منظمة التحرير ترفض اقتراح بيلين حل السلطة الفلسطينية

¡¡رام الله/ القدس المحتلة/وكالات –
رفضت منظمة التحرير الفلسطينية امس¡ اقتراح يوسي بيلين الوزير الإسرائيلي السابق وأحد مهندسي اتفاق أوسلو¡ حل السلطة الفلسطينية وتسليمها بالكامل للجانب الإسرائيلي. وقال عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة واصل أبو يوسف “إن حل السلطة في الوقت الراهن غير وارد ودعوة بيلين مرفوضة تماما◌ٍ”¡ واضاف “إن السلطة الفلسطينية جاءت بفعل نضالات الشعب الفلسطيني وكفاحاته ولا يحق لأي فلسطيني ولا غيره بحل السلطة”¡ مشددا على أن دور السلطة هو مرحلة انتقالية لمرحلة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وكان بيلين قال في حديث لـ”صوت فلسطين” امس “إن حل السلطة أمر لا مفر منه باعتباره الطريق الوحيد الكفيل بإحداث هزة في الوضع والضغط على كافة الأطراف للالتفات للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي”.
وشدد على أن حل السلطة لن يقود إلى عودة المنطقة لدوامة العنف وإنما استمرار الوضع الراهن القابل للانفجار والفوضى¡ ولذلك يجب ألا يستمر¡ معتبرا◌ٍ ان حل السلطة الفلسطينية سيفرض على اسرائيل عبئا كبيرا جدا¡ اذ سوف تعود لانفاق الأموال مرة اخرى لتوظيف الناس في المجالات المختلفة¡ وهذا سيؤدي الى جدل كبير داخل المجتمع الاسرائيلي حول مستقبل الأراضي الفلسطينية¡ الأمر الذي لم يحدث منذ سنوات.
واعرب بيلين عن خشيته من ان رسالة الرئيس الفلسطيني محمود عباس المقرر ان تسلم لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الاسبوع المقبل قد تكون مجرد تكرار لتحليل الوضع القائم من جهة لا يلتزم فيها نتنياهو لتحرره من اي ضغط يجبره على قبول المطالب الفلسطينية”¡ واضاف ردا على سؤال “لا اعتقد ان الجانب الاميركي هو الطرف الوحيد القادر على الضغط على اسرائيل¡ فالضغط المحلي وحل السلطة الفلسطينية خطوة غاية في الاهمية ولا علاقة لذلك بالاميركيين”.
واعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صالح رافت دعوة بيلين الى حل السلطة الفلسطينية انما دعوة للسيطرة على الضفة الغربية وزيادة الاستيطان فيها¡ وقال في تصريح لـ”صوت فلسطين”: “إن إسرائيل تريد إقامة الدولة الفلسطينية على قطاع غزة فقط عبر الضغط على مصر لتوسيع القطاع باتجاه سيناء”. واضاف “ان القيادة الفلسطينية لا تزال تؤمن بحل الدولتين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف¡ والرد على هكذا دعوات وايضا على صلف نتنياهو هو بتعزيز صمود الشعب الفلسطيني والاستمرار في مقاومة الاستيطان عبر المقاومة السلمية الشعبية”.
على صعيد آخر¡ قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقال نشر امس حول بدايات الهجرة اليهودية الى اسرائيل “إن الحركة الصهيونية كانت تطلب الدعم المالي والسياسي من يهود البلاد العربية ولم تكن تريد هجرتهم إلى الأراضي الفلسطينية لأنها كانت تطمح إلى بناء دولة يهودية ذات طابع غربي”. واشار عباس تحديدا الى يهود العراق الذين أجبروا على ترك بلادهم قائلا “إنهم تركوا العراق كيهود وعاشوا في إسرائيل كعراقيين”.
واقتبس عباس في المقال الذي قالت “رويترز” انها حصلت على نسخة منه¡ عن الشاعر اليهودي من اصل عراقي ابراهام عوبديا نفيه الرواية الاسرائيلية حول دوافع هجرة اليهود العراقيين الى فلسطين قبل وبعد عام 1948¡ وقوله “لم يكن هناك أي دافع صهيوني او عقدي وراء الهجرة الى فلسطين¡ بل إن الهجرة إليها كانت قهرية وقسرية استهدفت اقتلاعه من جذوره رغم انفه ذلك حال كل اليهود الذين نقلوا من العراق الى فلسطين نتيجة تواطؤ ثلاثي صهيوني بريطاني عراقي”.
ولم يتضح السبب وراء كتابة الرئيس الفلسطيني هذا المقال الذي قال فيه “لم تكن الحركة الصهيونية تريد هجرة يهود البلاد العربية الى فلسطينº لأنها كانت تطمح ان تبني دولة يهودية اشكنازية ذات طابع غربي او اوروبي الا أنها كانت تطالبهم فقط بالدعم السياسي المالي والاعلامي”¡ واضاف “ومن هنا كان شعار الحركة الصهيونية لا نريد ذهب اميركا فقط وانما نريد ذهب المغرب والعراق لنبني دولة صهيون”. الا ان الأمر اختلف بعد قيام الدولة واحتلال قوات الجيش الاسرائيلي لمساحات شاسعة اكثر مما اقره قرار التقسيم عام 1948 والمعروف بـ”ذكرى النكبة”¡ والخيبة التي اصابت الصهيونية في عدم وصول اعداد كبيرة من يهود اوروبا الى اسرائيل بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.
وأوضح عباس “ان الحركة الصهيونية لجأت الى العنف والتآمر مع بعض السلطات المحلية والقوى الأجنبية التي كانت في ذلك الوقت تتحكم بمقاليد البلاد¡ وكانت صاحبة مصلحة سياسية في تهجير الجاليات اليهودية من الدول العربية لبناء الدولة اليهودية بإمدادها بالقوى البشرية اللازمة بالتزامن مع تهجير عرب فلسطين من بلادهم”. واختتم عباس مقاله بالقول “بعد نصف قرن هل تغير شعور اليهود العراقيين وهل تغيرت اوضاعهم وهل تغيرت النظرة اليهم¿.. لا نعتقد”.

قد يعجبك ايضا