قائد الثورة: موقف اليمن مع غزة في أعلى درجات المسؤولية وليس موقفاً متهوراً ولا موقفاً عبثياً

الثورة نت /..

أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن موقف اليمن مع الشعب الفلسطيني وإسناد غزة في أعلى درجات المسؤولية وليس موقفاً متهوراً ولا موقفاً عبثياً ولا طائشاً.

وقال السيد القائد في كلمته اليوم حول مستجدات العدوان على قطاع غزة والتطورات الإقليمية والدولية “موقف اليمن في أعلى درجات المسؤولية، وأعلى مستوى من الرشد والحكمة ومضبوط بالمعيار الإيماني، والأخلاقي والإنساني والديني، ونحن في إطار الموقف الذي هو جهاد في سبيل الله في موقف قوي وفاعل ومؤثر على العدو وتأثيراته واضحة”.

وأضاف “مسألة أن الموقف اليمني لم يمنع العدوان بشكل كامل ويوقفه عن فلسطين، لا يعني التقليل من مستوى أهمية الموقف ولا يعتبر مبرراً لأي أحد يتنصل عن فعل ما يستطيع”.. مؤكدا أن تأثيرات الموقف اليمني على الإسرائيلي واضحة، وثابتة وبينة في الواقع على مستوى حظر الملاحة البحرية وكبده خسائر بالفعل وله مدلول استراتيجي باعتراف كل أهل الدنيا ما عدا الأبواق الصهيونية الرخيصة الدنيء.

وتابع “نسعى مع موقفنا لبناء واقعنا وما نحن فيه تأثيره الواضح وفي نفس الوقت يستحق منا التضحية التي هي في سبيل الله، والبديل عن موقفنا هو الاستسلام للآخرين والخنوع لهم والقبول بمعادلات مخزية أمام من ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة”.

ومضى قائلًا “موقفنا بفضل الله يستحق منا العطاء والتضحية والاستمرار والثبات ونحن بهذا الموقف أحرار أعزاء كرماء نثبت حريتنا وأننا لم نخضع للأوامر الأمريكية والإملاءات الإسرائيلية، ولم نستسلم للتهديدات والاعتداءات الأمريكية والإسرائيلية، لأننا في موقف الحرية والعزة والكرامة والجهاد في طريق رضوان الله سبحانه وتعالى”.

وأشار إلى أن الآخرين ينطلقون في مواقف تخدم الأعداء، ويبذلون لها النفس والمال والوقت، ويسخرون في سبيلها السنان واللسان والأموال والأنفس.

وتطرق قائد الثورة إلى صمود اليمن في وجه العدو الإسرائيلي والأمريكي والحصار وثباته العظيم هو من منطلق إيماني بالتوكل على الله وبالثقة بالله سبحانه وتعالى، مؤكدًا أن اليمن في جبهة الإسناد ضمن معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، استمرت عمليات الإسناد بالعمليات العسكرية بالصواريخ والمسيرات.

وبين أن عمليات جبهة اليمن في هذا الأسبوع نُفذّت بـ21 ما بين صاروخ ومسيرة ومنها عملية الأمس التي استهدفت العدو في أم الرشراش.

ولفت إلى أن عملية الأمس في أم الرشراش كانت ذات أهمية كبيرة، لأنها حققت الاختراق لمنظومة العدو الإسرائيلي وهذا الاختراق مستمر بفضل الله تعالى، موضحًا أن هناك عمليات كثيرة ومتكررة، والفشل الإسرائيلي واضح في الاعتراض للمسيرات وبعض الصواريخ إضافة لما لها من أثر في وضع العدو الإسرائيلي.

وجددّ السيد القائد التأكيد على أن حظر الملاحة البحرية على العدو الإسرائيلي مستمر في مسرح العمليات الممتد من البحر الأحمر عبر باب المندب وخليج عدن إلى البحر العربي، وهذا الأسبوع تم استهداف سفينة مخالفة لقرار الحظر.

وتطرق إلى الأنشطة الشعبية المستمرة في اليمن بجامعات صنعاء والحديدة وعمران وإب والبيضاء ومختلف المحافظات، وكذا ما يتعلق بالتعبئة من أنشطة وعروض عسكرية ومسير عسكري، وتخرج دفع إضافية ودورات تدريب وتأهيل.

وأفاد بأن الخروج اليمني المليوني في الأسبوع الماضي، بلغ 1413 مظاهرة ومسيرة، مؤكدًا أن موقف اليمن بفضل الله وبتوفيقه هو في أعلى درجات المسؤولية وليس موقفاً متهوراً ولا موقفاً عبثياً ولا موقفاً طائشاً.

واستهل السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، كلمته بالحديث عن مستجدات العدوان الصهيوني على غزة، الذي على وشك اكتمال عامين كاملين من الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني.. مشيرا إلى أن العدو الإسرائيلي مع استمرار عدوانه على قطاع غزة يكثف من عدوانه على مدينة غزة، ويستمر في جريمة التجويع والحصار والتعطيش وتتفاقم المعاناة مع الهجمة على قطاع غزة.

وقال “العدو الإسرائيلي مع رأس السنة العبرية يكثف من الاقتحامات للمسجد الأقصى والتضييق على أهالي القدس، ومستمر في الضم بالضفة الغربية مع كل أشكال الاعتداءات”، مبينًا أن اعتداءات وجرائم كيان العدو تتركز بشكل ملحوظ على مدينة الخليل بهدف السيطرة التامة عليها لأنها تعتبر ثاني مدينة مقدسة في فلسطين.

وأضاف “العدو الإسرائيلي يسعى بشكل متدرج للسيطرة الكاملة على الضفة مع أن حالة السيطرة هي حالة قائمة في الواقع لكنه يريد الاحتلال الكامل، ومستمر في الإجرام الذي أصبح واضحاً في كل العالم، ومحل إدانة عالمية من مختلف الدول والبلدان”.

وأكد قائد الثورة، أن العدو الإسرائيلي يتمادى في عدوانه لأنه يستند إلى الدور الأمريكي والشراكة الأمريكية، وكلما احتجت دول وبلدان العالم وشعرت بالخزي وهي تتفرج تجاه المستوى الرهيب من الإجرام الإسرائيلي كلما قام الأمريكي بخطوات داعمة للعدو”.

وتابع “خلال هذا الأسبوع العدو الأمريكي استخدم الفيتو في مجلس الأمن ضد مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار ورفع القيود التي يضعها كيان العدو، وفي إطار الدعم المعنوي للعدو هناك زيارة لـ250 عضوًا من الكونغرس هي الأوسع لتأكيد الدعم للعدو وجرائمه”.

وأشاد بعمليات المجاهدين الأعزاء في قطاع غزة الذين يواصلون بالإمكانات المحدودة جداً استبسالهم البطولي والجهادي في التصدي للعدو الإسرائيلي، مبينًا أن كتائب القسام وسرايا القدس وبقية الفصائل المجاهدة نفذوا عدداً من العمليات ويواصلون تصديهم بفاعلية عالية في مختلف محاور القتال.

ولفت إلى أن عمليات المجاهدين في غزة تنوعت بين القنص لضباط وجنود العدو، ونصب الكمائن، وتفجير العبوات وحقول الألغام بآليات وجنود العدو، مشيرًا إلى أن العدو الإسرائيلي يتحدث عن حوادث السير للتقليل من أهمية وفاعلية عمليات المجاهدين وما يلحق به من خسائر مباشرة.

وقال “هذا الأسبوع كان هناك عملية جريئة لكتائب القسام بإغارة على تجمع لجنود وآليات العدو في محيط بركة الشيخ رضوان، كما نفذت كتائب القسام وسرايا القدس هجمات صاروخية على تجمعات قوات العدو جنوب وغرب غزة مستخدمين صواريخ محلية الصنع”.

وأثنى السيد القائد على عمليات المجاهدين في غزة التي تعبر عن حالة الصمود الإيماني البطولي، وعن حالة الثبات العظيم للإخوة المجاهدين في قطاع غزة، مضيفًا “ما يقوم به المجاهدون في غزة حجة كبيرة على الأمة من حولهم والأنظمة التي طعنتهم في الظهر وتواطأت مع العدو الإسرائيلي ضدهم”.

وتابع “في الوقت التي تطالب الأنظمة بنزع السلاح البسيط والمتوسط تستمر أمريكا بتقديم شحنات لا تتوقف من أفتك أنواع الأسلحة للعدو الإسرائيلي، فيما الأنظمة العربية المتواطئة وبدلا من أداء مسؤولياتها الإنسانية والدينية والأخلاقية يطالبون بنزع سلاح المجاهدين”.

وبين أن العدو الإسرائيلي يؤكد أن الهجرة المعاكسة غير مسبوقة، وهي نتيجة مهمة جداً للصمود الفلسطيني ولثبات المجاهدين وثبات الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن الهجرة المعاكسة يعني هروب اليهود الصهاينة المحتلين المغتصبين، وهي حالة مستمرة وحالة اليأس تتسع دائرتها بين أوساطهم.

ولفت إلى العدو الإسرائيلي يقر بأن العديد من ضباط الخدمة الدائمة يبحثون عن التقاعد المبكر وهناك نقص يصل إلى 12 ألف جندي على خلفية التهرب، وتهرب الجنود أصبح ظاهرة ومنتشرة في أوساط العدو وهذا من تأثيرات الصمود والتضحية في قطاع غزة.

وعرّج قائد الثورة على ما يقوم به العدو الإسرائيلي في لبنان من استمرار لعدوانه بالغارات الجوية واستهداف المدنيين وارتكب مجزرة بحق عائلة في بنت جبيل ومناطق أخرى.. مؤكدا أن العدو الإسرائيلي يواصل عمليات إحراق الأحراش في الحافات الأمامية في عدة مناطق ويكثف من هجماته على المدنيين في جنوب لبنان، ويواصل عمليات التفجير والنسف للمنازل في بعض القرى في الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.

واعتبر اعتداءات العدو الإسرائيلي في لبنان، انتهاكًا بشكل كامل للاتفاق مع الدولة اللبنانية، مضيفًا “لا تبدو ردة الفعل من الحكومة اللبنانية بمستوى الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية التي هي اعتداءات على الشعب اللبناني وانتهاك للسيادة اللبنانية”.

وأشار إلى أن مواقف الحكومة اللبنانية تبدو ذليلة خاضعة وضعيفة لا ترقى إلى مستوى المسؤولية أبداً وتتجه لتنفيذ إملاءات العدو الإسرائيلي والأمريكي، مؤكدًا أن الاتجاه الغبي للحكومة اللبنانية تجاه حزب الله لن يحمي لبنان أبداً ولن يحمي السيادة اللبنانية.

وأفاد بأن الحكومة اللبنانية تقدّم خدمة مجانية للعدو الإسرائيلي، ليس لها أي ثمرة لمصلحة لبنان أبداً، وقال “أي مصلحة للبنان في تنفيذ إملاءات عدو لبنان الطامع في الاحتلال للبنان والمعتدي باستمرار على لبنان والذي له سوابقه العدوانية الكبرى”.

وأضاف “التوجهات السلبية والسيئة للحكومة اللبنانية هي في إطار السعي لتنفيذ الإملاءات الإسرائيلية تخون فيها مسؤولياتها تجاه لبنان وشعبه وسيادته”، مؤكدًا أن الرهان على المجتمع الدولي هو رهان خاسر.

وتساءل السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي “المجتمع الدولي هل قدم شيئًا لفلسطين وغزة وسوريا؟ ولن يقدم أي شيء فيما يتعلق بالوضع اللبناني”، مشيرًا إلى أن هناك تحضيرات كبيرة للمقاومة في لبنان ولحزب الله لإحياء الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه”.

وتابع “إن شاء الله سيكون لدينا كذلك اهتمام بهذه الذكرى، وسنتحدث فيها، عن السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه شهيد الإسلام بكل ما تعنيه الكلمة وشهيد الإنسانية، والسيد حسن وحزب الله والمقاومة في لبنان كان لهم الدور الأساس في حماية المنطقة بكلها من المشروع الأمريكي والإسرائيلي”.

وأوضح أن عنوان الشرق الأوسط الذي فشل فيه الأمريكي في عدوان 2006م وتأخر بفعل الحماية والردع، ناتجًا عن موقف حزب الله وانتصاره، مبينًا أن حزب الله كان الحصن والسد المنيع للأمة في وقت استمرت فيه بعض الأنظمة العربية في تآمراتها المكثفة مع العدو الإسرائيلي.

ولفت إلى أن العدو الإسرائيلي وشركاؤه يكاشفون الأمة بكل وضوح عن حقيقة مخططاتهم الصهيونية، موضحًا أن البعض من المسؤولين في الحكومة اللبنانية يبدو من منطقهم أنهم يتحركون كعملاء بشكل واضح ورسمي ومكشوف للعدو الإسرائيلي.

وتحدث قائد الثورة عن استمرار العدو الإسرائيلي في الاستباحة الكاملة لسوريا في مقابل تأكيد حرص الجماعات المسيطرة على سوريا على السلام، مؤكدًا أن الجماعات المسيطرة على سوريا لا تعتبر العدو الإسرائيلي عدوًا لها بل تسعى للاتفاق والتنسيق الأمني معه.

وتطرق إلى أن الجماعات المسيطرة على سوريا تسعى لتكون جزءاً من المنظومة الأمريكية في المنطقة وكل ذلك لن ينفعها في المستقبل، حتى في حال توقيع الجماعات المسيطرة على سوريا اتفاقات أمنية مع العدو الإسرائيلي، سيعتبرها حجة له، وغطاءً لتبرير أي اعتداءات.

وحذر من أن العدو الإسرائيلي حريص على إنجاز مشروعه في “ممر داوود” وأيضاً سوريا داخلة ضمن الخريطة الصهيونية، للوصول إلى نهر الفرات، كأهداف وضعها العدو الإسرائيلي ومشتركة مع الأمريكي.

وتطرق إلى استمرار الجماعات المسيطرة في سوريا على اضطهاد الأقليات والدفع بها دفعاً إلى أحضان العدو الإسرائيلي، مؤكدًا أن ذلك يتم في إطار المخطط الصهيوني.

واستعرض السيد القائد، تصريحات المبعوث الأمريكي إلى سوريا ولبنان والمعبرة عن الموقف والسياسة الأمريكية الرسمية، مؤكدًا أن تلك التصريحات ذات أهمية كبيرة جداً لأنها واضحة بشكل تام ومن المهم ان يعرف بها الجميع.

وقال “تصريحات المبعوث الأمريكي إلى سوريا ولبنان تعبر عن حقيقة التوجه الأمريكي تجاه سوريا ولبنان وفلسطين والمنطقة بكلها، خاصة وأن تلك التصريحات تقول بأن إسرائيل قصة مختلفة وهي حليف إستراتيجي مهم، لها مكانة خاصة في القلب الأمريكي”.

وأكد أن الأمريكي لا يرى في كل ما يحصل عليه من مصالح كبرى من أي نظام عربي مهما قدم، وعمل، وفعل، استرضاءً للأمريكي، مشيرًا إلى أن النظرة الأمريكية لا يعتبر ما قدمته الأنظمة العربية وما تقدمه له من خدمات في تنفيذ مخططات ومؤامرات يمكن أن يرقى إلى مصاف العدو الإسرائيلي.

واعتبر النظرة الأمريكية إلى بلدان المنطقة التي تقدم ما تقدمه مجرد بقرة حلوب كما عبر الأمريكي، مضيفًا “في مقابل إسرائيل لا أهمية لدى الأمريكي لأي تحالفات مع أي طرف عربي فالجميع يعتبرهم مستباحين للعدو الإسرائيلي”.

وأوضح السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن “السلام مع إسرائيل” قال عنه المبعوث الأمريكي سلام موهوم يلهث وراءه العرب لهث الظمآن إلى السراب، فالمبعوث الأمريكي قال إنه لم يكن هناك سلام في الماضي، ولن يكون في المستقبل، فاسمعوا يا عرب يا مطبعين وعوا وافهموا إن كان بقي لكم قدرة على أن تفهموا”.

وتابع “المبعوث الأمريكي قال إن الصراع ليس على الحدود بل الصراع الحقيقي والنتيجة النهائية هي أن طرفاً يريد الهيمنة وهذا يعني أن طرفا آخر يجب أن يخضع، وما نقوله باستمرار إن المعادلة التي يسعى الأمريكي والإسرائيلي إلى فرضها على المنطقة بكلها هي معادلة الاستباحة والسيطرة والهيمنة”.

وأردف قائلًا “من يخنع لمعادلة الاستباحة يفرط في كل شيء يفرط في إنسانيته، وكرامته، وحريته، ودينه، وفي هويته، في دنياه وآخرته، فما يريده الأمريكي أيها العرب والمسلمون بكل وضوح وصراحة عبر عنه المسؤول الأمريكي، أثناء زيارته للمنطقة ومعني بملفاتها”.

وتساءل بالقول “مثل هذه التصريحات الأمريكية، ألم يكن ينبغي أن يكون هناك ردة فعل تجاهها من الحكومات العربية المسؤولين في هذه المنطقة؟، كان مفروضًا أن تكون التصريحات الأمريكية مستفزة للغاية وتقابل بردود قوية جدًا من المسؤولين العرب وفي المقدمة من سوريا ولبنان”.

واعتبر رد الفعل اللبناني على تصريحات المبعوث الأمريكي كان عجيبا وتأكيدا على معادلة الخضوع، مؤكدًا أن الحالة السائدة في الوسط الرسمي العربي، تصدر أكبر الاستفزازات في التصريحات والأفعال من قبل الإسرائيلي والأمريكي فيقابلونها بذلة، بخنوع، ببرودة تامة.

وتحدث قائد الثورة عن تبرير مبعوث أمريكا للعدوان الإسرائيلي على قطر والذي اعتبره عادياً لأنه ضمن استراتيجية يسعى الأمريكي فرضها على المنطقة وانتقاده للمصريين والسعوديين لماذا لا يستقبلون الفلسطينيين ويقبلون بالتهجير القسري للشعب الفلسطيني إلى بلدانهم.

وقال “ينبغي أن يثبت المصري والسعودي موقف رفض التهجير للشعب الفلسطيني بغض النظر عن أسباب وخلفيات الموقف”، مؤكدًا أن المبعوث الأمريكي استخف بالمواقف الدولية المعلنة من كثير من الدول للاعتراف بحل الدولتين وسخر من البلدان التي رفعت هذا العنوان، مؤكدًا أن العدو الإسرائيلي والأمريكي وجهان لعملة واحدة، هي الصهيونية

فيما يتعلق بالمظاهرات الداعمة والمساندة لغزة، في الدول العربية والإسلامية، بين أن هناك مظاهرات خرجت في مناطق محدودة في البحرين، ولبنان، وتونس، والمغرب، وفي اليمن، وفي أوروبا وأمريكا وبلدان أخرى خرجت مظاهرات ووقفات دعماً لغزة في 19 بلداً أيضاً.

وأضاف “انطلق أسطول الصمود بـ43 سفينة من إسبانيا وإيطاليا وتونس من موانئ تلك البلدان، ومقرر أن تنضم ست سفن أخرى إليها من اليونان وتنتظر السفينة في مصر الحصول على تصريح حكومي للإبحار والناشطون فيه يسعون لكسر الحصار عن قطاع غزة”.

وأشار إلى أن مسألة مصادرة مساحة كبيرة جداً من فلسطين لتكون لليهود وجزء يسير صغير محدود من فلسطين ليبقى دولة فلسطينية شكلية منزوعة السلاح، يأتي ضمن ضوابط وسقف معين يخضع للمصلحة الإسرائيلية.

وبين قائد الثورة أن الاعترافات الصادرة من بعض البلدان الغربية بدولة فلسطين هي أصلاً مسألة قائمة في الأمم المتحدة منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي.

وقال “عنوان حل الدولتين يعني دولة شكلية منزوعة السلاح، مضبوط علاقتها بالدول الخارجية، وفق السقف والمصالح الإسرائيلية، وفي نفس الوقت في جزء يسير من فلسطين والموقف الأمريكي واضح وصريح وكذا الإسرائيلي لا يتركون للفلسطيني على أرضه لا شجرة الزيتون في مزرعته، ولا منزله، وهم يستهدفون الشعب الفلسطيني كاملاً”.

وأضاف “اتجاه الأمريكي والإسرائيلي واضح لما بعد فلسطين، إنما يحاولون أن يتجاوزوا ما يعتبرونه عائقا قبلهم وهو هذا الصمود الفلسطيني، الذي يُعد لمصلحة كل الأمة ويجب أن تدعمه كل الأمة، بل كل الإنسانية”.

ولفت إلى أن العدو الإسرائيلي يصادر الحقوق العالمية الإنسانية المعترف بها في كل العالم ويريد ألا يبقى أي شيء منها، يريد أن يفرض معادلة الاستباحة لكل شيء.

وتابع “علينا أن ننظر للاعتراف بدولة فلسطين في مستواها الحقيقي أنها لوحدها لا يمكن أن تمثل أي أمل للشعب الفلسطيني في دفع العدوان المستمر عليه، وعندما تقدّم خطوة الاعتراف التي أعلنتها بعض الدول على أنه أقصى ما يمكن أن يقدم للشعب الفلسطيني من مساندة فهو تستر على التهرب من الخطوات العملية التي يمكن أن تكون ضاغطة على العدو الإسرائيلي”.

ومضى بالقول “خطوة الاعتراف بدولة فلسطين يمكن أن تشوش على العدو الإسرائيلي وتظهره في حالة عزلة سياسية إلى حد ما ولكن ليس مع الاستمرار من بعض الدول الغربية والعربية في دعم العدو الإسرائيلي بمختلف أنواع الدعم”.

وعبر السيد القائد عن الأسف في استمرار تعاون أنظمة عربية مع العدو الإسرائيلي اقتصاديًا، مخابراتيًا، سياسيًا، في عدائها المكشوف ضد المجاهدين في قطاع غزة ولبنان.

وقال “من يذهب إلى منبر الأمم المتحدة ليًقدّم عناوين ويعود ليًرسل شحنات سلاح للعدو، فهو يتستر بشكل مفضوح في تعاونه مع العدو، ومن يتستر على العدو ويسكت عنه، يجد نفسه محرجاً ولذلك يتجهون تجاه الحق الفلسطيني الثابت المعترف به عالميًا”.

وأضاف “البعض يجعل من تلك الخطوات غطاءً لاستمراره في التعاون مع العدو الإسرائيلي بأشكال خطيرة، وهناك مسؤولية واضحة على الأمة في أن تنطلق في إطار مواقف قوية”.

وأكد أن الشكاوى في كلمات المشاركين في الجمعية العامة للأمم المتحدة تجاه جرائم العدو الإسرائيلي لا يمكن أن تراهن عليه الأمة بأن تقيم القسط والعدل، مستشهدًا بكلمة الرئيس الأمريكي في الأمم المتحدة التي كانت واضحة وكافية في معرفة حقيقة الوضع القائم عالمياً.

وتابع “الرئيس الأمريكي تباهى بالغطرسة والقوة الأمريكية وقال نحن الأقوى في العالم وهذا هو عصرنا الذهبي وهذا منطق تبنى عليه السياسات الأمريكية”، مشيرًا إلى أن هناك تاريخ كامل للقضية الفلسطينية.

وتساءل السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بالقول “ماذا فعلت الأمم المتحدة في كل ما قد مضى في العقود الماضية من الزمن؟ هل فعلت شيئاً لفلسطين؟، ماذا فعلت الأمم المتحدة في دورتها العام الماضي والعدوان الإسرائيلي في ذروته؟.

وتناول ما قاله المجرم نتنياهو بداية السنة العبرية وإعلانه بأن العام الحالي، هو عام عدوان على المنطقة وليس فقط على غزة في نفس الوقت الذي تعقد الأمم المتحدة جمعيتها، مبينًا أن ثمانين سنة لم تفعل الأمم المتحدة شيئاً لفلسطين وهي القضية الواضحة تماماً المعترف بها عالمياً، والتي ليس فيها أي التباس.

ووصف التوجه الواضح للعدو الإسرائيلي بالصريح في أن المسألة لا تقتصر أبداً على غزة وفلسطين، بل تشمل المنطقة في إطار معادلة الاستباحة، مؤكدًا أن تصريح المجرم نتنياهو يعبر عن توجه عدواني واضح من العدو الإسرائيلي أيضاً.

واعتبر الابتزاز الإسرائيلي لمصر بشأن صفقة الغاز التي بموجبها يحصل العدو الإسرائيلي على 35 مليار دولار من مصر كارثة رهيبة جداً، متسائلًا “لماذا تختار الأنظمة العربية أن تربط وضعها الاقتصادي، والمعيشي بالعدو الإسرائيلي؟”.

وقال “من الخطأ الاستراتيجي الواضح البين عندما يتجه العرب لربط أمورهم الاقتصادية والمعيشية وحتى المياه بالعدو الإسرائيلي”، لافتًا إلى أنه كان بإمكان مصر أن تستثمر بمبلغ صفقة الغاز لاستخراج الغاز في مصر بنفسها أو على الأقل تشتري من دول عربية تتوفر لها الكميات الهائلة التي تغطي الاحتياج المصري وأكثر.

وأكد قائد الثورة، أن الارتباط بالإسرائيلي ثم الخضوع للابتزاز هو في إطار التوجه الخاطئ لبعض الأنظمة العربية التي لا تتصرف بحكمة بل تتجه اتجاهاً منافياً لكل الاعتبارات وخسارة عليها وعلى شعوبها.

وانتقد اجتماع بعض قادة العالم الإسلامي والعربي مع ترامب وتأكيدهم له ومطالبته وتسوّلهم بأن يشفق على الأمة ويستجدوا منه الرحمة، مؤكدًا أن مواقف بعض قادة العالم الإسلامي والعربي مع ترامب أظهرتهم في حالة مؤسفة.

وأفاد بأن الالتجاء لأمريكا من هو متبنٍ أصلا للمخطط الصهيوني، ولديه كل الأطماع في هذه الأمة، هو في إطار هذا الضياع الكبير، معبرًا عن الأمل في أن يتحدث جميع الزعماء في العالم الإسلامي بوضوح تجاه ما يسعى له العدو الإسرائيلي لتنفيذ مخططه الصهيوني.

وقال “يجب أن نتذكر جميعاً مسؤولياتنا، فالعدو الإسرائيلي واضح ويستمر دائماً في تكرير عنوان “تغيير الشرق الأوسط” و”إسرائيل الكبرى”، وتجاه تلك التحديات الكبرى نحن أحوج ما نكون إلى الله سبحانه والرجوع إليه وهدايته، والاستعانة به، وتعليماته، وإلى نوره”.

وذكر السيد القائد بأن القرآن الكريم كتاب هداية في كل المجالات ويهدي للتي هي أقوم وللعزة والكرامة والمجد في الدنيا والفوز العظيم في الآخرة.

وأضاف “لو توكلت الأمة على الله واهتدت بهداه والتجأت إليه وتحركت بكل ما في أيديها من أوراق ضغط ومقومات لكانت في وضع مختلف”، مستشهدًا بالنموذج الجهادي القائم في قطاع غزة والذي بإمكانات بسيطة جداً هزم إسرائيل في جولات متعددة.

وتابع “المسلمون والعرب يبتعدون حتى عن المقاطعة للعدو الإسرائيلي، المقاطعة الاقتصادية، الدبلوماسية، إغلاق الأجواء، المقاطعة الإستخباراتية، إيقاف التعاون الأمني، والعمل على مستويات في الحد الأدنى من المواقف العملية”.

وتوقف قائد الثورة، عند نموذج المقاومة في لبنان الذي هزم إسرائيل هزيمة تاريخية كبرى في عام 2000م وهزيمة كبرى وذات أهمية استراتيجية للأمة في 2006م، وهزم العدو الإسرائيلي ومنعه من اجتياح لبنان في عام 2024م.

وطالب بتلبية دعوة المجاهدين بكتائب القسام لأبناء الأمة العربية والإسلامية بالتضرع إلى الله لكشف الكرب ورفع الغمة عن الصابرين والمرابطين في غزة المكلومة بصلاة ركعتين في المساجد والساحات العامة عقب صلاة عشاء مساء اليوم والاستجابة لها بشكل كبير وواسع والاستمرار والدعاء كجزء من اهتمام الجميع المستمر بها.

ودعا السيد القائد في ختام كلمته أبناء الشعب اليمني العزيز يمن الإيمان والحرية والعزة والكرامة الإنسانية والإباء، يمن الجهاد والعزة والشهامة والمروءة والقيم والأخلاق، للخروج المليوني يوم غدٍ الجمعة في العاصمة صنعاء، وبقية المحافظات والساحات جهادًا في سبيل الله واستجابة لأوامره ونصرة للشعب الفلسطيني المظلوم ووفاءً لمجاهديه الأعزاء.

قد يعجبك ايضا