الرياضي سواء أكان لاعبا أو حكما أو مدربا أو إعلاميا…الخ تسلط عليه الأضواء، ويكون محل اهتمام المنظومة الرياضية، فقط عندما يكون ممارسا وفي كامل صحته.
ما إن يترك أي منهم الممارسة الفعلية، أي يعتزل، فسرعان ما ينساه الجميع، أما إذا أصيب لا قدر الله بمرض، فلا يرى أحدا إلى جواره، مما يضاعف معاناته.
في الأسبوع الماضي خطف وزير النقل والاشغال العامة الأستاذ التربوي الرياضي محمد عياش قحيم، من خلال تلمسه لهموم الثلاثي الإعلامي الرياضي المخضرم الأستاذ مصطفى بدير، والكابتن الكبير عبده راشد النجم الكروي لأندية الحديدة في عصرها الذهبي، والكابتن عبد الله صادق لاعب نادي شباب الجيل ومنتخب الحديدة في كرة اليد، حيث حرص على الزيارة وتقديم الدعم، خاصة فيما يتعلق بالعلاج والعلميات الجراحية.
لم يفاجئني الاتصال الهاتفي من الوزير الإنسان صاحب القلب الطيب محمد قحيم، وسؤاله عن صحة الكابتن عبد الله صادق وماذا يحتاج؟ فمواقفه السابقة مع حالات، تشهد له، فجزاه الله عنهم خير.
الأمر ذاته لمحافظ محافظة الحديدة اللواء عبدالله عطيفي، الذي رافق الوزير في زياراته وتقديم الدعم، بحضور مدير مكتب الشباب والرياضة الكابتن عماد البرعي، ونتمنى استمرار ذلك مع حالات قد لا يسلط الضوء عليها من قبل الإعلام.
الحاج عبد الجليل ثابت رئيس نادي شباب الجيل، رجل المواقف الإنسانية، أرسل أ. علي باري جرب مدير مديرية الحوك المشرف الثقافي بالنادي ، ا.د خالد البرعي عميد كلية التربية الرياضية بجامعة الحديدة المشرف الرياضي بالنادي، أ. عبد الله عطاء مدير النادي لزيارة الكابتن عبد الله صادق الذي يرقد في العناية المركزة بمستشفى الثورة بالحديدة، والمساهمة في العملية فور وصول التقارير الطبية والمالية.
مع تكرر الأمر، يبرز التساؤل المهم : من المسؤول عن إعانة الرياضيين المرضى؟
ومن وجهة نظري فإن الجهات المسؤولة مباشرة عن إعانة الرياضيين المرضى، تأتي وزارة الشباب والرياضة في المقدمة كونها الجهة الحكومية المعنية رسميًا برعاية الرياضيين، وينبغي أن يكون لديها صندوق خاص لدعم الرياضيين المرضى، سواء بعلاجهم داخل اليمن أو إيفادهم للعلاج في الخارج. اللجنة الأولمبية اليمنية تأتي في المرتبة الثانية، حيث تتحمل مسؤولية إنسانية وأخلاقية تجاه الرياضيين، خاصة ممن رفعوا اسم اليمن في المحافل الرياضية. الأندية الرياضية تأتي في المرتبة الثالثة، فبعض الأندية لها ميزانيات جيدة، وهي ملزمة قانونيًا وأخلاقيًا بدعم لاعبيها المرضى، خصوصًا من خدموا النادي لسنوات طويلة.
في المرتبة الرابعة تحل الاتحادات الرياضية، والتي يقع على عاتقها تخصيص جزء من مواردها لدعم الحالات الصحية الطارئة للرياضيين، أو على الأقل التنسيق مع الوزارة واللجنة الأولمبية.
اذا غاب دور هذا الرباعي، فأين يذهب الرياضي؟! وقد قدم شبابه وكل جهده لخدمة بلده رياضيا، هل يتحول إلى متسول، خاصة عندما تكون ظروفه صعبة ويعول أسرة.
التأمين الصحي للرياضيين هو الحل، من استقطاع مبالغ مالية من الوزارة واللجنة الأولمبية والأندية والاتحادات الرياضية، بحيث يحصل الرياضي على الرعاية الصحية، سواء أثناء مزاولته للرياضة والكتابة الصحفية أو بعد تركها.
الأمر هام، خاصة مع الظروف الصعبة والمحزنة والكارثية التي يعيشها غالبية الرياضيين، المصابون بأمراض مزمنة وغارقون في الديون.