الأدوية الموسمية تتصدر مبيعات الصيدليات!!


استطلاع/عبدالله الخولاني –
برودة الطقس غير المعهودة التي تشهدها اليمن هذه الأيام دفع الكثير من الأسر لأخذ الحيطة والحذر من نزلات البرد وما يصاحبها من مضاعفات من خلال شراء الأدوية المتعارف عليها بين الناس من المضادات الحيوية وأدوية التحسسات الصدرية وبعض العقاقير وغيرها من الأدوية خاصة المخصصة للأطفال كونهم الأكثر تضررا من موجات البرد القارس .
لكن ارتفاع أسعار الأدوية وتفاوتها من صيدلية لأخرى مشكلة تؤرق الكثير من أرباب الأسر خاصة محدودي الدخل الذين يجدون صعوبة في توفير ثمن الأدوية كونها من الطلبات الطارئة التي لا يوضع حسابها في ميزانية الأسرة خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطن اليمني.
خلافاٍ للفصول الأخرى فإن فصل الشتاء تتكاثر فيه أمراض الجهاز التنفسي مثل الزكام السعال الأنفلونزا وما شابه الأمر الذي يجعل من الاحتياط لهذه الأمراض من خلال توفير العقاقير اللازمة أمرا واجبا وخاصة المضادات الحيوية التي شهدت أسعارها ارتفاعا ملحوظا. ويؤكد محمد الضياني صيدلي عن ارتفاع قليل في أسعار الأدوية وذلك لارتفاع الدولار عالمياٍ. ويضيف أن أسعار الأدوية تختلف في الصيدليات وتتفاوت الأسعار بنسبة تتراوح مابين (20ـ30) %.
مبالغة
يقول الدكتورمحمد الصبري–استشاري باطنية – : بالنسبة لأسعار الأدوية في اليمن فهي مرتفعة وباهظة مقارنة بالدول الأخرى وقد يصل ذلك إلى أكثر من الضعف في بعضها وخاصة الدول المجاورة لذا قد يلجأ بعض المواطنين ممن يعانون من أمراض مزمنة كالسكر والضغط والصرع…الخ إلى شراء أدوية هذه الأمراض من بعض الدول الأخرى .
ويضيف الصبري: بالنسبة لبيع الدواء من قبل الصيدليات الخاصة فهذا يعتمد على جودة تصنيع الدواء التي تختلف باختلاف الشركة المصنعة والدولة التي تم إعداد الدواء بها خاصة وأن هناك نسبة ربح ثابتة تتحصل عليها الصيدلية الخاصة من تسعيرة الدواء المقررة من قبل الشركة والتي توضع على الغلاف لذا للأسف قد يحرص بعض الصيادلة في بعض الصيدليات الخاصة على بيع الدواء الأغلى سعرا لارتفاع نسبة الربح لديه وكذلك رغبة بعض المستهلكين في الدواء المصنع في الدول المتقدمة.
ويشير إلى أن هناك أدوية انخفض سعرها بالفعل لكن ما أن أتى فصل الشتاء حتى زاد سعرها بما لا يقل عن 15 % من سعرها السابق.
وأضاف: إن بعض أدوية المضادات الحيوية شهدت مؤخرٍا ارتفاعٍا في أسعارها وهي التي تعتبر من الأدوية العلاجية المهمة لمختلف أنواع الأمراض سواء العظام أو المفاصل أو القلبية أو الهضمية والتنفسية وغيرها لافتٍا إلى أنه بالرغم من تحرير أسعار الأدوية لتشجيع المنافسة إلا أنه لم يمنع ذلك من احتكار الشركات لبعض الأصناف من الأدوية المهمة لكثير من الأمراض المزمنة ولذلك من الممكن أن نشهد بين الفترة والأخرى ارتفاع صنف أو صنفين.
تكاليف
ويشير إلى أن الأدوية بصفة عامة ضرورية للمريض ولكن هناك أدوية الأمراض المزمنة التي يكون المريض بأمس الحاجة إليها لأنه يعتمد عليها كلية ومنها أدوية السكر والضغط والربو وبالطبع قد يحتاج المريض لبعض الأدوية غير المتوفرة التي تعد رفيقة دربه الصحي وتوجد هذه الأدوية بأسعار تعد مرتفعة خصوصاٍ إذا كان المرض مزمناٍ مقارنة بعلاج يكون غالي السعر أضف إلى ذلك أدوية الكوليسترول والتي تعد غالية الثمن وأقل فترة للعلاج بها تكون مدة سنة وكذلك القلب فلك أن تتخيل كم سيدفع هذا المبتلي بالمرض خاصة إذا كان من ذوي الدخل المحدود و سيكون الأمر مرهقاٍ ومكلفاٍ وقد يحرم من شراء بعض الضروريات لتوفير ثمن الدواء.
عشوائية
ارتفعت أسعار الأدوية بالصيدليات بصورة مضطردة بنسب تراوحت من10 % إلى 20 % وخاصة أدوية الأطفال والربو والسعال فالمواطن دائما هو الضحية فهو من يدفع في الأخير فكثير من أرباب الأسر ابدوا استياءِهم من وجود تفاوت في أسعار الأدوية ما بين صيدلية وأخرى خاصة تلك الأدوية الخاصة بعلاج الأمراض المزمنة مْطالبين الجهات المعنية بضرورة تشديد الرقابة على الصيدليات ورصد فروق الأسعار في ما بينها لنفس الدواء إلى جانب ضبط أسعار مختلف أصناف الأدوية من قبل وكلاء الأدوية وإلزامهم بنسبة الربح المحددة من قبل الهيئة العليا للأدوية والتي تم تحديدها بما لا يتجاوز15 % من ثمن أي مستحضر طبي أي لا تتجاوز 10 % لسعر البيع بالجملة و10 % لسعر البيع للجمهور وضبط ذلك من خلال الرقابة المشددة مع فرض غرامات وعقوبات رادعة لأصحاب الصيدليات وشركات ووكلاء الأدوية الذين لا يلتزمون بتطبيق الأسعار الموحدة فضلاٍ عن إفساح المجال لدخول شركات جديدة للمنافسة بهذا المجال.
الرقابة
وطالب عبدالله الدهيش –موظف حكومي- بضرورة تشديد الرقابة من قبل الجهات المعنية سواء من قبل الهيئة العليا للأدوية أو وزارة الصحة لضبط أسعار الأدوية في مختلف الصيدليات وذلك على اعتبار أن الدواء منتج مثله مثل أي منتج يخضع للرقابة والتفتيش الدوري لافتٍا في هذا السياق إلى أن بعض الصيدليات تبيع دواءٍ معينٍا بسعر وصيدلية أخرى تبيع الدواء نفسه بسعر أغلى من دون أسباب واضحة.
وأكد الدهيش أن أسعار الأدوية في اليمن لا تزال الأعلى بالنسبة لدول مجاورة حيث لا يقل الفرق بين سعر الدواء عن 30 % رغم أن منشأ الدواء نفسه معتبرٍا أن السبب في ذلك يعود لجشع بعض أصحاب شركات ووكلاء الأدوية المحلية ورغبتهم بزيادة أرباحهم على حساب المرضى خاصة أن كثيرٍا من الأدوية التي يتم رفع أسعارها تكون لأمراض مزمنة أو أمراض موسمية ما يعني حاجة الناس لشرائها مطالبٍا بوضع آلية ملزمة للجميع بتنفيذها ويكون هدفها خفض أسعار الأدوية أو على الأقل تحديد أسعارها لفترات طويلة لا تقل عن سنة.
جمعية حماية المستهلك تؤكد أن ما يحدث الآن من ارتفاع في أسعار الأدوية ليس له علاقة بعوامل السوق, وانتقدت ما أسمته بالفوضى وغياب الرقابة حيث قامت معظم شركات الأدوية في بلادنا برفع أسعار منتجاتها حيث شملت الزيادة أكثر معظم الأصناف ولكن اختلفت النسبة التي رفعت بها كل شركة من قيمة منتجاتها كما اختلفت من دواء إلى آخر فتراوحت نسب الزيادة ما بين 10 % و25 % ووصلت في بعض الأصناف إلى 35 %.
منع الاحتكار
من جانبه -سمير الشرعبي – يرى أن أسعار الأدوية باتت تشكل هاجسٍا للكثيرين حيث بات الناس يفاجئون بأن دواءٍ بعينه ارتفع سعره عن المعتاد ومن ذلك أدوية مسكنات الآلام وأدوية الزكام التي زاد سعرها عما كانت عليه في الماضي.
وأضاف: إن كثيراٍ من المضادات الحيوية لا يقل سعرها اليوم عن 1000 ريال رغم أن سعرها في بعض الدول المجاورة لا يزيد على 400 ريال حيث وجدت أن أسعار الدواء لدينا لا تزال غالية مقارنة بدول مجاورة وهذا ما يدفع الكثيرين من المرضى خاصة الذين لديهم أمراض مزمنة ويحتاجون للأدوية لفترات طويلة أو مدى الحياة ويتطلب علاجهم الحصول على الدواء بشكل يومي ودائم لشراء أدويتهم من هذه الدول سواء عن طريق توصية الأصدقاء والمعارف بإحضارها.
وأشار إلى أن السبب في هذا الارتفاع لبعض الأصناف من الأدوية يرجع إلى أن الشركات المستوردة للدواء تقوم برفع سعره نسبة لقيمة الربح الذي يْحققه هذا الدواء أو ذاك ولذلك يجب ألا يتجاوز ربحهم نسبة معينة يحددونها من دون الالتزام بالتسعيرة المحددة للربح من الجهات المعنية أو أنهم يستغلون حاجة الناس لدواء بعينه ويرون أن الطلب في ازدياد عليه فيلجأون إلى رفع ثمنه للاستفادة من زيادة الطلب وتحقيق أرباح إضافية.
استعداد
من جانبها أبدت غالبية الصيدليات في العاصمة صنعاء استعدادها لموسم الشتاء من خلال توفيرها لكميات كثيرة من الأدوية المخصصة لأمراض الشتاء فموجة البرد التي تجتاح عددٍا من محافظات البلاد انعشت حركة الإقبال على الأدوية والصيدليات فمع اشتداد هذه الموجة اندفعت معظم الأسر لشراء حاجياتها من العقاقير الطبية التقليدية المعتادة عند الإصابة بنزلات البرد والزكام التي تقيها من حدة هذه الموجة حيث زادت مبيعات أدوية البرد المحتوية على الفيتامينات المقاومة لنزلات البرد. وأشار عدد من أصحاب الصيدليات إلى أن انخفاض درجات الحرارة أدى إلى زيادة حالات الإصابة بنزلات البرد والكحة واحتقان اللوزتين وهو ما أدى إلى زيادة بيع الأدوية المعالجة للبرد بنسبة تزيد على 40 %.

قد يعجبك ايضا