تضحية الشباب من يقدرها

كتبت / بلقيس الحنش –
* انه هناك يسير بحثا عن كسرة خبز يمشط شوارع صنعاء عله يجد من يعرفه كي يأويه ويعمل لديه انه شاب منتصف العشرينيات هزيل تخاف عليه من أن تأتي رياح وتسير فيه في مهب ريح قاتلة
ينام في الليل ويقول في نفسه ستكون هذه هي الليلة الأخيرة ولن أرى غدا وما إن يأتي صباح يوم آخر وتداعب أشعة الشمس رمشه حتى يبتسم ويقول بدأت رحلة البحث عن قطعة خبز أسد بها جوعي هكذا تمر الأيام والساعات به
سألناه ما الذي يعينه على الحياة ما المهنة التي يتقنها وكيف وصل به الحال لخيمة كانت تأويه ينظر إلى ويحاول جاهدا إخراج شيء من جيبه ويخرج سيجارة ويتردد بإشعالها ترتعش يداه من البرد ثم ينظر الي ويقول: أنا شاب خرج في ثورة 11 فبراير مع الشباب كنت اعمل في قطاع خاص في مجال المحاسبة ولدي قدرة على العمل في الطباعة والسكرتارية فتركت كل شيء خلفي كنت مستعدا لأقدم لهذا الوطن اغلى مالدي وهو دمي كنت ومثل غيري من الشباب مستعدا لتقديم الغالي والنفيس لأجل وطن تعب من الشقاء لأجل الدولة المدنية التي لطالما حلمنا بتأسيسها لأبنائنا كنا مستعدين أن نكون اللبنة الأولى لبناء وطن المواطنة المتساوية كنا مستعدين أن نكون جيل التضحية جيلا يداس علينا كي نرفع ابناءنا ثم يصمت ويتنهد ويقول: كنا مستعدين أن نقدم أي شيء لأجل وطن يتسع للجميع وطن يزدهر بحب أبنائه وطن يعمل الجميع لأجله ولا توجد فيه مناكفات سياسية على حساب تربته وطن يمسح دموعه الى الأبد من أولئك اصحاب المشاريع الضيقة
وها أنا أقف أمامك أرى البقعة التي كانت خيمتي التي أنام فيها ….خيمتي التي كانت وطني وهويتي اتحسر على نفسي صدقني أنا ترعرعت في قرية تكسوها الجبال من كل جانب وتعؤد ابناؤها على الصبر والنضال ترعرعت على المبادئ والعمل لأجل تربتنا الغالية لكني أرى اليوم من يبيع وطنه بحفنة أموال أرى من يقدر دمنا بمبلغ مادي أرى أناسا يتناسون دماء الشباب و من سقطوا في هذا المكان كأن دماءهم كان حلم في غفوة استمرت أربعة اعوام واستيقظنا وادركنا أننا لا نساوي شيئا سوى رقم تلعب عليه الأحزاب والسياسيون حتى الدستور الذي لطالما صبرنا على جوعنا كي يخرج إلى النور مازال في أدراج السياسيين فتقاسموا الثورة والمناصب والزعامات حتى خيمتي آخر ما تبقى لي تقاسموا اقتلاعها بآلاف الريالات فسرقوا مني كل شيء فقط لأني قررت أن أكون ثائرا.
أريد عملا أعز نفسي من الآخرين لا أريد حسنة أو صدقة لا أريد سيجارة وورقة امضغها فما أسهل أن تجد سيجارة وورقة قات يتقاسمها الآخرون معك اريد وطنا يتسعني وهوية تقبلني
ليس هذا الشاب وحده من يعاني فهناك آخرون يجوعون كل يوم يبحثون عن لقمة تسد بها أصوات بطونهم شباب يفترشون الرصيف بالدائري منهم من يمشط شوارع صنعاء عله يجد أملا يقتاد منه وهم يتمسكون بحلمهم ولا يريدون ان يكفروا بتضحيتهم و بدماء أصدقائهم وبمبادئهم وبوطنهم .
الا يحق لهم أن يعيشوا مستورين الحال أمثالنا ألا يحق لهم أن يحلموا بحال أفضل ألا يحق لهم أن يسكنوا في منزل دافئ مثلنا ألا يجب على ألاحزاب السياسية أن ترعى الشباب أجمع سواء من كانوا معها أو ضدها ألا يجب على السياسيين الذين صعدوا على اكتاف هؤلاء الشباب أن يساندوهم بدلا من أن يبعدوا منهم آلاف الأمتار عندما يشاهدونهم صدفة في احد الشوارع وهم يسيرون حفاة وجوعى ¿
الا يجب علينا مد يد العون لهم فهم طاقات قد تساق ضدنا جميعا ¿
كل هذه التساؤلات لا نجد اجابة لها وليس بمقدورنا سوى أن نقدم النداء لرئيس الجمهورية ولرئاسة الوزراء والسياسيين والأحزاب أن هؤلاء الشباب في ذمتهم .

قد يعجبك ايضا