تجدد طفح المجاري بمحافظة الحديدة يحول حياة الناس إلى جحيم


* تجددت عملية طفح المجاري في معظم شوارع وإحياء وحارات محافظة الحديدة منذ مطلع شهر أكتوبر الحالي بشكل كبير جدا نتيجة هطول الأمطار الغزيرة التي من الله بها على مدينة الحديدة خلال الأيام القليلة الماضية وعمليات التخريب التي يقوم بها بعض الأشخاص لشبكة المجاري والمياه من خلال قيامهم بتسديد غرف التفتيش أو المناهل والاعتداء على خطوط المياه الرئيسية الناقلة للمياه من الآبار إلى المنازل الأمر الذي ينذر بكارثة بيئية خطيرة تهدد حياة المواطنين بالمحافظة وخاصة مع قدوم فصل الشتاء وسط عجز المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بالحديدة عن القيام بدورها في إنهاء هذه الظاهرة .. ولمزيد من التفاصيل عن وضع المجاري بالحديدة تجدونها في ثنايا هذا الاستطلاع.
* يقول عدد من المواطنين من شارع التنمية والصبالية وجمال والساحل والمعدل والتحرير وباب مشرف والمطراق والصديقية وحارات غليل والحوك بأنهم يعانون وبشدة من تجدد طفح المجاري التي حاصرت منازلهم ومطاعمهم ومحلاتهم التجارية بالشوارع والحارات التي يسكنون بها أو تقع محلاتهم ومطاعمهم عليها وتسببت في تصدع أساسات منازلهم وتشقق وانهيار بعض الشوارع نتيجة مستنقعات المجاري الطافحة إلى جانب الروائح الكريهة التي تنبعث منها وأصبحوا غير قادرين على الأكل والنوم منها بالإضافة إلى تكاثر البعوض الناقل للأمراض مثل الملاريا والاسهالات وحمى الضنك والعيون وغيرها من الأمراض الفتاكة التي تنتشر في فصل الشتاء في مستنقعات المجاري الراكدة بهذه الشوارع والحارات.
جحيم حقيقي
* وطالب المواطنون محافظ المحافظة صخر أحمد الوجيه بالتدخل السريع وإنقاذ المواطنين من طفح المجاري الذي عكر حياة الناس وحولها الى جحيم حقيقي كونه هو المسؤول الأول في المحافظة الأمر الذي يحتم عليه النزول الميداني والاطلاع على حجم المعاناة التي يعاني منها المواطنون نتيجة تجدد طفح المجاري والعمل على معالجتها بشكل جذري ونهائي قبل خروج المشكلة عن السيطرة وانتشار الأمراض والأوبئة بالمحافظة.
اعتداءات متكررة
* المهندس عبدالحفيظ أحمد المذحجي , مدير إدارة توزيع المياه والصيانة بالمؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بالحديدة, يقول: تتعرض شبكة المجاري والمياه بمحافظة الحديدة لعملية انهيار غير مسبوق نتيجة عمليات التخريب التي تتعرض لها من قبل بعض المواطنين من خلال الاعتداءات المتواصلة على شبكة المجاري والمياه في نفس الوقت والمتمثلة في نزع أغطية المناهل أو غرف تفتيش المجاري وتسديدها بإطارات السيارات والبلوك والأحجار والأثاث المنزلي المستهلك ومخلفات البناء وجذوع النخيل والشوالات المملوءة بالأتربة والكري والملابس دون وازع ديني أو ضمير حي الأمر الذي ينتج عنه انسداد الشبكة وطفح المجاري الى الشوارع والحارات وداخل منازل المواطنين الهابطة وهذه جريمة حقيقية ترتكب من بعض المخربين , بالإضافة إلى شبكة المياه أو الخطوط الرئيسية في حقول الآبار والخطوط الرئيسية والفرعية الناقلة للمياه الى منازل المواطنين هي الأخرى تتعرض للعديد من الاعتداءات من قبل بعض المخربين والمواطنين الذين يقومون بتوصيل المياه الى منازلهم ومقار أعمالهم ومحلاتهم التجارية بطريقة عشوائية ومخالفة للقانون وبدون عدادات بالإضافة الى البناء والتحويش العشوائي من قبل سماسرة الأراضي على خطوط المياه الرئيسية والفرعية وتركيب دينمات شفط للمياه من الخطوط الرئيسية والفرعية بطريقة عشوائية مما يؤدي الى ارتفاع الضغط على الخطوط والشبكة الأمر الذي يزيد من فاقد المياه الذي تجاوز43 % من إجمالي الإنتاج اليومي الأمر الذي يؤدي إلى ضعف المياه الموزعة إلى المنازل وخاصة بالحارات الواقعة بأطراف المدينة و التوسعات الجديدة.
صعوبات
* وأضاف مدير إدارة الصيانة وتوزيع المياه بالمؤسسة قائلا: تواجه المؤسسة العديد من الصعوبات والعراقيل الأخرى والتي أثرت وبشكل كبير جداٍ على أداء المؤسسة الخدمي اليومي وتحسين الشبكة والتي للأسف يقوم بها بعض المواطنين من خلال المنع والاعتداء على عمال أو فرق المؤسسة من القيام بواجبها المتمثلة في إزالة الانسدادات لشبكة المجاري وتحسين شبكة المياه الموزعة للمنازل وحجز الآليات الخاصة بالمؤسسة في بعض الحارات هذا بالإضافة الى امتناع المواطنين من سداد قيمة استهلاك المياه ورسوم المجاري المتأخرة لديهم منذ عدة سنوات والتي تجاوزت مليارين و300 مليون حتى نهاية سبتمبر الماضي من العام الحالي منها مليار و153 مليوناٍ عند المواطنين و275 مليوناٍ ريال عند القطاع الخاص و873 مليوناٍ عند القطاع الحكومي والمحلي الأمر الذي جعل المؤسسة تقف عاجزة تماما عن القيام بواجبها الخدمي وتسليم مرتبات ومستحقات الموظفين والوفاء بالتزاماتها المالية للجهات النفطية التي تزود المؤسسة بالديزل حتى يتسنى لنا استمرار تشغيل المولدات الكهربائية أثناء الانطفاءات للكهرباء بهدف استمرار ضخ المياه وتصريف المجاري كذا المؤسسة أصبحت عاجزة عن سداد قيمة استهلاك التيار الكهربائي ومخصصات المجلس المحلي.
سرعة السداد
* واختتم المذحجي بالقول: على الرغم من أن المؤسسة تحصل على دعم من قيادة المحافظة من خلال دفع مرتبات الموظفين بالمؤسسة وكذا صيانة بعض المعدات والآليات الهامة الا ان المشكلة التي ما زالت تعاني منها المؤسسة كبيرة جدا تفوق الدعم الذي يقدم والحل الوحيد لهذه المشكلة هو بمبادرة المواطنين وخاصة كبار المستهلكين والقطاع التجاري بسرعة سداد ما عليهم من قيمة استهلاك المياه ورسوم تصريف المجاري حتى تستطيع المؤسسة النهوض من جديد وتنفيذ صيانة شاملة لمعداتها ومضخاتها وعمل تطوير الخدمات من خلال ادخال مضخات مياه جديدة الى الخدمة ومضخات شفط وتصريف للمجاري وعمل تصفية شاملة لشبكات المجاري بالمدينة وصيانة بعض خطوط المياه والمجاري الرئيسية وتوفير مناهل أو أغطية جديدة لغرف تفتيش المجاري ووفاء المؤسسة بالتزاماتها لموظفيها وعمالها وللغير وخاصة قيمة الديزل الذي ارتفع سعره من ألفي ريال الى ثلاثة آلاف ريال للدبة “عشرون لتراٍ”.

قد يعجبك ايضا