طيار الإمام الذي كان حلقة الوصل بين أحرار الداخل والخارج


كتب/ عباس السيد : –
كان موضع ثقة القيادة المصرية .. وبواسطته شحنت الأسلحة من مصر إلى عدن قبل نقلها برا إلى تعز
خطة قتل الإمام بتفجير طائرته بقنبلة زمنية وجس نبض السعودية مهمتان خطيرتان يكتنفهما الغموض

على الرغم من الدور المحوري الذي اضطلع به الطيار عبد الرحيم عبد الله بحكم عمله كطيار وعلاقته المتميزة بالقيادة المصرية إلا أن هذه الشخصية لم تنل الاهتمام الكافي في الكتب والمذكرات التي تناولت تاريخ الثورة اليمنية وقد كان دوره يختزل في إشارات عابرة لا تتعدى سطرين أو ثلاثة . وقد وجدت صعوبة كبيرة في جمع المعلومات التي تكشف القدر المعقول من سيرة هذه الشخصية ودورها النضالي .. وكأن الطيار عبد الرحيم عبد الله من ثوار سبأ وذي ريدان وليس من ثوار سبتمبر التي لم يمض عليها سوى 50 عاما وهو الذي كان بمثابة حلقة الوصل بين خلايا الأحرار في الداخل والخارج .. وبواسطته تم نقل شحنات متنوعة من الأسلحة خلال مراحل مختلفة من مصر إلى عدن قبل أن يتولى آخرون نقلها برا إلى تعز.
تولى عبد الرحيم عبد الله أول وزارة للطيران في عهد الجمهورية وألف كتابين حول الثورة اليمنية الأول بعنوان : اليمن ثورة وثوار والثاني بعنوان : مذكرات عبد الرحيم عبد الله ولا وجود لهما في المكتبات اليمنية ولم ترد الإشارة إليهما ـ على الأقل ـ كمصادر أو مراجع في الكتب والمذكرات التي تناولت الثورة اليمنية .

العالم قرية والأغابرة والأعروق قارتان
الغريب والمثير أنني عندما لجأت إلى البحث عبر شبكة الأنترنت كان « السيد جوجل « يدلني إلى مكتبات في العراق ومصر ويحدد لي موقع الرف في المكتبة والرمز المكتبي لكتب عبد الرحيم عبد الله .. السيد جوجل يعرف أنني باليمن ومحتاج إلى تذاكر طيران و نفقات سفر .. ولكنه يتعامل « بجد « على أساس أن العالم قرية صغيرة !! ولا يعرف أنني « أركب أربع مرات من الجراف إلى حدة « وحين قْدر لي السفر إلى تعز في مهمة عمل أحجمت عن زيارة قريتي المعلقة في صدر الجبل بسبب مشقة الطريق التي وعد الطيار عبد الرحيم عبد الله ورفاقه قبل خمسين عاما أنها ستصل إلى أمام كل بيت ونكث ورثتهم بتلك العهود .
المهم بعد توسل وإلحاح شديد تفهم السيد جوجل صعوبة ظروفي وقلة حيلتي ومكنني من أحد الكتابين اللذين ألفهما الطيار «عبد الرحيم عبد الله أحمد السروري « وقد كانت بعض المصادر المحلية تْتبع اسمه بلقب « العريقي « وليس « السروري « كما تأكد لي لاحقا وكنت قد اتصلت بالأستاذ محمد عبد الماجد العريقي « نائب مدير التحرير الذي افتقدناه في زحمة ثورة التغيير « فأوصاني بالتوجه إلى جمعية الأغابرة والأعروق فلم أجد ضالتي .. اتصلت بأصدقائي من الأغابرة ومن الأعروق .. دون جدوى حتى أنني قلت لأحدهم حين أبدى عدم معرفته : الأغابرة والأعروق قريتين أم قارتين ¿! . وقد كان هذا التساؤل يراودني مرارا بسبب العدد الهائل للرموز الوطنية من تجار وثوار ومثقفين الذين ينتمون لهاتين القريتين أو العزلتين كما قال صديقي .
أما بالنسبة للطيار فقد كنت كمن « يدق النمرة غلط « لأن الطيار طلع سروري ـ من خديرـ وليس من الأعروق كما جاء في بعض المصادر المحلية ومديرية خدير هي التي ينتمي إليها أيضا الثائر والسياسي المحنك الشهيد عبد القوي حاميم .
هدية السيد جوجل
السيد جوجل يتعامل في بعض الأوقات بكرم حاتمي وأحيانا يتصرف بشطارة التجار فقد أعطاني الكتاب الأول للطيار عبد الرحيم عبد الله « اليمن ثورة وثوار « وفي هذا الكتاب مر المؤلف على الفترة التي سبقت قيام الثورة بسرعة البرق ولكنه كان يعد بنشر التفاصيل في كتاب لاحق أي في كتابه : مذكرات عبد الرحيم عبد الله الذي لا يزال في أرفف مكتبة الوثائق الوطنية العراقية ومكتبة كلية الآداب في جامعة بني سويف بمصر ـ على ذمة السيد جوجل وأكرمه الله على أي حال ـ طلع أحسن من القبائل عندنا .
وفي كتابه « اليمن ثورة وثوار» وكما أشرت سابقا لم يقدم تفاصيل الأحداث التي سبقت قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر في الفصل الأول من الكتاب الذي تناول تلك الفترة وكان تركيزه على الأوضاع البائسة التي كانت سائدة أيام الحكم الإمامي والإرهاصات التي سبقت الثورة منذ ثورة 48 م مرورا بانقلاب 55 م مستعرضا الأسباب التي حالت دون نجاح المحاولتين وفي الفصل الثاني تطرق المؤلف إلى أهداف الثورة وتشكيل التنظيم السري للضباط الأحرار والذي تضمن أربع خلايا سرية في كل من صنعاء تعز الحديدة وعدن وقد ترأس خلية صنعاء اللواء عبد الله جزيلان وتولى عبد الغني مطهر خلية تعز والزعيم عبد الله السلال خلية الحديدة فيما ترأس المقدم محمد قائد سيف خلية عدن في حين تشير بعض المصادر إلى أن خلية الحديدة كانت برئاسة المقدم حمود الجائفي وربما كان السلال والجائفي قد تعاقبا على خلية الحديدة فالسلال كان مديرا لميناء الحديدة أثناء محاولة إغتيال الإمام أحمد في مستشفي العلفي بالحديدة ثم انتقل في فترة لاحقة إلى صنعاء .
إنجازات السنوات الخمس
لينتقل في الفصول اللاحقة إلى سرد الإنجازات التي حققتها حكومة الجمهورية في المجالات التشريعية والسياسية وبناء مؤسسات الدولة ابتداء بصياغة الدستور وصولا إلى تأسيس الإتحاد الشعبي الثوري وقانونه الأساسي الذي تأسس عام 1966م كما استعرض مقررات مؤتمر الجند باعتباره من أهم المؤتمرات الوطنية والتوجهات الديمقراطية وبروز العمل النقابي .
وفي الجانب القومي أبرز الطيار عبد الرحيم عبد الله السروري في كتابه « اليمن ثورة وثوار « الجانب القومي العربي كمنطلق أساسي في السياسة الخارجية لحكومة الثورة واعتبار الوحدة العربية هدفا ينبغي العمل على تحقيقه كما أكد على تلاحم الثورتين اليمنية والمصرية .
وفي مجال السياسة الدولية أكد المؤلف على دعم حكومة الجمهورية لحركات التحرر في العالم ومحاربة الإستعمار وأبدى موقفا مناهضا للسياسات الأمريكية في اليمن والعالم .
وفي الفصلين الرابع والخامس تطرق المؤلف إلى الإنجازات التي حققتها حكومة الثورة في مجال التعليم والصحة والبنى التحتية خلال السنوات الخمس الأولى من عمرها كما تناول النجاحات التي حققت في المجال الإقتصادي و التنموي والإجهزة المصرفية والأنظمة المالية .
وخصص الفصل السادس من الكتاب للتطور الذي شهدته القوات المسلحة والأمن إبتداء بقانون التجنيد وتأسيس تشكيلات الجيش المختلفة وافتتاح المعاهد والكليات العسكرية .
رائحة الخلافات
وعكس الفصل الأخير من الكتاب الخلافات التي سادت بين الجمهوريين الذين انقسموا إلى معسكرين « رجعي وثوري قومي « والتي أدت إلى نفي بعض الشخصيات الوطنية وقد كانت رائحة الخلافات بين الجمهوريين تنبعث من تلك الصفحات وقد انتزع مجهول إحداها لتخفيف الرائحة كما أظن ..
المؤلف عبد الرحيم عبد الله الذي ظهرمن خلال كتابه قوميا تقدميا من الطراز الأول لم يتطرق في الفصول السبعة للكتاب إلى أدواره الشخصية أو المهمات التي نفذها قبل الثورة أو بعدها ولكنه تحدث عن الثورة كإرادة شعب وعمل جماعي ودافع عن توجهات سياسية واقتصادية واجتماعية من منظوره كثائر ومثقف وطني .. في حين تضمنت مقدمة الكتاب التي كتبها « محمد لطفي عبد القادر «عددا من المعلومات حول سيرة المؤلف ومحطات من حياته .
وبحسب عبد القادر فقد تولى عبد الرحيم عبد الله أول وزارة للطيران في عهد الجمهورية ولكنه لم يستمر في منصبه كثيرا حيث عين في العام التالي 1963 م مفوضا لليمن في أثيوبيا وكان ذلك القرار بمثابة إبعاد ولكنه واصل نشاطه السياسي بين المهاجرين اليمنيين في أثيوبيا والتي كان يتواجد فيها نحو 75 ألف مهاجر يمني في تلك الفترة حيث أصدر مجلة « اليمن الجديدة « التي أسهمت بشكل فاعل في ربط المغتربين اليمنيين بوطنهم الأم والاستفادة من إمكاناتهم وقدراتهم في دعم الجمهورية الوليدة .
يشار إلى أن محمد لطفي عبد القادر ـ الذي قدم كتاب اليمن ثورة وثوار ـ عمل كرئيس تحرير لمجلة اليمن الجديدة وكان عبد الرحيم عبد الله هو صاحب الامتياز ـ كما ظهر على العدد الخاص الصادر في سبتمبر 1966 م بمناسبة العيد الخامس للثورة وخلال تلك الفترة كان عبد الرحيم عبد الله قد عين سفيرا لليمن في القاهرة . ومن غير المعلوم ما إذا كان عبد القادر هو نفسه رئيس التحرير عندما كان عبد الرحيم مفوضا في أثيوبيا . وقد كان للمجلة التي تْعرف بأنها « مجلة الثورة اليمنية « ثلاثة أهداف : حرية الوطن والمواطن عدالة اجتماعية تتكافأ فيها الفرص والثالث : وحدة عربية شاملة من الخليج إلى المحيط .
عبد الرحيم طالبا في مصر
ارتباط الطيار عبد الرحيم بالمصرين وعلاقته الوثيقة بالقيادة المصرية ينعكس بوضوح من خلال مذكرات « سامي شرف « مدير مكتب الرئيس جمال عبد الناصر والتي كرس جزءاٍ منها للثورة اليمنية وحملت عنوان : عبد الناصر وثورة اليمن حيث عرض سامي شرف في سياق مذكراته جوانب في شخصية الطيار عبد الرحيم عبد الله وبعض المهام الوطنية التي قام بها وهو ما لم يرد ذكره في المراجع المحلية . ومع ذلك فهذا لا يعني أننا حصلنا على كل ما نريد معرفته عن هذه الشخصية لأن مذكرات سامي شرف تطرقت إليها في سياقات ومراحل مختلفة من مراحل الثورة اليمنية .
وفي سياق حديثه عن الطلاب اليمنيين في مصر يقول سامي شرف : «… كان طلبة اليمن قد تجمعوا بصفة رئيسية فى مدرسة حلوان الثانوية وكانوا يقيمون جميعهم فى هذه الضاحية . كان ذلك فى بداية الخمسينات ـ فى أعقاب فشل ثورة 1948 – وبالطبع فقد كانت المناقشات الفكرية والسياسية تتواصل بينهم وكان هناك أيضا جواسيس للإمام والسفارة اليمنية يندسون بينهم وبعض الطلبة يتصلون بعدد من قيادات الفكر والسياسة فى مصر من أمثال أحمد بهاء الدين وأحمد حسين رئيس حزب مصر الفتاة للاستزادة الثقافية وصقل أفكارهم وكان حديث هؤلاء مع طلبة اليمن يزيدهم تفتحا وينمى داخلهم روح الثورة وكان من أبرز هؤلاء الطلبة اثنان من لعبا دورا مهما فيما بعد فى إسقاط حكم الإمامة هما عبد الله قائد جزيلان وعبد الرحيم عبد الله وكلاهما كان يتميز بروح ثورية وثابة ترفض الظلم وتتطلع إلى التغيير . وكان عبد الله جزيلان قد درس فى مصر فى جميع مراحل التعليم حتى تخرج من الكلية الحربية فى مصر أيضا وشاركهما فى نفس المشوار فيما بعد كل من على عبد المغنى وقادتهم حمود الجائفى وعبد الله السلال .
عرض إمامي للطلاب
ويمضي سامي شرف في مذكراته قائلا : « أوفد الإمام شقيقه الأمير عبد الله للاجتماع بالطلبة وكانت خطته هي إقناع الطلبة بالتحول إلى بعثات فى بلاد أوروبية أخرى لإبعادهم عن مناخ الثورة الذى كان يسيطر على مصر فى تلك الفترة . وجاء الأمير عبد الله إلى مصر فى أواخر سنة 1953 وكل مهمته هو توزيع الطلبة على دول أوروبية مثل إيطاليا وفرنسا وبريطانيا وأمريكا واجتمع مع الطلبة فى حلوان وبدأ يعرض خطته مستخدما أسلوب التهديد والهجوم المباشر لتخويفهم حتى يتمكن من تنفيذ هدفه ولكنه فوجئ بعبد الله جزيلان يطلب إليه إضافة العلوم العسكرية لبرنامج البعثات الذى تخطط له الحكومة والذى يقتصر على العلوم النظرية والطبية كما أشار إلى وجود طلبة آخرين يتطلعون للالتحاق بالطيران ورغم وقوع مواجهات بسبب ذلك خلال الاجتماع إلا أن جزيلان استطاع أن يقنع الأمير عبد الله بفكرته فى لقاء خاص معه وكان من نتيجة ذلك أن التحق جزيلان بالكلية الحربية وعبد الرحيم عبد الله بالكلية الجوية فى مصر وكان أول طيار يمنى يستكمل دراسته الأولية فى الطيران فى إبريل سنة 1954 .
الدراسة في ايطاليا
بعد شهرين أوفده الإمام ومعه اثنان آخران لمواصلة دراسة الطيران فى إيطاليا وقد سافر عبد الرحيم عبد الله إلى إيطاليا فى يوليو 1954 لكن قبل أن يسافر كان قد تعرف على المقدم أحمد الثلايا وتبادل معه الأفكار الوطنية وصارح كل منهما الآخر بآماله للشعب اليمنى وكان ينضم إليهما فى هذه اللقاءات المناضل اليمنى محسن العينى . «
عاد عبد الرحيم عبد الله من إيطاليا في أواخر عام 1957 بعد إتمام دراسته بإيطاليا والتقى مرة أخرى مع جزيلان وجددا تعاهدهما على تحرير الشعب اليمنى من حكم الإمامة وفى دار الضيافة بصنعاء التقى مع أعضاء البعثة العسكرية المصرية التي كانت تضم في ذلك الوقت العقيد حسن فكري والمقدم أحمد أبو زيد والنقيب صلاح المحرزي والنقيب محمود عبد السلام والملازم عادل السيد ودار معهم حديث ومناقشات وحوارات مطولة تبين منها وحدة الفكر والهدف.
رسالة من تعز إلى القاهرة
في فبراير1962 سافر عبد الرحيم عبد الله إلى بيروت لإصلاح طائرة الإمام وخلال فترة الإصلاح توجه إلى القاهرة بحجة زيارة قرينته لكنه كان في الحقيقة يحمل رسالة من عبد الغنى مطهر ممثل القوى الثورية في تعز إلى الزعماء اليمنيين المقيمين في القاهرةº وهم أحمد محمد نعمان والقاضي محمد محمود الزبيري و « القاضي «عبد الرحمن البيضاني .
في 28فبراير1962 جاء عبد الرحيم عبد الله إلى القاهرة والتقى بالزعماء اليمنيين الثلاثة لكن الملفت للنظر وكما يؤكد عبد الرحيم عبد الله نفسه أن كل واحد من الزعماء كان ينفرد به ليحذره من الاثنين الآخرين لكن عبد الرحمن البيضاني زاد على ذلك بقوله أن له صلات على مستوى عال جدا بالمسئولين في القاهرة وبالفعل رتب له لقاء مع أنور السادات رئيس مجلس الأمة فى ذلك الوقت لكن عبد الرحيم عبد الله اعتذر عن إتمام اللقاء خشية أن يفسر تفسيرا سيئا من جانب زملائه في الثورة وفضل أن يؤجل اللقاء لحين زيارة أخرى للقاهرة على أن يحضر معه محمد قائد سيف أحد شركائه .
مهمة في السعودية
بدأ جزيلان التخطيط الفعلي للإطاحة بالإمام وكان يقوم على الإعداد الهادئ والبطيئ البعيد عن التسرع ودراسة الأخطاء التي وقعت فيها الثورات السابقة وعين عبد الرحيم عبد الله مسئولا عن الاتصال بالقوى الوطنية في الداخل والخارج وخاصة في عدن والسعودية ومصر مستفيدا من وظيفته كطيار في هذه المهمة .
وبدأ عبد الرحيم عبد الله بالفعل في تنفيذ مهمته وخلال إحدى رحلاته إلى السعودية في سنة1960 التقى بعمر السقاف وكيل وزارة الخارجية السعودية وحاول التعرف منه على الموقف السعودي إذا ما قامت ثورة ضد الإمام في اليمن لكن إجابة السقاف كانت مفاجئة له حيث قال له بالنص : « إن موقف المملكة سيكون هو القضاء على الثورة في مهدها فالمملكة تخاف الشعب اليمنى لأسباب كثيرة سياسية واقتصادية واجتماعية « .
وأنهى السقاف حديثه مع عبد الرحيم عبد الله بقوله : « سأعتبر أنك لم تقل لي شيئا وأنا أعتبر أنني لم أسمع شيئا منك . . ولكن خذها نصيحة منى إن المملكة يمكن أن تتعامل مع أسرة حميد الدين أفضل ونحاول حمايتها لأن هذا أحسن من التعامل مع الثوار وأرجو أن تنهي الموضوع عند هذا الحد . . ثم أضاف موضحا أن المملكة على اتصال بكثيرين من القضاة وبعض المشايخ الذين يمكنهم إجهاض أي محاولة للثورة «.
غموض وتساؤل !!
محاولة جس النبض التي قام بها عبد الرحيم لمعرفة موقف السعودية ـ كما وردت في مذكرات سامي شرف ـ تحمل في طياتها الكثير من الغموض فقد كانت المهمة التي كْلف بها عبد الرحيم من قبل جزيلان هي الالتقاء بالقوى الوطنية في المهجر.. فهل الأصول اليمنية الحضرمية لوكيل الخارجية السعودي عمر السقاف تجعله يدخل ضمن القوى الوطنية اليمنية ¿ ولو افترضنا وجود علاقة من نوع ما للسقاف مع عبد الرحيم أو مع الأحرار فهل يمكن استبعاد علاقة القيادة المصرية بهذه المهمة وهل كان عبد الرحيم مكلفا من قبل جزيلان أم من قبل القيادة المصرية .¿ كما لم يذكر سامي شرف مصدر هذه الحادثة هل استقاها من مذكرات عبد الرحيم عبد الله أم من موقعه في مكتب الرئيس عبد الناصر ¿ .
وهناك حادثة أخرى أكثر غموضا وإثارة وقد وردت في التقديم الذي صدر به محمد لطفي عبد القادر كتاب عبد الرحيم عبد الله حيث أشار في سياق حديثه عن وطنية المؤلف وإخلاصه ووفائه لقضيته الوطنية أن الطيار عبد الرحيم كان مستعدا لحمل قنبلة زمنية داخل طائرته لتنفجر به وبالإمام أثناء تحليق الطائرة بالجو . ثم يضيف ـ دون الدخول في تفاصيل الخطة أو زمنها أو سبب إلغائها أو فشلها ـ : ولكن شاءت الأقدار أن يظل الطيار عبد الرحيم عبد الله حيا ليشهد قيام الثورة التي كان يحلم بها ومن المحتمل أن تكون تفاصيل هاذين الحادثين قد وردت في كتاب « مذكرات عبد الرحيم عبد الله «.

قد يعجبك ايضا