القضية الفلسطينية حاضرة ومتجذرة في وجدان الشعب اليمني
برلمانيون ومراقبون: اليمن سيظل صوت الحق المساند لغزة والمدافع عن قضايا الأمة
قال برلمانيون ومراقبون سياسيون، إن إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، والاعتراف الأوروبي بدولة فلسطين والذى ظهر جليا في إعلان فرنسا وبريطانيا وكندا والبرتغال، استعدادها الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، يمثل تحولا جذريا في الموقف الأوروبي والدولي من القضية الفلسطينية، بعد سنوات طويلة من الصمت أو الانحياز غير المشروط لإسرائيل، ويمثل تتويجا بحذ ذاته لدور الشعب اليمني بقيادة قائد الأمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي شارك الشعب الفلسطيني صموده وثباته وتصديه لعصابات الكيان الصهيوني ودعم مقاومته، ليس بالقول وإنما بالفعل من خلال خطوات ومراحل مدروسة واستراتيجيات عسكرية محكمة آتت أكلها على الواقع، جعلت كثيرًا من الدول الغربية تعيد النظر في مواقفها، وتبدأ في مراجعة تاريخها المنحاز.
وأكدوا أن إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نية بلاده الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل، وتأكيد رؤساء حكومات بريطانيا كير ستارمر وكندا مارك كارني والبرتغال يلويس مونتينيجرو، وانضمام دول أخرى إلى الدعوة التي تقضي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهي أستراليا وأندورا وفنلندا وأيسلندا وإيرلندا ولوكسمبورغ ومالطا ونيوزيلندا والنرويج وسان مارينو وسلوفينيا وإسبانيا، على نفس التوجه، يمثل تطورًا سياسيًا مهمًا وتحولًا لافتًا في مواقف القوى الغربية تجاه القضية الفلسطينية، بعد سنوات طويلة من التهميش والدعم الأعمى للاحتلال.
وأوضحوا في أحاديثهم لـ»الثورة» أن هذا التحول لم يكن ليحدث لولا التحرك اليمني الواضح منذ السابع من أكتوبر 2023م، حين بادرت اليمن إلى مساندة الأشقاء في فلسطين بالقول والفعل، بالرغم من أن اليمن يعيش منذ نحو عشر سنوات عدوان وحصار من قبل التحالف السعودي الإماراتي المدعوم أمريكياً، إلا أن القضية الفلسطينية حاضرة ومتجذرة في وجدان اليمنيين، ويعيشون آلام الفلسطينيين وأحزانهم في غزة والضفة وكل فلسطين.. إلى التفاصيل:-الثورة / أحمد كنفاني
¶ بداية أشار رئيس الكتلة البرلمانية بمحافظة الحديدة محمد صالح البرعي، إلى أن الدور اليمني بقيادة قائد الثورة لم يقتصر على الاحتشاد المليوني الأسبوعي، للتعبير عن استمرار التضامن مع الشعب الفلسطيني والتأكيد على أن القضية الفلسطينية ستظل القضية الأولى والمركزية للأمة، بل تعداه الى تنفيذ العشرات من العمليات العسكرية في عمق العدو الصهيوني والحصار البحري على السفن المتجهة لموانئ الاحتلال، ومقاطعة المنتجات الصهيوامريكية، مؤكدًا أن اليمن كانت وستظل صوت الحق العربي، والمدافع الأول عن القضية الفلسطينية في كل المحافل.
¶ فيما أكد عضو مجلس النواب عبده ردمان أن الاعتراف الأوروبي المرتقب هو انتصار سياسي ومعنوي عظيم للقضية الفلسطينية العادلة، وتصحيح جزئي لمسار تاريخي ظالم- خصوصًا من جانب بريطانيا صاحبة وعد بلفور المشؤوم- كما أنه يمنح زخمًا جديدًا للمطالبة بإنهاء الاحتلال، ويفرض على المجتمع الدولي التحرك الجاد نحو تنفيذ حل الدولتين، بعيدًا عن الشروط والابتزاز السياسي.
ولفت أن الزخم الحالي يجب البناء عليه لإطلاق مسار سياسي شامل يُنهي الاحتلال، ويحقق للشعب الفلسطيني دولته المستقلة ذات السيادة، وأن عاصمة اليمن صنعاء ستبقى في صدارة الداعمين لهذا الحق التاريخي، حتى يتحقق على الأرض.
وأضاف أن الإعلان جاء في لحظة مفصلية، تزامنا مع تصاعد العدوان الإسرائيلي ضد المدنيين في قطاع غزة، وتزايد مشاهد القتل الجماعي والمجاعة، والدمار الشامل، مؤكدا أن اليمن كانت ولا تزال، الدولة التي تتحرك بهويتها الإيمانية النابعة من قيمها الإنسانية.
وأكد البرلماني ردمان أن قطاع غزة يشهد كارثة إنسانية «لم يسبق لها مثيل في التاريخ المعاصر»، في ظل الحصار والتجويع والقتل، واصفا صمت العالم عن هذه الجرائم بأنه «صمت الأموات تحت وطأة الخوف أو بدافع المصلحة»، وهي كلمات تحمل إدانة أخلاقية وسياسية وقانونية للمجتمع الدولي الذي تخلى عن مسؤولياته الإنسانية تجاه الفلسطينيين، بل وتواطأ بالصمت أو التبرير.
واعتبر عبثية، ما كانت تُعرف بقواعد العدالة والإنصاف، بأنها تعد بمثابة صرخة في وجه النظام الدولي، الذي فقد توازنه وقيمه أمام آلة الاحتلال، موضحا أن لفظ «إسرائيل»، في ظل ما تقترفه يوميا من جرائم، لم يعد يُستخدم في المحافل الدولية بوصفها «دولة ديمقراطية» كما كانت تروج لنفسها، بل صار في نظر كثير من الشعوب والحركات الحقوقية مرادفا للقمع والاحتلال والعنصرية.
منوها بأن تكريس الاحتلال غير الشرعي وفرض واقع ديمغرافي جديد، لن يؤدي إلا إلى مزيد من الكراهية والعنف، في إشارة واضحة إلى خطر التوسع الاستيطاني وتهويد القدس وتغيير ملامح الأرض المحتلة.
¶ من جانبه قال رئيس مجلس التلاحم القبلي في محافظة الحديدة الشيخ راجحي زليل، إن الموقف اليمني، يُعلى ولا يُعلى عليه، فاليمنيون يقدمون القضية الفلسطينية على قضيتهم أو قضاياهم وهذا ما يميزهم عن بقية الشعوب العربية والإسلامية، فاليمن الدولة العربية الوحيدة التي تتحرك نصرةً للأشقاء الفلسطينيين في زمن يوجد فيه حكام «عرب» متصهينون ومطبعون وخونة.
وشدد على ما لم يتوقف العالم عن الكيل بمكيالين، ويتحرك بجدية لدعم الحل العادل والدائم، فإن الكارثة لن تتوقف عند حدود فلسطين، بل ستمتد إلى استقرار المنطقة بأسرها، ومصداقية النظام الدولي برمّته.
¶ بدوره أشار مدير فرع هيئة شؤون القبائل الشيخ إبراهيم شراعي، الى أن الإجرام الصهيوني الأمريكي بلغ أعلى مستوياته في غزة، لا سيما بعد موت الآلاف جوعًا وعطشًا، وهو ما يجعل البشرية بأكملها شعوبًا وأنظمة ومكونات أمام اختبار حقيقي في سلامة إنسانيتها وإسلامها، أما الأمة العربية فإن اختبارها صعب في إسلامها وإنسانتيها، ونتائج هذا الاختبار سيسجله الله في صحائف الأعمال يوم القيامة وسيسجله التاريخ.
وأفاد بأن الشعب اليمني، أعلن موقفًا متقدمًا رسميًا وشعبيًا في نصرة الشعب الفلسطيني، لن يتراجع عنه ابدًا مهما كلف الأمر ولن يقبل أن يسجله الله في قوائم المتخاذلين والمتفرجين والصامتين عما يجري بحق سكان غزة.
وبارك إعلان القوات المسلحة اليمنية تصعيد عملياتها في المرحلة الرابعة ضد الكيان الصهيوني واستهداف أي سفينة تتعامل مع الاحتلال المجرم الذي يمثل أبشع صور الإجرام في هذا العصر الحديث.
واعتبر العمليات العسكرية البحرية المباركة، أقل واجب لتغيير واقع الحال في غزة، أما البيانات والإدانات فهي لم تنصف مظلوماً ولم تطعم جائعًا ولم تسق عطشانًا.