ثورة21 سبتمبر كسرت الوصاية وأيقظت وعي الأمة

محمد صالح حاتم

 

تمر علينا اليوم الذكرى الحادية عشرة لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، الثورة التي لم تكن مجرد حدث عابر في تاريخ اليمن، بل كانت نقطة تحول فارقة أعادت للشعب قراره المسلوب، وحررته من قيود الوصاية الخارجية التي كبّلته لعقود طويلة.

قبل الثورة، كان القرار السياسي اليمني مرتهنًا لعواصم الخارج، تفرض على البلد توجهات لا تخدمه ولا تعبّر عن إرادة أبنائه. لكن مع انطلاقتها تغيّر المشهد جذريًا، وأصبح لليمنيين قرارهم المستقل، الذي لا يخضع لابتزاز ولا يتأثر بضغط. هذه الحقيقة هي واحدة من أبرز المكاسب التي جاءت بها الثورة، والتي صنعت الفارق بين الأمس واليوم.

وما يزيد من أهمية هذه الثورة أنها لم تقف عند حدود الشأن الداخلي، بل امتد أثرها إلى الدفاع عن قضايا الأمة الكبرى. فمنذ الحادي والعشرين من سبتمبر 2014م، أصبح الموقف اليمني أكثر وضوحًا وصلابة في مواجهة الكيان الصهيوني. فاليمن اليوم يقف بجدارة في صف غزة وفلسطين، في وقتٍ صمتت فيه أنظمة التبعية التي ارتهنت لأمريكا وإسرائيل. هذه المواقف المشرفة لم تكن لتوجد لولا هذه الثورة التي أيقظت وعي الأمة.

كما أن الثورة مهّدت الطريق لبناء القوة العسكرية، حيث تمكن الجيش اليمني من دخول مرحلة التصنيع الحربي، وبات يمتلك قدرات ردع لم تكن متاحة من قبل. وهذا الإنجاز لم يكن مجرد تطور عسكري، بل هو ترجمة عملية لشعار الاستقلال والتحرر، وضمانة لحماية السيادة الوطنية.

إن المتأمل في مسار ثورة 21 سبتمبر، يدرك أنها لم تقتصر على اليمن وحده، بل حملت مشروعًا أوسع يتجاوز الحدود الجغرافية. فهي نواة لثورة الأمة العربية والإسلامية ضد أنظمة الخيانة والعمالة، التي خضعت لهيمنة أمريكا ورضخت لإملاءات إسرائيل.

والأهم من كل ذلك أن الثورة كانت في جوهرها ثورة وعي. فقد أعادت للشعب ثقته بذاته، وربطته بهويته الإيمانية، ووضعت أمامه مسؤولية التحرر والوقوف مع قضايا أمته. لذلك فإن ما يعيشه شعبنا اليوم من عزة وكرامة، وما يقدمه من مواقف مشرفة، هو إحدى الثمار المباشرة لهذه الثورة.

وفي ذكراها الحادية عشرة، يمكن القول إن ثورة 21 سبتمبر لم تنتهِ، بل ما زالت مستمرة كمسار تحرر وبناء، تترسخ في وجدان الناس، وتثمر في مواقفهم اليومية، وتلهم غيرهم من الشعوب الباحثة عن الكرامة والحرية.

 

 

قد يعجبك ايضا