سلامٌ على الفخرِ ساعةَ رحيله
سلامٌ على الجبلِ
حينَ ترجَّلَ بثباتِ القِمم . .
اجمعوا آياتِ الصبر
واصْلِبوا مشاقرَ الفخر
فالمصابُ عظيم
والحدثُ جلل . .
ها قد ترجّلَ الفارسُ الذي
ما وهنَ في ميدان
ولا انحنى لطاغية
ولا استبدلَ صليلَ الجهاد بنعيمِ الدنيا
ارفعوا رؤوسَكم
فهاشمُ الغماري ليس فقيداً
بل صفحةٌ من مجدٍ خُطّت بالدم
وسطرٌ من نورٍ عُلّقَ في سماءِ الأحرار . .
شهيدٌ
صعدَ بثباتِ المؤمنين
وفي يمناهُ رايةُ النصر
وفي يسراهُ قسمُ الوفاء . .
يا سيّدَ الفخر
يا نجمَ الدمِّ الطالع
واهاً لكَ يا ابنَ العزِّ واليقين
يا من مضيتَ
ووراءكَ الفجرُ يمشي خاشعاً
ويشهقُ التاريخُ باسمكَ
قبلَ أن يسجّلَ الحروف . .
كان جيشاً من الانتصارات
وهل في دربِ الحقِّ جيشً لا ينتصر
فالشهادةُ عندنا ذروةُ النصر، وتمامُ الفخر
مهاباً . . صنديداً
عتيداً . . عزيزاً
بعد أن سطّر عشرات الانتصارات التاريخية
أهدى لليمن وفلسطين انتصارهُ الأسمى . .
انتصارَ الدمِ على الغارة والخلودِ على الفناء .
لك المجدُ يا من مضيتَ إلى وعدِ الله،
ولنا وجعُ الفقد . . نُكفّنهُ بالعزِّ
ونحملهُ بدموع الفخرَ لا الحزن
وأما العدو . . فخسارتهُ أبديّة
فالغماري جيش يتخرج كل يوم ..
الغماري فجر يبزغ كل يوم ..
شجرة بنً تنبت كل يوم .
يكفيك فخراً يا سيّدَ الفخر
أنك استُشهدتَ على يدِ أشرِّ خلقِ الله
وفي أقدسِ معاركِ الأمّة
منتصراً لأعظمِ مظلومياتِها . .
كنتَ وحدكَ جيشًا لا يلين
وسيوفًا كرّارةً بوجهِ الظالمين . .
كنتَ ألفَ ألفِ هاشم
وألفَ . . ألفِ انتصار
وألفَ ألفِ يقين . .
يا من بكتكَ الأرضُ فخراً
وابتسمتْ لكَ السماءُ استقبالاً
هتفَ اليهودُ هناك
وصفّقَ اليهودُ هنا
ظنًّا أنَّ الفقدَ قد قطعَ صيرورةَ الحق
لم يعلموا أنَّك حينَ سكنتَ الثرى
أنبتَّ من دمكَ الفٌ من الاف هاشم . .
يحملونَ رايتَك يا سيّدَ الرايات
ويُكملونَ الحكايةَ التي بدأتَها بدمِك . .
نمْ قريرَ العين
يا سيّدَ الفخر
فقد صرتَ نجمَ الدمِّ الطالع
تهتدي بكَ الأرواح
وتنحني لكَ الليالي إجلالًا . .
وعهدٌ علينا، يا سيّدَ الدمِ والراية
أننا لن نتركَ الطريقَ الذي عبدتَه بدمِك
ولن نُسلمَ رايتَك ما دامَ فينا نفسٌ يتلو قسمَك
وفي صدورِنا بريقُكَ الخالدُ لا يخبو . .
ارقد بسلام
فخيلُك ما زالتْ تعدو
والنصرُ ما زالَ على موعدٍ . .
اسمهُ . . هاشمُ الغماري