أحمد ناصر مهدي
لا أدري كيف يمكن لرياضتنا أن تتطور وتمضي بخطوات أكثر إيجابية بمختلف الألعاب في الوقت الذي تظل الفكرة بأنها مضيعة للوقت والجهد دون أي اهتمام حقيقي يمنح شبابنا رؤى المنافسة والبحث عن الإبداع.
اصابتني الحسرة وتساءلت إلى متى¿ وأنا أقرأ خبر سفر نادي الهلال السعودي لمدينة سيدني الاسترالية لمباراة الذهاب في طائرة خاصة كلفت خزينة النادي ما يقارب مليون ونصف دولار في الوقت الذي لا تجد فيه أنديتنا ومنتخباتنا من الدعم والاهتمام ما يجعلها قادرة على الاستمرارية بعين التفاؤل فحسب.
للنظر كمثال لدعم اتحاد الكرة والذي يعد الأكثر من بين الاتحادات لتسيير أنشطته السنوية من الدرجة الأولى والثانية والثالثة بالإضافة إلى إعداد المنتخبات الوطنية داخليا وخارجيا والذي لا يتجاوز الـ200 مليون ريال وهو المبلغ الذي بالكاد يصل لنصف قيمة تذاكر سفر الفريق الهلالي ومع هذا وذاك يطلب منا بين الحين والآخر بضرورة أن نقف ندا أمام الآخرين ونحقق ما هو أشبه بالمستحيل بداعي الحماس والعامل النفسي والوطنية وغيرها من الشعارات.
لنتأمل إلى استعدادات المنتخبات المنافسة وما الذي هيأته لها حكوماتهم من أجل أن تكون قادرة على إثبات الذات في مقارنة ظالمة مع وضع منتخباتنا وأجهزتنا الفنية وبحثا عن إيجاد فرصة حقيقية ومتكافئة كي يثبت فيها شبابنا وجودهم بغض النظر عن سلاحنا الأوفر حظا والمسمى “الحماس والروح” في ظل اسطوانة مشروخة لن تتغير تسمى “ضعف الإمكانيات” وحينها نعرف فعلا أن ليس كل شيء يمكن أن يتحقق بالأماني¿!!
لا نستبق الأعذار والمبررات لأي نتيجة سلبية لا سمح الله لمنتخبنا في البطولة الخليجية القادمة ولكن نطالب بتحكيم العقل وللنظر للمعطيات والعوامل التي من خلالها الواقع بإنصاف لتصبح دعواتنا الفعلية والجادة بضرورة النظر بأكثر إيجابية لواقع الشباب والرياضيين و الذين أمسوا ضحية لأبسط المغريات يتساقطون كالورود الذابلة هنا وهناك ولا ذنب لهم سوى أنهم لا يقدرون الشباب ولا يفهم ماذا تعني رياضة!!¿¿.
نحن بحاجة إلى توجه حقيقي لرعاية الشباب من الجميع بما فيها قيادات البلد وأصحاب القرار لجعل الشباب في منأى من كل هذه المخاطر والمغريات لبناء وطن وإشراكهم مع المجتمع وصقل مواهبهم بما في ذلك الرياضة بمختلف الألعاب الفردية والجماعية بدلا من حمل السلاح بحثا عن الموت والقتل والدم ولكن من يعي ذلك ويسعى أن يكون واقعا ملموسا.
يقال على قدر البذل (البذر) يكون العطاء (الحصاد) و بعيدا عن الأمنيات .. وعن دعوات الوالدين …وعوامل الحماس ولهيب الوطنية التي لا تجدي في كل الحالات نؤكد أن شبابنا زهور الحاضر وثمار المستقبل وبهم نبني حاضرنا ونصنع مستقبلنا فهم العنوان الأصدق والأبرز لغدنا ..الذي يحتاج إلى اهتمام حقيقي وجاد بالشباب ورياضتهم.
ختاما .. هي الأمنيات بالتوفيق من تسبقنا لمنتخبنا الوطني في مشاركته السابعة في بطولات الخليج وإعادة الابتسامة لوجه الوطن الشاحب مثمنين كل الجهود المبذولة رغم شحة الامكانيات (كالعادة) على أمل أن يكون القادم أفضل .. نعم أفضل من يدري¿¿!!.