بعيداً عن السردية والإسهاب بحيث يكون الأساس في القراءة والتحليل وتسليط الضوء على ما ورد في بيان المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس على خطة ترامب والذي كان بيانا سياسيا دبلوماسيا فريداً ويجسد قوة الموقف وعظمة التضحية والجهاد وعدالة القضية وعنفوان وشموخ الإسلام وصوابية التحركة ورسوخ الحق والرؤية السياسية الوطنية الفلسطينية، الذي كان بحق انتصارًا سياسيا دبلوماسيا للإخوة المجاهدين في حركة المقاومة الإسلامية حماس، يضاف إلى الانتصارات العسكرية والأمنية في ميادين الجهاد ومقارعة الصهاينة المجرمين، كما أن البيان تجاهل كل التعديلات والمدخلات الصهيونية وإضافات نتنياهو الخاسر حتما ميدانياً وعسكرياً وسياسيا، فشكل ذلك صفعة مدوية للمجرم نتنياهو وكيانه الزائل، وكان في المقابل التركيز على جوهر الخطة في عملية تسليم الرهائن دفعة واحدة مقابل تبادل الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، يتزامن ذلك مع وقف العدوان ورفع الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية وما دون ذلك يتم في عمليات تفاوضية لاحقة وهذا إنجاز سياسي دبلوماسي كبير في ما قدمته حماس في بيانها التاريخيّ والمسجل للانتصار سياسيا وعسكريا وأمنيا لمعركة طوفان الأقصى ..
وفي المقابل كان الرد من خلال هذا البيان السياسي المميز الذي أظهر مدى الثقة والعنفوان والشموخ الفلسطيني وبه تجلى الذكاء والحكمة والقوة والثبات في الموقف بحيث كان الرد تراتبياً وفيه نزع الفتيل وإسقاط كل الذرائع الإسرائيلية وركز على ما يريده ترامب في الخطة والمقترح والأساس فيه الإفراج عن جميع الرهائن أحياء وأموات وبشكل كامل كصفقة كاملة بعملية تبادل متزامنة في وقت واحد وهذا أهم شيء في خطة ترامب وكرّس قادة حماس في ردهم وثبتوا ثلاث قضايا رئيسية مهمة وهي عدم تهجير الفلسطينيين من القطاع وتسليم إدارة القطاع لإدارة لهيئة فلسطينية من المستقلين بناء على توافق وطني فلسطيني وإسناد ودعم عربي وإسلامي وهذه نقطة مهمة وجوهرية في إتاحة المجال على مستوى وطني فلسطيني وعلى مستوى تشجيع الموقف العربي والإسلامي لاتخاذ موقف موحد في الضغط الدولي على هذا الاتجاه وكذلك ما هو متعلق بمستقبل قطاع غزة وحقوق وقضية الشعب الفلسطيني وحلها مرتبط بموقف وطني فلسطيني جامع ومستنداً إلى القوانين والقرارات الدولية ذات الصلة ويكون ذلك من خلال مناقشتها في إطار وطني فلسطيني جامع من خلال حوار وطني فلسطيني – فلسطيني لإيجاد وفاق سياسي وطني للشراكة الوطنية الفلسطينية على مستوى ترتيبات السلطة والحكم في الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وبما فيها الضفة الغربية وقطاع غزة ومناطق فلسطينية أخرى، وبهذا البيان السياسي الفريد، قدمت حماس خارطة طريق وحلاً سياسياً وتحقيق السلام والاستقرار السياسي ومستقبل الدولة الفلسطينية المستقلة والمستقبلية وتجاوز كل الخلافات السياسية والمشاكل السياسية الفلسطينية الداخلية وتحقيق هدف ووقف العدوان الإسرائيلي ورفع الحصار عن قطاع غزة وعن الشعب الفلسطيني ككل في الضفة الغربية وغزة والمناطق الفلسطينية الأخرى، وهذا إنجاز سياسي فلسطيني بحيث حافظ على حل المشكلة الداخلية الفلسطينية وترتيبات المستقبل والشراكة الوطنية الفلسطينية وبحوار وطني شامل بين الفلسطينيين وكذلك أفشال مشروع التهجير القسري واحتلال قطاع غزة وحل القضية الفلسطينية من خلال دولة فلسطينية مستقلة وحسب القرارات الدولية وهذا ما كان يرفضه الصهاينة ويرفضه نتنياهو وكذلك وقف العدوان ورفع الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة وبقية المناطق الفلسطينية وهذا انتصار سياسي لحماس وللفلسطينيين جميعا ..
وبالتالي فإن الرد الرسمي لحماس إقامة حجة وإسقاط كل ما يريده نتنياهو والكيان الإسرائيلي من خطة ومقترح ترامب، لاسيما بعد إدخال التعديلات الإسرائيلية على الخطة، وبهذا وبرد حماس سقطت وفشلت كل مآرب وأطماع وطموحات وأحلام نتنياهو والكيان الإسرائيلي الزائل واستطاعت حماس بردها السياسي الفريد والمميز أن تحشر الصهاينة في الزاوية وكشفهم وتعريتهم وفضحهم وجر الموقف العربي والإسلامي والدولي إلى جانب حماس والى موقفها المحق وعدم التحيز أو الرضوخ للضغوط الأمريكية والإسرائيلية وتجاوزها بكثير وإتاحة الفرصة للضغط باتجاه نجاح وقف العدوان ورفع الحصار الإسرائيلي والانسحاب الإسرائيلي وإفشال مشروع احتلال غزة والضفة وتهجير الفلسطينيين قسريا وحل القضية الفلسطينية بدولة فلسطينية مستقلة وحوار وطني وشراكة فلسطينية شاملة للترتيبات المستقبلية لترتيب الدولة الفلسطينية وبمشاركة كل الفلسطينيين وهذا يمثل انتصاراً سياسيا لحماس يضاف إلى الانتصار العسكري والأمني والميداني في معركة طوفان الأقصى وتفويت الفرصة على كيان العدو الصهيوني بان تنفيذ ما يريد من خلال استغلال خطة ترامب وتحقيق ما عجز عن تحقيقه في الميدان وخلال سنتين ونيف من العدوان والحصار وهذا تتويج لكل التضحيات والجهاد والفداء والثبات والصبر وعظمة المجاهدين والمقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس ومجاهدي حركات المقاومة الفلسطينية الإسلامية من الجهاد الإسلامي وكل الفصائل الفلسطينية المجاهدة الذين بجهادهم وتضحياتهم وثباتهم وصبرهم شهدوا على عظمة الإسلام وتحقيق النصر وهي مرحلة مفصلية تاريخيّة مهمة وفيها ومن خلالها تلوح بوارق الانتصار ..