كرة القدم.. تجارة رابحة وليست أسواقاً شعبية!!!

محمد العزيزي

 

كرة القدم تعتبر واحدة من أكبر الصناعات الرياضية في العالم، حيث تجذب الملايين من المشجعين وتدر أرباحا ضخمة ومع ذلك في اليمن يبدو أن هذا القطاع لم يحظ بالاهتمام الكافي، بل على العكس، يبدو أن هناك تحديات كبيرة تواجه الرياضة في البلاد.

بالأمس تحول نادي الوحدة الرياضي إلى سوق شعبي لبيع البيعة والكزبرة والخضروات والفواكه، بدلا من إقامة الدورات التدريبية لكل الفئات العمرية والرياضية واختيار النجوم والمواهب وتأهيلهم وبيعهم للأندية المحلية والدولية أو الإقليمية، ولكن للأسف تحولت الأندية إلى أسواق شعبية كبيرة وتأجيرها لمتعهدي الأسواق الشعبية «سوق السبت، سوق الخميس، وسوق الاثنين وغيرها»، وكأن الأماكن والساحات أغلقت ولم يجدوا إقامة هذا المهرجان أو السوق الشعبي إلا في نادي الوحدة.

كرة القدم صناعة ضخمة تدر أرباحا ضخمة من خلال البث التلفزيوني، الرعاية، والإعلانات، البطولات الكبرى مثل كأس العالم لكرة القدم تجذب ملايين المشجعين وتدر عائدات ضخمة، من خلال استثمار الشركات الكبرى في كرة القدم، حيث تشتري الأندية الرياضية وتستثمر في البنية التحتية الرياضية وفي بلادنا يرأس رجال الأعمال والمستثمرين والتجار مجالس إدارة الأندية، ليس للإنفاق عليها ولكن لاستغلال هذه الأندية في تجارتهم والحصول على الإعفاءات الجمركية والضريبية والتحرك تحت عنوان رئيس ناد، ولا يتسع المجال هنا لطرح مصالح البعض من وراء هذه الرئاسة.

طبعا تعاني الرياضة في اليمن وأقصد «رياضة الأسواق الشعبية» من نقص الاستثمار، حيث لا توجد استثمارات حقيقية للرياضة وكافية في البنية التحتية الرياضية والأندية الرياضية، بل هناك شركات وتجار يبحثون عن تمويلات مالية من الدولة لإقامة الأنشطة الرياضية، بل وصل الأمر إلى المطالبة بتنفيذ مشاريع البنى التحتية ومصاريف ونفقات لهم واللجان وغيرها.

صحيح أن بلادنا تعيش ظروف الحرب والأزمات والنكبات، ولكن الأندية والرياضة ورؤساء مجالس الأندية، هم نكبة النكبات، فلا تركوا الأندية تدير نفسها بنفسها والإمكانات المتاحة من نفقات الدولة أو استثمار بنيتها التحتية، ولا هم من قاموا بواجبهم واستثمروا الأندية وقاموا بنهضتها، ونحن هنا لا نقصد استثمارها بتأجير الساحات الخضراء والملاعب لأسواق المواشي والدواجن والخضروات والفواكه، بل استثمارها بما يدر على هذه الأندية بالأموال وكذا الإنفاق عليها من أموال شركات هؤلاء التجار.

يمكن للشركات التجارية أو رؤساء الأندية، تقديم الرعاية الرياضية للأندية الرياضية والبطولات الرياضية، مما يساهم في تحسين مستوى الرياضة في اليمن، ويمكن للشركات التجارية أن تستثمر في البنية التحتية الرياضية، مثل الملاعب والمراكز التدريبية، لتحسين مستوى الرياضة في اليمن، ولكن ليس في تأجيرها لأسواق شعبية للمواشي والبيعة والكزبرة والعنب والتين والبطاطس والبيض المسلوق.. فهل وصلت الفكرة يا بتوع الأسواق الشعبية؟.

 

قد يعجبك ايضا