شرطة السير في مديريتي عبس وحرض وكانت الحصيلة التالية:
في البداية التقينا الأخ العقيد منير ثابت الصلوي نائب مدير شرطة السير بمديرية حرض الذي تطرق إلى عدد من الحوادث المرورية خلال يناير- فبراير 2014م والخسائر الناجمة عنها حيث قال:
أشكر صحيفة الثورة على إتاحة هذه الفرصة لتسليط الضوء على مجمل الحوداث المرورية التي جرت في منطقة حرض خلال الفترة المنصرمة من العام المروري 2014م لما لذلك من أهمية في خلق الوعي المروري لدى السائقين وتقليص حدة هذه الحوادث في منطقة حرض الواقعة على الخط الدولي (خط الحديدة- جيزان) وهي منطقة تجارية ومنفذ حدودي تزداد بها حدة الحركة المرورية بصورة مستمرة بفعل الحركة النشطة فيها وحركة المسافرين والبضائع وحقيقة القول إن الحوادث المرورية في حرض بلغت حتى نهاية شهر نوفمبر 2014م (128 حادثا مروريا) منها 40 حادث دهس مشاة و38 حادث صدام دراجات نارية و34 حالة صدام آليات و12 حادثة انقلاب مركبات و3 حالات سقوط من على آليات وحادث واحد اصطدام بجسم ثابت وهذه الحوادث المرورية في مجملها بلغت الخسائر المادية لها (28.000.000 مليون ريال) فيما بلغت الخسائر البشرية الناجمة عنها عن وفاة 48 شخصا وإصابات مختلفة لـ236 شخصاٍ, ولعل من أهم الأسباب التي تقف وراء الحوادث المرورية في حرض السرعة الزائدة والإهمال في القيادة والإهمال من قبل المشاة وعدم التزامهم بقواعد المرور ناهيك عن الازدحام القائم في حركة السير والكم الهائل من السيارات والمركبات الموجودة في مدينة حرض ومنفذ الطوال الحدودي والعابرة للخط الدولي من سيارات الدخول والخروج في المنفذ وأود الإشارة إلى أن الإدارة تعمل جاهدة بكل مقدراتها وإمكانياتها وإن كانت ضئيلة جدا في تنفيذ مختلف المهام والمسؤوليات المناطة بها من تنظيم حركة السير والتعامل مع الحوادث المرورية المختلفة ونقدر عاليا ونثمن دعم الإدارة العامة لشرطة السير في المحافظة ممثلة في الأخ العقيد عبده عبدالله صعصعة ومن خلال هذا الدعم تم تذليل مختلف الصعوبات لكن للأمانة أن ضآلة الإمكانيات المتاحة تحد من قدرات ودور إدارة شرطة السير في حرض إذ لا توجد السيارات اللازمة لمراقبة الحركة في الخط الدولي كما نواجه صعوبات عند الحوادث المرورية التي تحدث من حين إلى آخر لعدم وجود الونش ونتطلع إن شاء الله خلال الفترة المقبلة إلى دعم وتعزيز الإمكانيات المرورية بما يلبي تعزيز دور الإدارة والدفع بمستوى أنشطتها وأدائها إلى واقع أفضل إن شاء الله تعالى.

80 حادثا مروريا في عبس
في مدينة عبس التقينا هناك الأخ العقيد محمد محمد الدوة مدير مرور عبس والذي سألناه عن واقع الأداء لشرطة السير في المديرية والحوادث المرورية التي تم رصدها خلال العام المروري 2014م فقال:
إن إدارة شرطة السير في مديرية عبس تقوم بجهود كبيرة وأداء متميز رغم ضآلة وقلة الإمكانيات المرورية المتواجدة والمتوفرة لدى الإدارة إذ تقوم بمهام تنظيم السير وحركة المرور وتنظيم الفرز والتعامل مع الحوادث المرورية التي تحدث في مدينتي عبس وشفر وفي أجزاء من الخط الدولي (طريق الحديدة- جيزان) والتوعية للسائقين بمخاطر السرعة والحمولات الزائدة وما يترتب عليها.. والحمد لله خلال العام المنصرم 2014م بلغت الحوادث المرورية في نطاق عمل الإدارة 80 حادثا مروريا فقط بينما كانت خلال العام قبل الماضي 2013م 159 حادثا مروريا أي أن هناك انخفاضاٍ كبيراٍ في عدد الحوادث المرورية المرصودة.
وتحدث الأخ مدير شرطة سير عبس عن الصعوبات التي تواجه عملهم قائلا:
الصعوبات والمعوقات تكمن في عدم وجود سيارات لمراقبة الخطوط الطويلة بين عبس وحرض وأيضا في الاتجاه الآخر صوب الحديدة, كما لا يوجد لدينا رافعات وونشات للتعامل مع الحوادث المرورية وبالذات حوادث اصطدام السيارات الكبيرة والقاطرات المحملة بالبضائع ونعاني من إشكاليات الحمولة الزائدة للسيارات المحملة بالبضائع وأيضا سيارات نقل الركاب وهي ظاهرة في المناطق التهامية بات من الصعب معالجتها, وكذلك كانت الإدارة في مبنى صغير في سنوات سابقة مما اضطرنا إلى دخول الحوش الخاص بإدارة الجمرك وبناء بعض الغرف للإدارة بعد صعوبات كبيرة.. لكن الحمد لله الإدارة تقوم بدورها ومهامها بشكل ايجابي وبصورة تفوق قدراتها المتاحة وبالنسبة للحوادث المرورية التي تم رصدها العام المنصرم والبالغة ثمانين حادثا مروريا فعددها متواضع ومع ذلك فقد نجم عنها 31 حالة وفاة و118 إصابة مختلفة وبلغت الخسائر المادية الناجمة عنها بحوالي (30.200.000 ريال).

ثلاجة جثث عاطلة
وعن أهم الإشكاليات والصعوبات في احتواء الحوادث المرورية قال الأخ النقيب جمال محمد العشاشي نائب مدير إدارة شرطة السير بعبس إن من أهم ما نواجه في الحوادث حدوث حالات وفاة فيها حيث يصعب علينا التعامل مع حالات الوفاة لعدم وجود ثلاجة لحفظ الجثث وكون الثلاجة في الحديدة ترفض قبولها بحجة أنها من محافظة أخرى وقد حاولنا بتعاون بعض الجهات والشخصيات في المديرية والمحافظة في معالجة هذه المشكلة وتمكن الشيخ محمد صبار الجماعي بجهوده ومتابعته قبل سنوات من الحصول على موافقة الجهات المعنية باعتماد 20 مليون ريال لتنفيذ مبنى للثلاجة وبقية التجهيزات, وقد تم تنفيذ المبنى الخاص بالثلاجة منذ عامين وتوفير الثلاجة والمواطير لكن عند المعاينة لها وجد فيها عطل فني والتبريد لم يعمل ولم يتم تشغيل الثلاجة حتى الآن بالرغم من حاجتنا الماسة لها وإهمال الموضوع وأهدرت المبالغ المرصودة دون تحقيق الغاية منها ونطالب قيادة المحافظة بإلزام المنفذ بتشغيل هذه الثلاجة الخاصة بالجثث نظرا للاحتياج لها ومنعا من إهدار المبالغ دون جدوى.

قد يعجبك ايضا