رسالة مفتوحة إلى كل من يملك صوتاً أو منصة من المؤثرين إلى المشاهير والفنانين.. أين أنتم من غــزة؟
نجوم هوليوود رفعوا الصوت لأجل غــزة ومشاهير اليمن لا زالوا يلوذون بالصمت
عبدالرحمن حسين العابد
هل أنتم مسلمون؟ هل تنتمون لليمن أصل العروبة والعرب؟
هذا السؤال، نداء موجّه إلى من يُسمّون «المشاهير» في اليمن، الذين يخشون الحديث عن غـزة خشية خسارة إعلان أو عقد تجاري.
في هوليوود، حيث النفوذ الصهـيوني يسيطر تقليدياً على صناعة السينما، خرج نجوم كبار ليعلنوا رفضهم للإبادة في غـزة. بعضهم خاطر بمستقبله المهني وتنازل عن عقود بملايين الدولارات، واضعاً المبدأ فوق المصلحة.
هؤلاء فنانون عالميون، بعضهم مسيحيون ومنهم قلة يهـود، لكن ضميرهم لم يحتمل صور المجازر والدمار. فأين أنتم؟
في المقابل، يقف مشاهير يمنيون افتراضيون، بالكاد يتجاوز متابعو بعضهم المليون، صامتين خوفاً على إعلان لا يتعدى بضع مئات الآلاف من الريالات.
أي مقارنة هذه؟ من يتحجج بخسارة صفقة دعائية رخبصة، بينما غيره يقبل خسارة 20 مليون دولار على الفيلم ويواجه شركات الإنتاج العملاقة واللوبيات السياسية؟
المطلوب ليس أن يتحول كل مؤثر يمني إلى محلل سياسي أو ناشط ثوري، بل أن يقوم بالحد الأدنى:
– مشاركة صورة أو مقطع يُظهر المأساة.
– دعم مبادرات إغاثية أو جمع تبرعات.
– المشاركة في وقفة أو حملة رمزية.
هذه أفعال بسيطة، لكنها تحمل قيمة أخلاقية هائلة، وتقول بصوت واضح: «لسنا على الحياد أمام الدم».
الفضيحة تتضاعف عند النظر إلى مشاهير الغناء والفن. بعضهم يبرر الصمت بحجة أن الفنان «لا يجب أن يتدخل في السياسة»، أو أن إعلان موقف ضد العـدوان قد يعيق فرصهم في إقامة حفلات بالسعودية أو مصر أو الإمارات.
لكن السؤال، هل مواقفكم من غـزة ستلغي عقودكم للغناء في لوس أنجلوس مثلاً؟
أليس من المعيب أن ترق مشاعركم لحبٍ عابر أو مشهد عاطفي، بينما لا تتحركون أمام صور آلاف الشهداء من النساء والأطفال؟
المفارقة أن الحفلات الموسيقية في أوروبا نفسها تحولت إلى منصات تضامن مع فـلسطين، تُرفع فيها الأعلام وتطلق شعارات قوية، في حين لم نجد عند كثير من فناني اليمن سوى صمت ثقيل أو انشغال بترندات فارغة.
أنت يمني، عربي، مسلم — ما موقفك؟ لا يُطلب منك أن تغيّر موازين القوى، بل أن تعلن انتماءك للإنسانية، تثبت أن هويتك ليست للبيع أو المقايضة.
غــزة اليوم تختبرنا جميعاً، واختبارها لا يعترف بالصمت.
النفوذ الصهـيوني نفسه فقد قدرته على إسكات أصوات التضامن داخل هوليوود، إلا أن «شبكات النفوذ المحلية» المعروفة، تفرض طوقاً ثقيلاً على مشاهير اليمن، تمنعهم من الحديث عن العـدوان على بلدهم أو عن غــزة.. وينصاعون لها.
سأقولها باختصار.. في زمن المجازر، الصمت ليس حياداً، بل اصطفاف مع القاتل.
وفي الختام.. أتوجه بطلبي إلى الإخوة في وزارة الثقافة: اجمعوا هؤلاء وأبلغوهم الرسالة. عندها سترون من سيغلب دينه وانتماءه وإنسانيته، ومن سيظل أسير الإعلان والترند و»شبكات النفوذ المحلية».