21 سبتمبر 2014م.. إرادة شعب

محمد عبدالمؤمن الشامي

 

في صباح 21 سبتمبر 2014م، كان اليمن على موعد مع لحظة فاصلة غيرت مجرى تاريخه الحديث. لم يكن الشارع وحده من يكتب التاريخ، ولم تكن مؤسسات الدولة مجرد هياكل صامتة تصطف بلا روح. بل اجتمعت إرادة الشعب مع صمود مؤسسات الدولة وحكمة القيادة الثورية، بقيادة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، لتتشابك في مثلث قوة غير مسبوق. هذا اليوم لم يكن مجرد تحرك شعبي أو انقلاب سياسي محدود التأثير، بل اختبار وجودي لقدرة الدولة على الصمود، وكفاءة المؤسسات على الاستمرار، ووعي الشعب في حماية وطنه. الثورة كشفت ما لم يُسجل من قبل: أن النصر الحقيقي ليس في السيطرة على الشوارع، بل في الحفاظ على الدولة واستمرار مؤسساتها، بقيادة حكيمة تدرك اللحظة الفاصلة وتستثمرها لصالح الوطن والمواطنين.

الدور الحاسم للسيد القائد لم يكن رمزيًا، بل عملي واستراتيجي. بقيادته الفذة، حافظت الأجهزة الأمنية والقضائية والإدارية على استمرارية الخدمات الحيوية، وضمنت عدم تفكك الدولة أمام الفوضى والتهديدات الكبيرة. توجيهاته كانت البوصلة لكل مؤسسة ولكل فرد في الشارع، وأصبحت الإرادة الشعبية والمؤسساتية متوحدة في مواجهة أي تهديد داخلي أو خارجي. الشعب شعر بثقة غير مسبوقة بقيادة السيد القائد، وتحولت الأزمة إلى منصة لتوحيد القوى الوطنية وتحويلها إلى حركة منظّمة وصامدة، قادرة على حماية الدولة من أي محاولات للتفكك، وكان الجميع يعمل في إطار استراتيجية دقيقة أرسى قواعدها القائد نفسه.

الثورة في 21 سبتمبر أظهرت نموذجًا نادرًا للقيادة الوطنية: السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي كان يدرك اللحظة الحاسمة، ويفهم أن أي انتصار عابر على الأرض بلا صمود مؤسسات الدولة سيكون بلا قيمة. السيطرة على الشوارع والانتصارات الميدانية لم تكن الهدف النهائي، بل الحفاظ على الدولة ومؤسساتها، وضمان استمرارها رغم محاولات التفكيك والتشويه، داخليًا وخارجيًا. القيادة الحكيمة للسيد القائد أعطت القوة للمؤسسات والشعب معًا، وجعلتهم متضافرين في مواجهة التحديات الكبرى. هذا البعد القيادي لم يُسجل في التحليلات التقليدية، وهو ما يجعل الثورة لحظة صادمة للكثيرين: الدولة اليمنية، رغم الهزات السياسية والاقتصادية، تمتلك جذورًا عميقة من الكفاءة والمرونة، والشعب عنصر أساسي في حماية مؤسسات الدولة وصمودها، بقيادة واعية وحازمة لا تعرف التردد.

ما جعل ثورة 21 سبتمبر استثنائية هو التوازن الدقيق الذي رسمه القائد بين إرادة الشعب وصمود المؤسسات وحسن التقدير الاستراتيجي. الثورة تحولت من حدث لحظي إلى تجربة عملية في إدارة الأزمات، نموذج يُدرس في استراتيجيات الصمود السياسي والإداري. بفضل حكمته، لم يكن الشعب متفرجًا، بل شريك فعال في الحفاظ على الدولة وحماية الوطن، فيما عملت مؤسسات الدولة بانضباط كامل تحت إشرافه الاستراتيجي. كل قرار وكل توجيه من السيد القائد كان يعزز هذا التكامل، ويؤكد أن النجاح ليس فقط في القوة الميدانية، بل في استمرارية الدولة واستقرارها.

صمود مؤسسات الدولة لم يكن مجرد فعل دفاعي، بل استراتيجية هجومية بقيادة السيد القائد، تثبت أن الدولة تستطيع مواجهة محاولات التفكيك، وأن أي قوة خارجية أو داخلية لا يمكنها قلب موازين القوة طالما أن المؤسسات تعمل بانضباط، والشعب يقف خلف القيادة ويدعمها وعيًا وحقًا. هذا الدرس الصادم يؤكد أن القوة الحقيقية لأي دولة تكمن في مؤسساتها وصمودها، ووجود قائد حكيم قادر على توجيه الشعب والمؤسسات معًا، ليصبح نموذجًا للدول التي تواجه أزمات وجودية.

«21 سبتمبر» ليست حدثًا عابرًا، بل محطة استراتيجية تدرسها الأجيال القادمة. الثورة كشفت أن الدولة والشعب والقيادة، بقيادة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، يمكن أن يشكلوا مثلثًا متكاملًا قادرًا على تحويل اللحظة الحرجة إلى استراتيجية ناجحة لحماية الدولة والهوية الوطنية. الشعب كان حاضنًا لهذا الصمود، ومؤسسات الدولة لم تترك لحظة تمر دون أن تعمل على حماية المواطنين وضمان استمرارية الخدمات الحيوية وإدارة الموارد تحت ضغط مباشر، تحت إشراف توجيهاته الحكيمة. كل مؤسسات الدولة، من الأمن إلى القضاء والإدارة، عملت بتنسيق تام مع توجيهاته، ما جعل الثورة نموذجًا فريدًا للتكامل بين الشعب والمؤسسات والقيادة.

اليوم، وبعد أكثر من عقد على هذه اللحظة التاريخية، يظل درس 21 سبتمبر حاضرًا: الثورة ليست مجرد ذكرى، بل اختبار وجودي لصمود الدولة والشعب معًا، وشهادة حية على قدرة الدولة اليمنية على مواجهة أي تهديد طالما أن مؤسساتها تعمل بانضباط وأن القيادة تدرك اللحظة الحاسمة. الكشف الحقيقي أن الثورة لم تكن مجرد حدث عابر، بل لحظة كشف عن قوة الدولة اليمنية الحقيقية، عن صمود الشعب ووعي القيادة، وعن قدرة المؤسسات على الصمود في أصعب الظروف، لتصبح سيادة الدولة واستمراريتها حقيقة واقعية لا تقبل الجدال.

ثورة 21 سبتمبر 2014م تظل نموذجًا فريدًا في التاريخ السياسي الحديث، ودرسًا حيًا في إدارة الأزمات، وفي التوازن بين إرادة الشعب وصمود المؤسسات وحنكة القيادة، وفي كيفية تحويل اللحظة الحرجة إلى استراتيجية ناجحة لضمان استمرار الدولة وحماية الهوية الوطنية، بقيادة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي أثبت أنه قادر على توجيه الشعب والمؤسسات نحو النجاح في أصعب اللحظات. قراءة هذا اليوم بعين التحليل الاستراتيجي تكشف ما لم يكتبه أحد من قبل: قوة اليمن تكمن في تماسك مؤسساته، ووعي شعبه، وحكمة قيادته التي تعرف اللحظة الحاسمة وتستثمرها لصالح الدولة والأمة.

قد يعجبك ايضا