سلاح المقاومة.. صمام أمان الأمة وخط الدفاع عن كرامتها… {وَخُذُوا حِذْرَكُمْ} [النساء: 102]
القاضي/ بشير الشامي
عبر التاريخ .. لم يعرف الاحتلال لغة الحوار ولا منطق العدالة، بل لم يفهم سوى لغة القوة والردع. والقرآن الكريم، قبل أربعة عشر قرنا، وضع للمؤمنين قاعدة خالدة .. الحذر واليقظة والتمسك بالسلاح حين يكون الباطل متربصا. فالآية الكريمة من سورة النساء تأمر المسلمين في أحلك الظروف — حتى في الصلاة — أن يتيقظوا ويحملوا سلاحهم، لأن العدو يتمنى لحظة غفلة لينقض على الأمة “مَيْلَةً وَاحِدَةً”.
واليوم تتكرر المشاهد نفسها … في فلسطين، في لبنان، في سوريا، في كل بقعة يتربص بها عدو الأمة، تتعالى أصوات — بعضها من خارج الأمة، وبعضها مع الأسف من داخلها — تطالب بنزع سلاح المقاومة. يزعمون أن السلاح يعطل السلام ويعرقل التنمية، وكأن الاحتلال سيمنحنا الأرض والكرامة على طبق من ذهب إذا تركنا سلاحنا!
والتاريخ شاهد على زيف تلك الدعوات .. فحين نزعت شعوبٌ سلاحها، داسها المحتل بأقدامه … وحين تمسكت به فرضت كرامتها وهيبتها، وانتزعت حريتها.
فــ (والله ما كره قوم حر السيوف إلا ذلّوا ..)
في جنوب لبنان، لم يرحل الاحتلال الإسرائيلي إلا بعدما تجرّع طعم المقاومة المسلحة. وفي غزة، لم تنكسر إرادة الشعب رغم الحصار والعدوان والابادة والتجويع، لأن في الميدان رجالا يملكون السلاح والعقيدة.
لماذا السلاح خط أحمر؟
لأنه الردع الوحيد أمام عدو لا يعرف الرحمة .. لأنه إرث الشهداء … لأنه ضمانة للأجيال القادمة ..
فالكيان الصهيوني يملك ترسانة نووية، فهل يليق بنا أن نواجهه بالأغاني والخطب؟
ودماء من استشهدوا دفاعًا عن الأرض لا تُصان إلا بحمل الأمانة التي حملوها إلا وهي السلاح.
والطفل الذي يولد اليوم في فلسطين أو جنوب لبنان، لا أمان له إلا بوجود مقاومة تحميه.
لذا نقول لكل من يطالبون بنزع السلاح : إن كنتم حقًا تخافون على شعوبكم فابدأوا بنزع سلاح العدو لا سلاح المقاومة .. إن كنتم صادقين في دعواتكم للسلام فطالبوا بإنهاء الاحتلال لا بإنهاء وسائل الدفاع … إنكم إن فعلتم غير ذلك فأنتم — عن قصد أو عن جهل — تنفذون ما عجز عنه العدو.
ويا أيتها الشعوب الحرة لا تنخدعي بالشعارات البراقة، فالمؤامرة قديمة ومتجددة … والله سبحانه أمرنا بالحذر حتى ونحن بين يديه في الصلاة، فكيف نأمن ونحن نرى العدو على الأبواب؟ تمسكوا بدعم المقاومة، احفظوا سلاحها، فوالله إنه سياج كرامتكم، ودرع عزتكم، وباب حريتكم.
وتذكروا وعد الله [إِن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم] [إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون] وعد من الله لكنه مشروط بأن نكون أهلا للنصر، وأن نأخذ بالأسباب وأولها التمسك بالسلاح في وجه المحتل والتأهب للمواجهة .