رئيس الجمهورية يطالب المكونات السياسية والاجتماعية بتقديم كل أشكال الدعم والمساندة لإنجاح برامج الحكومة في المرحلة القادمة

لسنا ضيوفاٍ على الوطن وإنما أهله وخدامه ولن ندخر جهداٍ لمعالجة قضاياه وهموم أبنائه
ما آلت إليه الأوضاع في البلاد أمنياٍ واقتصادياٍ لم ولن يرضيني ولا يمكن أن أقبل باستمرارها مهما كلف الأمر

استعادة هيبة الدولة ومكانة اليمن والأمن وتحقيق الاستقرار ومناهضة الفقر تحديات استثنائية أمام الحكومة

أشكر الأشقاء في السعودية ودول الخليج لمساندتهم تطلعات اليمنيين في التغيير الايجابي والالتزام بوحدة واستقرار اليمن

على الحكومة سرعة تشكيل اللجنة الاقتصادية وتنفيذ اتفاق السلم والشراكة بكل بنوده دون انتقائية

المشروع الوطني الكبير جاء ثمرة للحكمة اليمانية والتسوية السياسية ومسؤولية تحقيقه تقع على عاتق الجميع دون استثناء

هناك من يحاول استغلال مشاعر الناس ومعاناتهم لتمرير مشاريعه الصغيرة وأهدافه الأنانية الضيقة

رئيس مجلس الشورى: مؤسسات الدولة ستكون معينة لكم في رسم السياسات وتنفيذها وفقاٍ للمهام الدستورية ومقتضيات الخطة التاريخية

رئيس الوزراء: أولويات الحكومة تتصل بمسار التسوية والانتقال السياسي إلى مرحلة الدولة المدنية الاتحادية

رئيس مجلس النواب: علينا جميعاٍ مسؤولية كبرى من أجل الخروج من الأزمة وتغليب المصالح العليا على ما سواها من المصالح الضيقة

صنعاء/ سبأ
التقى الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية أمس الإخوة رئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي ورئيس الوزراء خالد محفوظ بحاح ورئيس مجلس الشورى عبدالرحمن محمد علي عثمان وأعضاء مجالس النواب والوزراء والشورى في القاعة الكبرى بدار الرئاسة.
جرى خلال اللقاء التنسيق والتشاور فيما يهم أمن واستقرار ووحدة اليمن وكيفية الأداء في مختلف المجالات.
وقد ألقى الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي كلمة استعرض خلالها مجمل تطورات الأوضاع التي تشهدها الساحة الوطنية من مختلف الجوانب .
وقال ” يسرني أن التقي بكم هذا اليوم وأن نواصل العمل سوياٍ وبعزيمة موحدة وإرادة صلبة وقوية من أجل إخراج هذا الوطن العزيز والغالي على قلوبنا جميعاٍ من طوفان المحن والأزمات التي كادت أن تقضي على كل شيء”.
وأضاف الأخ رئيس الجمهورية ” نلتقي اليوم ولدينا ما يجمعنا ويوحدنا أكثر مما يفرقنا بعد تشكيل حكومة الكفاءات التي مرت بمخاض عسير حتى وصلنا إلى هذه التشكيلة التي مثلت خطوة متقدمة في تقديم الكفاءة والنزاهة والشراكة الوطنية الواسعة وضخت دماء جديدة في السلطة التنفيذية وما كان لذلك ان يتحقق لولا تفهم وإيثار أغلب المكونات السياسية التي تجاوزت عملياٍ مرحلة المحاصصة السياسية وإن كان تشكيل هذه الحكومة قد أخذ وقتاٍ طويلاٍ وجهداٍ كبيراٍ لكن تقدير أبناء الشعب وتفاؤلهم وترحيبهم بها يخفف علينا جميعاٍ أي جهد أو تعب أو حتى لوم”.
وتابع ” أطلب من مجلسي النواب والشورى وكل المكونات السياسية والاجتماعية أن يقدموا كل سبل الدعم والمساندة لهذه الحكومة التي تواجه تحديات استثنائية وخطيرة تتمثل باستعادة هيبة الدولة ومكانة الجيش والأمن وتوفير الأمن والاستقرار لكل أبناء شعبنا بالتوازي مع مناهضة الفقر وتعزيز إجراءات النزاهة وإنقاذ البلاد من انهيار اقتصادي يكاد يكون وشيكاٍ.
وحث الأخ الرئيس الحكومة على سرعة تشكيل اللجنة الاقتصادية التي نص عليها اتفاق السلم والشراكة الوطنية وتنفيذ كل بنوده الأخرى .. مطالباٍ كل الأطراف الموقعة على الاتفاق الالتزام بتنفيذ بنوده دون أية انتقائية.
وقال ” نحن لسنا ضيوفاٍ في هذا الوطن وإنما أصحابه وأبناؤه وخدامه وإن هموم المواطنين على كل شبر من هذا الوطن العزيز وفي المهجر هي همومنا ولا ندخر أي جهد من اجل تجاوزها والتغلب عليها وندرك حجم المسؤوليات العظيمة الملقاة على عاتقنا تجاه هذا الشعب الصابر وبالمقابل أيضا فإنه على جميع أبناء الشعب مسؤوليات كبيرة لا يجوز لأحد التنصل عنها أياٍ كان موقعه في الدولة والمجتمع أو مكانه على الأرض اليمنية أو خارجها” .. معتبراٍ هذا اللقاء فرصة للتعبير.
وأضاف ” تجتاح هذا الشعب الصابر اليوم موجة ألم وغضب وربما حالة من الإحباط تجاه ما آلت إليه الأوضاع في البلاد أمنياٍ واقتصادياٍ وسياسياٍ ويعلم الله بأني صادق أشعر بكل هذا الألم مضاعفاٍ وأن هذه التحولات لم ولا ترضيني ولا يمكن أن أقبل باستمرار هذا الوضع مهما كان الأمر”.
وتابع الأخ رئيس الجمهورية قائلاٍ ” تعلمون بأننا اشتركنا جميعاٍ في الحلم الوطني الكبير حلم اليمن الجديد هذا الحلم هو ما عزز إيماني بكم لأنه يخصكم جميعاٍ وأنكم لن تتنازلوا عنه أبداٍ وهذا ما يجعلني أواجه كل الضغوطات والخذلان بمزيد من الصبر والتشبث بخيوط الأمل بأننا جميعاٍ سنصل إلى تحقيقه وبأن هذه الأزمات العميقة أو المفتعلة الحديثة منها أو تلك التي ورثناها جراء عقود من الصراعات السياسية والإهمال والتقصير ما هي إلا صوراٍ من صور مقاومة التغيير لمشروع الدولة المدنية الحديثة دولة المساواة والشراكة والعدالة التي سيكون فيها اليمن للجميع ” .
ومضى الأخ الرئيس ” في ساعات الشدة والشعور بالإحباط يسهل على أي قائد أن يتخذ قرارات انفعالية قد تجعله يبدو بطلاٍ لكن كلفتها ستتجاوز كل الحسابات بل ستمزق خيوط الأمل التي نتشبث بها للوصول لليمن الجديد لكننا دوماٍ كنا نحسب كل خطوة بمقدار تأثيرها وكلفتها على مشروعنا الجامع وعلى نسيجنا الاجتماعي ونظرنا إلى كل ما يجري حولنا في أقطار شقيقة واستفدنا من كل ذلك وحاولنا بالصبر والإيمان أن نسكت طبول الحرب التي تقرع كل يوم وأن نبتعد عن الاستفزازات التي تريد أن تدخلنا في معارك جانبية وتجاوزنا عن اي استهداف شخصي لتفادي أية تحديات تستهدف الشعب وأمنه الاقتصادي والسياسي والأهم أمنه الاجتماعي “.
وأردف قائلاٍ ” كنا ننظر لذلك ليس بحسابات اليوم القصيرة ولكن بحسابات المستقبل فنحن على ظهر سفينة واحدة تتقاذفها العواصف في كل اتجاه وفوق كل هذا فهناك من يحاول خرق هذه السفينة ومهما كانت المبررات لهذا الفعل فإننا إذا لم نمنع كل من يحاول القيام بذلك عن طريق الأخذ بيده ومنعه وليس بإحداث خرق آخر فإننا سنغرق جميعاٍ ونبدأ بتبادل عبارات اللوم بل والتخوين ولكن بعد فوات الأوان”.
واستطرد الأخ رئيس الجمهورية ” أنا واحد منكم واحد من هذا الشعب العظيم يجمعنا حلم واحد ومشروع واحد إلا أنكم كلفتموني في مرحلة تاريخية فاصلة بحماية هذا المشروع وأنا مؤمن أنه ليس مشروعي فقط ولا مشروع حزب أو جماعة لكنه مشروعنا جميعاٍ انطلق كثمرة من ثمار الحكمة اليمنية والتسوية السياسية المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية بعد تضحيات غالية ونضالات متصلة عبرت عنها كل الثورات اليمنية الخالدة واستطعنا جميعا وبجهود كل الخيرين من أبناء الوطن الوصول لمخرجات الحوار الوطني الشامل التي مهما اعتقد البعض بأنه قد رافقها أوجه من القصور أو النقص إلا أن وثيقة الحوار الوطني الشامل هي أفضل وأشمل ما يمكن أن يتوافق عليه اليمنيون في ظل كل هذا التمترس وذلك الإرث الثقيل”.
وأشاد الأخ الرئيس بالجهود الأخوية الصادقة لكل الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز..مؤكداٍ أن هذه الجهود الصادقة من قبل الأشقاء والأصدقاء في المجتمع الدولي كان لها اثر كبير في تحقيق ما تم التوصل اليه.. شاكراٍ لهم مواقفهم الثابتة والدائمة في مساندة حق الشعب اليمني في التغيير والسعي من أجل حياة أفضل والتأكيد الدائم على الالتزام بواحدة وأمن واستقرار اليمن.
وخاطب أبناء الشعب اليمني قائلاٍ ” تحملت معكم وفي أحيان كثيرة نيابة عنكم هذه المسئولية الثقيلة والمرهقة والمعقدة لدرجة لا يمكنني وصفها وأثق مؤمناٍ أنكم تدركون ذلك ولا أنتظر مكافأة ولا تقدير فالله كفيل بذلك إلا أن أكبر مكافأة لي ولكم هو إنجاز هذا المشروع الحلم الذي يجب علينا جميعا أن نبذل في سبيله كل جهد صادق وأن نتحمل من اجله المسئولية سوياٍ ‘ وأن نغادر خانة المهاترات والخلافات إلى خانة الفعل الايجابي والعمل الصادق من اجل اليمن وأتطلع معكم صادقا لأن لا أرى بعد اليوم أية قطرة دم تسيل في صنعاء أو عدن في صعدة أو المهرة فشعبنا يتطلع للبناء والتنمية والعيش الكريم”.
وأضاف ” لقد تعرضنا خلال الفترة الماضية لسيل من الاتهامات والضغوط وتحملت بصبر كل ذلك ليس من أجل بقاء المنصب والسلطة فلا المنصب مغرى ولا السلطة دائمة ولكني والله تحملت ذلك بإيمان من أجلكم ومن اجل حلمكم واعرف بأن هناك الكثير منكم يقومون بذلك بدافع الغيرة على هذا الوطن لكن عليكم أن تدركوا أن هناك من يستثمر هذه المشاعر الصادقة ليمرر المشاريع الصغيرة ويحاول أن يستغل هذه الأوضاع لما يخدم أهدافه ويضعف مركز وموقف الدولة أكثر وأكثر والتي إن انهارت لا قدر الله فلن يكون هناك رابح أبدا وسيكون هناك بالتأكيد خاسر وحيد هو الوطن وحلم أبنائه”.
وتابع الأخ الرئيس ” ولا أخفيكم سراٍ بأن هذه الغيرة وتلك الشجاعة الكبيرة وخاصة بين أبنائي وبناتي الشباب تسعدنا وتشعرنا دائما بحيوية هذا الشعب بل وغالباٍ ما يساعدنا النقد البناء والهادف في تصويت بعض السياسيات وتجاوز بعض القصور وأقول للشباب لا تستعجلوا فأنتم نصف الحاضر وكل المستقبل انتم القادم الأفضل”.
وقال ” لا يمكننا أن ننكر أن الدولة في حالة ضعف فالجميع وعلى مدى عقود اضعف هذه الدولة وهو يعتقد انه ينتصر لنفسه أو حزبه أو قبيلته أو جماعته أيا كانت إلا أننا نؤمن بأننا جميعا قادرين على إعادة بنائها وتقويتها “.. مضيفاٍ ” عليكم أراهن واعتمد وانتم السند بعد الله سبحانه وتعالى فإن تضافرت الجهود بنية صادقة ووطنية حقه فإننا قادرون .
ودعا الأخ الرئيس إلى التطلع للمستقبل والترفع عن الصغائر لاستعادة المشاعر الوطنية الجامعة التي لطالما جمعتنا .. مجدداٍ تأكيده بأننا سنصل وستكون المسافة إلى المستقبل اقصر ولن يمن عليكم أحد لا رئيس ولا برلمان ولا حزب ولا جماعة بأنه هو من حقق المنجزات فالشعب اليمني هو صانع المنجزات وعليه أن لا يستسلم ولنتحمل جميعنا المسؤولية في هذه المرحلة الصعبة لأن في كل محنة فرصة لا تقتنصها إلا الشعوب الحية والشعب اليمني أهلا لذلك.
وخاطب الأخ رئيس الجمهورية قادة وأعضاء المكونات السياسية والاجتماعية قائلاٍ ” يمكننا أن نظل هكذا نتبادل المهاترات ونحسن انتقاء الكلمات ونظل ندور حول أنفسنا إلى ما لا نهاية ولن يخرجنا هذا السلوك مما نحن فيه من تشظى واحتراب إعلامي وأحياناٍ للأسف عسكري بل سيزيد الأمر سوءاٍ فدعونا نتوقف وننظر ماذا قدمنا لشعبنا غير الخلاف والتفنن فيه ¿ هل يكفي الاتهام والصراخ وتبرير ساحة الذات وكيل التهم للآخرين لإعفائنا من المسؤولية ¿ بالتأكيد لا إذا دعونا نرفض ذلك وننحاز فقط للمشروع الوطني الكبير وأن نحاصر جميعاٍ كل المشاريع الضيقة والمتخلفة وندمج ما يصلح منها في المشروع الوطني الجمعي بذلك فقط سنصل وسيكون احتفالنا باليمن الجديد أقوى وأعظم وسنكون قد أهدينا للأجيال القادمة وطناٍ موحدا ومزدهرا لا وطناٍ ممزقاٍ”.
وأضاف ” نحن جميعا اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما خيار استعادة وبناء الدولة على أسس حديثة ومتينة والانطلاق نحو اليمن الاتحادي الجديد أو الاستسلام والإسهام بشكل مباشر وغير مباشر في إضعاف الدولة ومؤسساتها لصالح الفوضى والعنف والتمترس خلف يافطات حزبية أو مناطقية أو طائفية أو غيرها لذلك دعونا ندعم هذه الحكومة الجديدة التي تحمل لنا الكثير من الأمل والتفاؤل وأن نركز على تهيئة الظروف الملائمة للاستفتاء على الدستور وإجراء الانتخابات وبناء اليمن الاتحادي الجديد على أساس مخرجات الحوار الوطني”.
واختتم الأخ الرئيس كلمته بالقول ” يا ممثلي الشعب والأمناء على مصالحة وحقه في الحياة الكريمة والآمنة لا تخذلوا شعبكم الذي يراهن عليكم وعلى حكمتكم لنترفع جميعاٍ عن كل خلافاتنا من اجل مستقبل أبنائنا فلا تفرطوا في وطنكم من اجل أية يافطة مهما بدت أنها عنوان لكم فلا عنوان يليق بنا إلا اليمن الواحد الآمن المزدهر” .. مجدداٍ الوعد والعهد لكل مواطن ومواطنة بالمضي قدماٍ معهم وبهم من أجل إنجاز هذه الأمانة التي تحملها .. مؤكداٍ أننا كلما أتحدنا حول مشروع اليمن الجديد ستنهزم كل المشاريع الصغيرة وستموت لا محالة.
بعد ذلك ألقى رئيس مجلس النواب الأخ يحيى علي الراعي كلمة أكد فيها على أهمية توحيد الصف والعمل من اجل إخراج اليمن من دوامة الأزمات والخلافات إلى بر الأمان.
وأشار إلى أهمية العمل والتخطيط المشترك من اجل برامج التنمية والكف عن المناكفات والنفاق وما يفرق الصف الوطني.. مؤكداٍ أن على الجميع مسئولية وطنية كبيرة تجاه مصلحة الشعب العليا الذي يعاني معاناة كبيرة في ظروفه الاقتصادية وأوضاعه الأمنية .
وقال رئيس مجلس النواب ” إننا بحاجة إلى جهود استثنائية من أجل استعادة الثقة وهيبة الدولة وفرض الأمن والاستقرار في كافة ربوع الوطن , وأن الثلاث السنوات الماضية قد تركت أثرا بالغا على مختلف المسارات الأمنية والسياسية والاقتصادية وهو الأمر الذي تأثر فيه أبناء الشعب بكل شؤونه بصورة سلبية أدت إلى تداعيات اجتماعية واقتصادية ونفسية”.
وأضاف ” إن علينا مسؤولية وطنية كبرى من اجل الخروج من الأزمة وتغليب مصلحة الوطن العليا على ما عداها من المصالح الضيقة والأنانية”
واستعرض الأخ يحي الراعي المهام التي يقوم بها مجلس النواب في هذه الأثناء من اجل تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وتنفيذ اتفاقية السلم والشراكة بصورة صادقة بدون مواربة أو تسويف.. داعياٍ الجميع إلى الوقوف بجانب الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي لاستكمال ما تبقى من استحقاقات المرحلة الانتقالية.
من جانبه عبر رئيس مجلس الوزراء الأخ خالد محفوظ بحاح عن بالغ الاهتمام بالغايات الوطنية العليا لهذا الاجتماع الذي ينعقد برئاسة الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي وبمشاركة نخبة من السياسيين والقادة والبرلمانيين الذين يتشاركون المسئولية الوطنية في ظرفُ دقيقُ وحساس ويتطلعون ومعهم الشعب اليمني إلى ما ستنجزه الحكومة الجديدة وهي تنوء بحملُ ثقيلُ وتتصدى لمسئوليةُ غاية في الصعوبة ويتعين عليها تجاوز تحديات كبيرة خلفتها المرحلة الماضية التي عاشتها البلاد مثقلة بأزمات مركبة ومعقدة.
وقال “لقد اجتمعت الحكومة بالأمس وشرعت في مناقشة برنامجها للمرحلة المقبلة واستقرت على الأولويات الملحة لتركيز الحكومة واهتمامها خلال المرحلة القادمة وهي أولويات ذات طبيعةُ سياسيةُ واقتصاديةُ وأمنية وتتصل بالنقاط الجوهرية التي تتحكم بمسار التسوية والانتقال السياسي إلى مرحلة الدولة المدنية الاتحادية” .
وأكد رئيس الوزراء أنه لا شيء أشد إلحاحاٍ اليوم من المضي في تنفيذ المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة الذي يمثل تنفيذ بنوده الرهان الأكبر ليس على الحكومة فقط بل على الأطراف السياسية الموقعة عليه أيضا وبالأخص تلك التي ينتظر منها تنفيذ الالتزامات والاستحقاقات المتصلة بها في هذا الاتفاق.
وقال” تكمن أهمية هذا الاتفاق بأنه يهيئ الأرضية السياسية والأمنية اللازمة لقيام الحكومة بدورها وتأكيداٍ لحضور الدولة في قلب المشهد الوطني المضطرب مْعززةٍ الثقة لدى الجميع بحاضر وطنهم ومستقبله”.
وأشار إلى أن الحكومة الجديدة تسلمت مهامها في ظرفُ استثنائيُ وحساس ما يفرض عليها أعباء إضافية تتصل بتهيئة الأرضية الوطنية وترميم التصدعات الهائلة التي خلفتها أحداث السنوات الماضية وتأمين مناخ من الثقة بالوطن وبالدولة وبقدرة هذا الشعب على تجاوز التحديات.
وقال بحاح ” إن مهامْ الحكومة ليست بالهينة ما يفرض تضافر جهود جميع الأطراف وتأمين دعم حقيقي لها من كافة المكونات السياسية باعتبارها حكومة الوطن والاستحقاقات الوطنية الاستثنائية ومن المهم تعزيز هذه القناعة بهوية الحكومة وبطبيعة دورها إذ لا يوجد في هذه المرحلة الاستثنائية طرفان بل طرف واحد هدفه إنقاذ الدولة” آملا أن يكونِ هذا هدفْ الجميع داخل هذه القاعة وخارجها.
ولفت إلى أن الحكومة ستركز على القضايا الجوهرية المتصلة باستحقاقات الانتقال السياسي وفي مقدمتها إنجاز الإجراءات المتصلة بإقرار الدستور الجديد وتقديم الدعم اللازم للانتهاء من إنجاز السجل الانتخابي الإليكتروني ومن ثم إجراء الانتخابات.
وقال رئيس مجلس الوزراء ” وبإنجاز هذه الإجراءات يكون الوطن قد تجاوز المرحلة الانتقالية وانتقل إلى مرحلةُ جديدةُ تتأسس على دستور جديد وتْفرد فيها الانتخابات قوى سياسية تتشكل منها السلطة والمعارضة”.. مجددا الشكر لرئيس الجمهورية والحاضرين سائلا الله تحقيق ما يصبو إليه الشعب في ظل أمةُ متماسكة ومتضامنة.
فيما أكد رئيس مجلس الشورى الأخ عبد الرحمن محمد علي عثمان في كلمته على إن انعقادِ هذا الاجتماع برعاية الأخ الرئيس بين قيادات مؤسسات الدولة والهيئات الدستورية التي تنضوي تحت ظلها الأطيافْ السياسية المختلفة يْجدد السير المشترك لهذه المؤسسات صوب تحقيق الشراكة الوطنية لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني واتفاق 21 سبتمبر.
منوهاٍ بما قدمِهْ مجلس الشورى من تصوراتُ ومقترحات لمعالجة الوضع الراهن. وما أصدِرِ من دعواتُ إلى تطبيق مرجعيات المرحلة والتزام الجميع بتنفيذها.
وقال: إن المجلس لم يدخر رأياٍ أو جهداٍ يخدمْ الصالحِ العام ويصون كرامةِ المواطنين اليمنيين ويحفظْ هيبةِ الدولة.
وأضاف: ثقوا أيها الأخ الرئيس في أن مؤسسات الدولة جهاتَ مْعينة لكم لدى رسم وتنفيذ السياسات العامة وفق المهام الدستورية ومقتضيات اللحظة التاريخية.
وأعرب عن تمنياته لرئيس وأعضاء الحكومة الجديدة بالتوفيق حتى يمضوا بأناةُ وتبصرُ يْعينهم على مواجهة التحديات التي حددها الاتفاقْ السياسي الأخير وسيتضمنها برنامجهم القادم.
وشدد في ختام كلمته على ضرورة عدم تجاوز التزمين المحدد للمهام والمتطلبات الراهنة حرصاٍ على المصلحة الوطنية وخدمةٍ للمواطنين.
حضر اللقاء مدير مكتب رئاسة الجمهورية الدكتور احمد عوض بن مبارك وأمين عام رئاسة الجمهورية الدكتور منصور البطاني.

قد يعجبك ايضا