المصالحة العربية الإسلامية ضرورة وجودية لمواجهة التحديات

القاضي/ حسين محمد المهدي

 

إن المصالحة العربية تعتبر مدخلاً لوجود تعاون وتكامل بين الدول العربية والإسلامية، ويمثل تفعيل المصالحة العربية أساساً لوجود الوحدة التي أمر بها القرآن: ﴿َاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾.

فَتحقيق الوحدة العربية الإسلامية أضحت ضرورةً في إطار التحدي الصهيوني للأمة الإسلامية وللساسة العرب والمسلمين، وإظهار نواياه برغبته في إقامة دولة يهودية تشمل كلاً من: مصر، وسوريا، والسعودية، والأردن، والعراق. وهو أمرٌ يجعل من التصالح ضرورةً مُلِحَّةً ومصلحةً عليا للأمة، يجب السعي إليها.

فالتصالح وإعادة اللحمة العربية في أقرب وقتٍ ممكن:

– تُعيد للعرب والمسلمين هيبتهم ومكانتهم.

– تُضمن الحفاظ على مصالحهم.

– تُكفل لهم الحصول على عدة أمور.

وإذا وُجِدَ التصالح والرغبة في تعاونٍ وتكاملٍ بين الدول العربية والإسلامية بصدق، فإنه سيكون له فوائد عظيمة على مستوياتٍ عدة: سياسية واقتصادية وثقافية وعسكرية وأمنية

١. التضامن السياسي لاتخاذ مواقف موحدة تعزز دعم القضية الفلسطينية.

٢. تقليل التدخلات الخارجية في شؤون البلدان الإسلامية.

٣. حل المنازعات بين الدول الأعضاء عبر الحوار والتفاهم.

٤. مواجهة التهديدات (كالصهيونية) بالتنسيق العسكري والاستخباراتي، وتوحيد الجيوش لحماية الأراضي العربية والإسلامية وتحرير القدس.

٥. الحفاظ على الهوية العربية الإسلامية في مواجهة العولمة الثقافية.

٦. تعزيز التبادل العلمي والأكاديمي بين الجامعات ومراكز البحث.

٧. إنشاء سوق عربية إسلامية مشتركة، وتعزيز التبادل التجاري وجذب الاستثمارات.

٨. التكامل في الموارد (نفط، غاز، موارد بشرية) لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل التبعية للخارج.

٩. إيجاد مشاريع بنى تحتية مشتركة (شبكات نقل، طاقات متجددة، اتصالات).

١٠. تنسيق السياسات التعليمية والصحية والاجتماعية.

١١. مواجهة التحديات المشتركة (البطالة، الفقر) عبر استراتيجيات موحدة، ودعم الابتكار التقني وتبادل الخبرات في الطب والذكاء الاصطناعي.

إن الإسراع في المصالحة العربية الإسلامية، ومعالجة الاختلالات السياسية الناتجة عن تباين الأنظمة والحوكمة بين الدول، سيعزز مكانة العرب والمسلمين.

فالمصالحة الوطنية تأتي لمعالجة أولويات كل دولةٍ قد تتعارض مصالحها مع التكامل، أو مع ما يُملَى عليها ممن لا يرغب في تحقيق التكامل العربي الإسلامي.

أسس المصالحة والروابط الجامعة:

– رابطة القرابة: وتوجب التواصل والتماسك، ويحذر القرآن من قطيعتها:

﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ﴾.

– رابطة اللغة والوطن: فلغة العرب واحدة، وهي لغة القرآن التي توحِّد المسلمين.

– رابطة الإسلام(الأهم): وتوجب التعاون والإصلاح:

﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ﴾.

– على علماء الأمة، وأولي الأمر، ورجال السياسة والفكر، والقيادات العسكرية عقدُ مؤتمرٍ إسلاميٍّ عاجلٍ للتشاور في المصالح العليا وتوحيد الكلمة. لا سيما إن الصهيونية اليهودية تحتل أرض فلسطين وتطمح في السيطرة على بلدان عربية وإسلامية.

– تشكيل “مجلس رئاسي موحَّد” يمثل الدول العربية والإسلامية، ينعقد دوريًّا لتعزيز:

• التعاون والتناصر.

• صد العدوان الصهيوني.

• منع النفوذ الأجنبي في الأراضي الإسلامية.

إن أهل العقول الراجحة يدركون أهمية ذلك دون أدنى شك. وهذه الدول الكبرى (أوروبا، أمريكا، روسيا، الصين) قامت على اتحادها رغم ضعف روابطها مقارنةً بروابط الأمة العربية الإسلامية.

إن العرب والمسلمين اليوم – لحماية أنفسهم ومصالح بلدانهم – أحوج ما يكونون إلى التصالح والوحدة، قبل أن تُصاب قلوبهم بالعمى:

﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا… إِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾.

فمن استخدم عقله أدرك الحقائق وظفر بها، والله الهادي إلى سواء السبيل.

 

 

 

قد يعجبك ايضا