خليجي 22 … الجمهور السعودي رسالته اقوى !!
● بطولة الخليج العربية في دورتها الـ22 استطاعت أن تحمل معها رسائل هامة ومتعددة للرياضيين والإعلاميين والسياسيين وكافة الأوساط والنخب سنأخذ منها رسالتين هامتين من الجماهير الرياضية ( حضوراٍ ومقاطعة ) فالجمهور اليمني مثلاٍ استطاع أن يلفت أنظار الأوساط الرياضية والإعلامية الخليجية بشكل كبير من خلال تفاعله مع المنتخب اليمني بعشق وعاطفة فسرها كثير من المتابعين بأنها ناتجة عن ما يعيشه اليمن في الداخل من ماسُ ومشاكل وصلت حد التهديد بتفكك الدولة اليمنية وأن اليمنيين استفزهم ذلك فجاءت هذه البطولة لتكون اصدق تعبير عن أحلام وآمال وطموحات اليمنيين جميعاٍ حيث أن لاعبي المنتخب الوطني بظهورهم الطيب استطاعوا أن يعيدوا إحياء ما بداخل الإنسان اليمني من أمال وأحلام وروح وطنية جياشة والتي مثلت رسالة قوية وكبيرة للنخب السياسية والإعلامية داخل اليمن والذين يخوضون معارك التشظي والتمزق الوطني والمتواصلة منذ عام 2011م وبالفعل كان المغتربون اليمنيون كما يقول المعلقون الخليجيون ملح أو فاكهة البطولة في الملاعب الرياضية إلا أن حضورهم بكثافة لمؤازرة المنتخب الذي ظهر بمستوى مغاير لما اعتدنا عليه مثل اصدق رسالة لمن في الداخل تقول أن اليمني يعيش مع الأمل ويريد الوحدة والاستقرار ويرفض هذا الوضع السيئ الذي يعانيه أبناء الشعب من تمزق وتشظي ومشاريع غير وطنية تقودها قوى لاتؤمن بمصالح الشعب وتخوض صراعات ليس لها صلة بآماله وطموحاته وتطلعاته .
● والرسالة الثانية والكبيرة في هذه البطولة وهي كذلك في الجانب الجماهيري وهي مقاطعة الجمهور الكروي السعودي للمدرجات بشكل اعتقد انه يمثل سابقة لم تحصل في أي بلد حيث أن المقاطعة المفاجئة برزت بشكل عفوي غير متوقع لتحمل دلالات وابعاد كثيرة ربما تؤدي إلى تطور المستوى الكروي للمنتخبات الوطنية لان الجماهير تفرض نفسها كأجهزة رقابية على القرارات الإدارية التي قد تخطئ وتصيب
ومقاطعة الجمهور السعودي حيرت بالفعل العديد من المتابعين والذين لم يتوقعوا أو يتخيلوا حدوثها لأنه كيف لجمهور كروي عاشق للكرة كالجمهور السعودي وبلده تستضيف بطولة كروية مهمة ومنتخبها يخوض منافسة قوية فيها ومع ذلك يقرر مقاطعتها ¿
● هنا اعتقد أن موقف الجمهور السعودي مثل رسالة ربما اقوى من رسالة الجمهور اليمني حيث أثبتت هذه المقاطعة الجماهيرية وتواصلها رغم تحقيق المنتخب السعودي انتصارات ووصوله للنهائي أن الجمهور السعودي رياضي ناضج وليس عاطفياٍ وهو مؤمن أن قرار المقاطعة سيكون له ما بعده من نتائج ايجابية على صعيد معالجة الأخطاء الإدارية وكبح جماح مايعتقد انه تعصب من قيادات رياضية لصالح بعض الفرق والأندية الرياضية هناك .
● والجمهور السعودي بالفعل أوصل رسالة قوية ومزلزلة للقيادات الرياضية والقائمين على الشأن الرياضي واعتقد أن هذه الرسالة ستتعدى الجانب الرياضي إلى ما هو ابعد من ذلك .. وللمتنطعين بالوطنية استطيع القول أن المواطن السعودي لاينقص وطنية عن أي مواطن في بلد آخر بل ربما يكون أكثر تعصباٍ لبلده لكنه في هذا الموقف الذي اظهر تصلباٍ لانظير له في مواجهة ما يعتقده خطأ حتى انه لم يأبه بالمناشدات الإعلامية ودعوات قيادات الأندية بل ورغم دغدغة مشاعره الوطنية واستدراجه اليها أملا بالعدول عن المقاطعة إلا أن هذا الجمهور لم تنطل عليه هذه الدعوات واستمر في موقفه مؤمن برأيه حتى أن هذه المقاطعة الجماهيرية العفوية بدت وكأنها أشبه بقرار عصيان مدني منظم تقوده إحدى المنظمات اليسارية في أمريكا اللاتينية ….!
● هذا الموقف الجماهيري سيفرض على كافة النخب والأوساط الرياضية والإعلامية ليس في السعودية فقط وإنما في كل البلدان المشاركة في البطولة أن عليها قبل أن تصدر قرارات في الجانب الرياضي وما يخص تشكيلات المنتخبات الوطنية بالتحديد أنها تقع تحت مجهر الجماهير وعليها كذلك مراجعة كل الأخطاء السابقة وتصويبها بالمستقبل لذلك اثبت الجمهور الرياضي السعودي انه جمهور رياضي ناضج ووطني لأنه بموقفه هذا واعتقد جازماٍ سيجبر كل القيادات الرياضية في كل البلدان أن يعملوا للجمهور الرياضي ألف حساب والاعتراف بأن الجمهور أصبح اكبر هيئة رقابية لكل القرارات الإدارية التي ربما تتسم بالمحاباة والمجاملات ولابد من التوضيح أن الإنسان الوطني هو من يواجه ويرفض القرارات الإدارية الخاطئة أما التصفيق للأخطاء والمحاباة هو الخطيئة الكبرى وهذا ما قام به هذا الجمهور العظيم واعتقد جازماٍ من خلال متابعتي للأخضر السعودي في البطولة أن التشكيلة التي ظهر بها لم تكن بالمستوى الحقيقي والمنتظر وأثبتت المباريات التي خاضها الأخضر أنه ليس الأخضر الذي نعرفه حتى وان حقق البطولة واخذ كأسها وجمهور الأخضر الناضج والواعي يستحق منا الشكر والتقدير لأنه سيكون القدوة للجماهير الرياضية في البلدان الأخرى تراقب وتحاسب المسؤولين الرياضيين ممن يمارسون الأخطاء والتعصب المقيت .