لعبة الاعترافات المتأخرة وأسلحة الدمار

طاهر محمد الجنيد

 

 

بين تحقيق حلم التربع على حكم الشرق الأوسط الجديد الذي يسعى اليه صهاينة (العرب والغرب) وتدمير إيران، فخطة (الحارس الجديد) بعد أن تمت السيطرة على الأنظمة المتحكمة بالشعوب العربية والإسلامية من خلال العملاء والخونة الذين تم تنصيبهم على حين غفلة من الشعوب، حيث كانت الأنظمة العسكرية والاستبدادية هي حصان طروادة حتى وإن اختلفت التسميات أو الألقاب، فالمضمون واحد.
كيان الإحلال أجّل المواجهة مع إيران من بعد سقوط الشاه، حتى يتمكن من تأمين سيطرته على الأنظمة المحيطة به، والآن تهيأت له الفرصة بوجود سلسلة من الصهاينة المتربعين على السلطة خاصة أمريكا (ترامب)؛ وبريطانيا (ستارمر)؛ وألمانيا وفرنسا وغيرهم ممن يعتبرون قادة الحملات الصليبية الصهيونية الجديدة.
الوكالة الدولية للطاقة الذرية نشأت خاصة للنادي المسيحي لتأمين توفير القدرات النووية عام 1958م وتحولت إلى إطار عام، بعد انضمام اليابان إليها عام 1972م ومع ذلك فأعضاؤها عشرون كلهم من الداعمين للإجرام الصهيوني الصليبي.
الوكالة من أبرز مهامها توفير القدرات النووية لأعضائها وتركيا بحكم أنها عضو في الناتو لكن غير مسموح لها بتصنيع الأسلحة بموجب اتفاقيه الاستسلام (لوزان) فما بالك بامتلاك الأسلحة النووية؛ لكنها في المقابل تحارب وتعمل على منع دول العالمين العربي والإسلامي من امتلاك القدرات النووية، حتى يمكن استكمال مشاريع السيطرة واستغلال تركة الرجل المريض في العالمين العربي والإسلامي بعد تدمير الإمبراطورية العثمانية التي أصبحت من الماضي الذي لا يريد عودته (نتن ياهو) حسب تصريحه الأخير.
باكستان بنت قدراتها النووية باستخدام السرية التامة واستغلال الظروف الدولية، لأنها كانت خط المواجهة الأول أمام المد الشيوعي الذي وصل إلى أفغانستان وأيضا لمواجهة الهند التي كانت تتزعم منظومة دول عدم الانحياز قبل أن يدعم التحالف الصهيوني الصليبي الأحزاب الهندوسية المتطرفة ويسلمها الحكم ويدخل معا في شراكة لارتكاب جرائم الإبادة والتطهير العرقي وجرائم الحرب؛ الهندوس في جامو وكشمير واليهود في فلسطين وغزة وغيرها من أقطار الأمتين العربية والإسلامية.
الوكالة تعمل تحت مظلة الأمم المتحدة ومجلس الأمن كإطار عالمي معترف به، لكن الحقيقة أنها لا تساوي شيئا ما لم تلب رغبات نظام الإجرام والإرهاب العالمي الجديد الذي تقوده أمريكا ودول الثعالب الأوروبية وإسرائيل.
كلفت الوكالة بالتفيش على العراق ورفعت تقارير تؤكد عدم امتلاكه لأسلحة دمار شامل وأسلحة نووية وهي تقارير أعدها جواسيس المخابرات الغربية الذين تم إرسالهم تحت غطاء الوكالة الدولية، وهو ما شجع التحالف على غزو العراق وتدميره ولو علموا انه يمتلك أسلحة دمار أو نووي، لما استحلوا أرضه بالغزو، في مخالفة لمواثيق الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
شريك الإجرام الأساسي رئيس الوزراء البريطاني (طوني بلير) خرج علنا ليعترف أمام العالم أنه تم احتلال العراق وتدميره بناءً على معلومات كاذبة؛ هو كان يعلم أنها كاذبة لكنه أراد تدمير العراق الذي أهان الإمبراطورية التي غابت عنها الشمس؛ أما ترامب فرغم تألمه على سقوط النظام العراقي وعدم جدوى الاستعانة بالشبكات الإرهابية التي تم تمويلها كبدائل للسيطرة على الأنظمة والشعوب، إلا أنه إلى الآن لم يعترف رسميا بخطأ جريمة احتلال العراق، لأن ذلك يستتبع التعويض وهو ما لا يريده ساسة أمريكا، لأنهم يفرضون التعويضات إن كانت لصالحهم فقط.
كانت قد تمت الاستفادة منها(الشبكات) ومن قانون التعويض الذي لم يصدره عن أحداث سبتمبر من خلال التهديد بفرضه، لكن زيارته الأخيرة التي حصل بها على ما يزيد عن أكثر من خمسة تريليونات دولار، أكدت جدوى الاستعانة بها والاستفادة منها.
الوكالة الدولية اتخذت الأسلوب ذاته مع ايران، فقبل العدوان صرح رئيسها أن ايران لم تلتزم بالبروتوكولات معها؛ وبعد العدوان بيوم واحد صرح أن ايران ليس لها أي نشاط مشبوه ولا تسعى لامتلاك برنامج نووي؛ وهو ذاته الأسلوب الذي يمارسه ساسة الغرب في التعامل مع الرأي العام العالمي .
ترامب خالف تقارير الوكالة الدولية وتقارير وكالة الاستخبارات الأمريكية وأرسل الطائرات لدعم العدوان الصهيوني على المنشآت النووية الإيرانية، وأما (نتنياهو) فقد أعطى نفسه وكيانه حق الاعتداء على ايران وتدمير برنامجها النووي وبرنامج الصواريخ والعالم يعلم أن الكيان مارق عن العدالة الإنسانية والشرعية الدولية .
ميثاق الأمم المتحدة يمنع الاعتداء على أي دولة من أعضاء الأمم المتحدة ويجيز للدولة المعتدى عليها ممارسة حق الدفاع الشرعي إن تعرضت للعدوان بكل الوسائل والسبل لكن صهاينة العرب والغرب يرون الاعتداء على إيران واجباً ودفاعها عن سيادتها إجراماً.
الناطق باسم الوكالة الدولية حينما سئل عن الفرق بين السماح لكيان الاحتلال وأمريكا بالاعتداء على ايران بدعوى انها تسعى لامتلاك أسلحة نووية ولا تتم معاقبة الإجرام الصهيوني؟، قال: نعم إسرائيل تمتلك أسلحة نووية لكنها لم تهدد باستخدامها أو تستعملها؛ ونسي أن الإجرام الصهيوني منذ أن تم غرسه في فلسطين وهو يرتكب جميع الجرائم ؛جرام الحرب والإبادة والجرائم ضد الإنسانية والتهجير القسري احتل الأراضي العربية واستولى على جميع الأراضي المجاورة لفلسطين وانتهك سيادة جميع الدول العربية من المحيط إلى الخليج؛ ومارس الاغتيالات لكل من يعارضون إجرامه في كل تلك البلدان وغيرها ولم يعاقبه احد؛ ما قاله مدير الوكالة يؤكد انه لا يختلف عن بقية ساسة الغرب أو صهاينتهم، نزع منهم الحياء وأصبحوا يكذبون علنا.
العراق تم إصدار لائحة عقوبات ضده لم يشهد لها التاريخ مثيلاً بسبب تلك المزاعم الكاذبة واليمن مكن النظام السابق للاستخبارات الأمريكية وغيرها من الدخول إلى الأسواق اليمنية وشراء الأسلحة وتدميرها واستعانوا بصهاينة العرب لشن العدوان عليه وإدخاله تحت البند السابع وهو لا يمتلك أسلحة دمار شامل ولا نووي والغريب ان يتحدث سفير أمريكا لدى الكيان الإجرامي انه يريد الاستعانة بطائرات 52 لشن غارات على اليمن، لأن اليمن تساند الأشقاء في ارض فلسطين وتريد إيقاف جرائم الإبادة والتهجير القسري ضدهم.
الشرق الأوسط الجديد الذي يريده صهاينة (العرب والغرب) يعتمد على تنصيب الحارس الجديد وضمان تفوقه النوعي والكمي والكيفي للكيان الإجرامي من خلال الإجهاز على الأنظمة المتصهينة والمطبعة من الداخل بتفكيك القوى الفاعلة بالتعاون مع المخابرات الغربية وتعديل المناهج، والسيطرة الاقتصادية للرأسمال اليهودي وفرض المعاملات الربوية، وهو ما يعني تكرار النماذج الأوروبية في سيطرة اليهود، كما كتب عنه المؤلف المسرحي العالمي شكسبير في مسرحيات (المرابي وتاجر البندقية).
أما دول محور المقاومة أو الممانعة فسيتم استهدافها بواسطة الحصار الاقتصادي والتكنولوجي والعسكري وشن الحروب والهجمات الإجرامية واستهداف المنشآت الحيوية، وهو ما يتم العمل عليه الآن في استهداف إيران واليمن ولبنان وسوريا حتى بعد إسقاط النظام وتنصيب آخر يوالي التحالف الصهيوني الصليبي، وهو ما يعبر عنه صراحة مسؤولوه، مع أن ذلك يتنافى مع الايديولوجية الإجرامية الصهيونية التي تسعى إلى السيطرة على الأمة العربية وإقامة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات أو ما يسمونه (ممرداوود).
كيان الاحتلال ومن خلال تصريحات مجرم الحرب والمطلوب للعدالة الدولية “نتن ياهو” سيذهب لاستمداد الدعم من أمريكا وقد طوَّر خطابه إلى ضمان تكرار العدوان على إيران، ولن يكتفي بتدمير البرنامج النووي، بل إنه يريد تدمير القدرات الصاروخية التي أثبتت فعاليتها في دك حصون المجرمين وقضت مضاجعهم وهو ما جعله يصيح في اجتماعاته “لقد خدعونا وورطونا مع إيران” أما الناطق باسم كيان الاحتلال (أيدي كوهين) فقد غرد “إسرائيل تحارب من أجل حماية مقدسات السنة والجماعة”، وهذا امر يتجاوز السفاهة إلى البلادة والنذالة.
الإعلام الغربي لايزال معظمه يساند الإجرام وجرائم الإبادة ولا أعجب من سؤال مذيعة غربية لوزير الخارجية الباكستانية “أنتم متهمون بالإرهاب” فأجابها كنا نقوم بالأعمال القذرة نيابة عن الغرب ولحسابه وليس لنا أي صلة وهنا انقطع الاتصال وسكتت المذيعة ولم تكتمل المقابلة.

قد يعجبك ايضا