
عبدالقادر الشيباني –
الإذاعة كوسيلة رائدة من الوسائل الإعلامية الأولى أثرت في أول عهدها على مستويات عديدة وأعطت من المعارف والعلوم والأفكار وهي الوسيلة الأولى التي ناقشت الكتاب وساعدت في تشكيل الآراء من مختلف الفئات والطبقات الاجتماعية كما أنها أثرت في عواطف المستمعين من الناحية الفسيولوجية لكن وسائل الإعلام الحديثة التي تطورت ونافستها باقتدار وطغيان ماذا أعطت¿¿ أعطت ثقافة استهلاكية تهيمن عليها القوى المتكبرة التي تسيطر في مجملها عليها وتساندها للأسف الشديد بعض الحكومات العربية مع أن عروبة اليوم في (تب التب وغضب الرب) وسائل الإعلام الحديثة جعلت الإذاعة المسموعة في معزل وصحيح أنها الوسائل الحديثة متطورة في التجارة والربح والإثارة والإغراء فأول وآخر معطياتها مخاطبة الغرائز والنوازع النفسية وتحريك الشهوات الباطنية.
من باكورة العقد الخمسين من القرن العشرين حدثت تغيرات علمية وثقافية وسياسية لم يشهدها عالم كوكب الأرض من قبل وذلك بعد أن وصنعت الحرب الكونية الثانية اوزارها.. ونتيجة لمناخ التغيرات في بيئة الانسان الأرضي ونفسيته ومعيشته تغيرت امور كثيرة.. الأمر الذي جعل شعبنا اليمني يتعرف على المستجدات السريعة التي لم تكن في الحسبان.
وذلك من خلال المتابعات اليومية للاخبار الإذاعية والكتب الصادرة والصحف المحلية/ والعربية التي كانت أيامها- ترفد إلى مكتبات عدن وتعز.
> فمن متضف الخمسينات بدأ البث الإذاعي اليمني من صنعاء وعدن مع استمرار سماع البرامج العربية من صوت العرب والقاهرة ولندن والسعودية وإذاعة كلونيا في المانيا في هذه الفترة تزايدت الإهتمامات عند عامة الناس.لمعرفة مايجري من احداث وتطورات واختراعات وغزو للفضاء.
> فمن هذه الفترة بعد اخفاق الوحدة العربية بين مصر وسوريا ارتفعت درجة حرارة الثورة على امتداد المد القومي في اكثر من مكان من العالم الثالث. فبدأ التفكير في قيام جمهورية وانهاء الحكم الامامي الملكي الذي انتهي عصره وللخروج من عزلتة التي تخلفت فيها اليمن اقتصاديا واجتماعياٍ كان لابد من ثورة.. ومضت السنوات فانفجرت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م ولكن قبل انفجار الثورة نعود قليلاٍ إلى ما قبل سبتمبر بستوات قليلة من 1959م إلى 1962م ففي تلك السنوات ارتفع وعي المواطنين وتفتحت قرائهم للمعرفة والاسباب التي تركت اليمن في معزل عن العالم. والتوق إلى مستقبل أرغد وأسعد.
> فكان حينها المذياع ودور السينما في عدن والمسرحيات وتجمع الشباب في نوادي ثقافية ورياضية من الموائل المتاحة للتعرف والتثقيف والإلمام بكل ما يجرى في العالم . مع المتابعة لكل الاصدارات الثقافية والعلمية من مطابع سوريا ومصر والعراق. وكانت تعز قد افتتحت فيها مكتبتان وفي عدن اكثر من مكتبة في المعلا وكريتر والشيخ عثمان والبريقة وصنعاء كانت حينها تتلقي بصفة شخصية من الطلاب اليمنين الدارسين في الخارج جديد الاصدارات من كتب ومجلات ونتجة لشحة المكتبات كان يتم استعارة الكتاب لأكثر من شخص . فلم تفتح المكتبات في صنعاء إلا بعد الثورة.. وكان المرجع مكتبة الجامع كبير أو مكتبات منزلية عند الباحثين والموزخين من منسيين وعسكريين.
إنتفاضات وتنبؤات:
في هذه الفترة المخاضية نتوقف ملياٍ عند بعض المبشرات بقدوم عهد جديد أيام كانت القصيدة موقفاٍ والشاعر معبراٍ عن هم الوطن وزارع الأمل في تفوس اليمنيين المقيمين والمهاجرين سواء بواسطة القصيدة المباشرة أو الأغنية الوطنية المعبرة.. ولضيق المساحة نستعرض ماتيسر من مقتطفات من بعض قصائد الشعراء الوطينين.. فهذا الشهيد محمد المسمري وهو ممن تلقى دراسته مع زفاقه العسكريين في العراق عام 1936م وعاد مثل رفاقة في البعثة أكثر استنارة ورغبة جامحة في التغيير نقنطف من قصيدة له اليقظة- وبعض أبياتها كانت تنشد عند الطلاب ..ومنها:
-يابني شعبي أفيقوا قد مضى عهد الرقود
فاخلعوا ذل التواني والتمادي والركود
وهلموا للمعالي وادخلوا أزهى العهود
قد يلاحظ الآن تقادم مثل هذا النمط من الشعر البسيط إلا أنه كان موقفاٍ والشاعر شجاعا لايبالي لأنه يحمل روحاٍ وثابة مبشرة بامل مشرق.. وفي هذه الفترة التي سبقت الثورة بقليل نقتطف أبياتاٍ من قصيدة شهيرة للشاعر الديبلو ماسي محمد عبده عثمان محمد رسم لوحتها بعد استشهاد عبدالله اللقية ومحمد العلفي بعد قشل محاولتهما اغتيال الإمام أحمد أثناء زيارته للمستشف في الحديدة ومعهما الهندوانة.
– معذرة إذا غمست في دماك ريشتي
حلقت في سماك باحثاٍ عن أمتي
يافارساٍ ماذا تركت لي¿¿
ماذا إذن.. بعد الذي صنعتة أقول¿!
شوقتني للضرب والطعان..
حقرت لي معارك الكلام..
ماكنت قديساٍ ولا مسيح
بل واحداٍ كالأخرين..
تثقله الأنات والجروح
ونغمة تبكي وعين لا تبوح
«أخيلنا » الذي طال انتظاره
واستفهمت صنعاء عنه الرياح»
> في تلك الفترة ومع اقتراب يوم الخلاص مع مطلع عام 1962م كان صوت العرب من القاهرة يقدم في برنامج الجزيرة والخيلج المشرف عليه سعد عزال مواضيع تحث على القيام بثورة على الاوضاع الملكية.. في الوقت الذي كان مجموعة الضباط الاحرار يخططون ليوم مشهود..
كما سبق للأستاذ الزبيري أنه كان يلقي من صوت العرب بعد فشل 1955م كلمات نثرية وقصائد شعرية . ولكن من عام 61-62 كانت تردد أنا شيد وأغان وطنية يمنية من صوت العرب مثل :«يامسافر من ضفاف النيل إلى وادى تبن) واحاديث للدكتور / عبدالرحمن البيضاني
> ومن القصائد للطالب سعيد الشيباني حينها من القاهرة قبل قيام الثورة باشهر.
من حقول البن في صنعاء ومن لون المنايا
سأغنيها لشعبي آية تلهب أيه
للملايين التي تقحم درب النار أجساداٍ عرايا
لك ياعلفي لبسمات الصبايا
«لجمال ابن جميل للملايين الضحايا- (إلخ)
> وهذه لوحه معبره 1961 يرسم فيها الشاعر الجيولوجي عبدالله سلام وناجي واقع الحياة في اليمن وهو طالب في القاهرة
من الصبا والعين تنشد الضياء
وتزرع البسمات في المساء
لينمحي حزن المغيب
والخوف من ظلام ليلنا الرهيب
فالجن في كهو فها تراقب الغروب
لتعبر الوديان والحقول والهضاب
في رحلة ليلية الضباب
تجوس وسط قرية خراب
لترعب الصغار حيث يوجدون»
** وفي الطريق الهادر قال الشاعر عبدالله البردوني بمناسبة مظاهرة الشباب التي جرت لاول مرة عام 1962م شهر صفر 1382ه
هتاف هتاف وماج الصدى
وارغى هنا وهنا أزبدا
وزحف مريد يقود السنا
ويهدي الغمالقة المردا
تلاقت مواكبة .. موكبا عدالي كل نجم يدا
عمائمة من لهيب البروق
وأغنية من بريق الفدا
هو الشعب طاف بانذارة
على من تحداه واستعبدا
وللشاعر علي عبدالعزيز نصر قصائد وطنية رائعة توالت من 1952م إلى 1959م جمعت في ديوانة ( كفاح شعب) منها:
طوفت بالأفق اطوية بأقدامي
عسى احقق في الأيام أحلامي
عسى أرى الناس قد عاشو سواسية
واشرق الفجر فيهم بعد إظلامي
الاستاذ / محمد سعيد جرادة.. عابم من أعلام الاعلام والادب شاعر يماني مرموق من شعراء النصف الثاني من القرن العشرين عرفته الاويساط الفكرية والادبية والأذاعية والتربوية من بداية خمسينات القرن الماضي.
احتضنتة الإذاعة في عدن فورا فتتاحها عام 1954م كأول صوت إذاعي فيها مع آخرين من رجال الدين والتقافة والاعلام.
امثال: عبدالله محمد حاتم إمام وخطيب مسجد الهاشمي والشيخ محمد سالم البيحاني مؤسس المعهد العلمي في عدن والشاعر الفنان لطفي جعفرامان والدكتور/ محمد عبد غائم وعبدالله فاضل فارع ثم تلت هؤلاء الرواد كوكبه من الحاصلين على التقافة العامة سناني على اسمائمهم وعمالهم الاذاعية في الحلقة القادمة مع رواد الاعلام في صنعاء معظمهم احتلوا مناصب عليها.
وتجدر الاشارة ان أعلام الإعلام الاذاعيين والادارين ان كان الو احدمنهم متميز بمواهب فنية وادبية فهو مذيع وفنان غائي ودرامي ورسام وشاعر.
ارتبط محمد سعيد جرارة باذاعة عدن من أول عهدها وفي 1956م ارتبط له برنامج ادبي سبتمبر إلى ماشاء الله. مثلة برنامج الاستاذ عبدالله البردوني ( مجلة الفكر والادب) من اذعة صنعاء.
يعد الاستاذ جرادة الذي درس في أول عهدة على يد الشيخ العبادي في الشيخ عثمان ونهل من مناهل التاريخ والأدب والفقة والعلوم الدينية بكل شفف ونهم حتى اصبح من كبار المدرسين والحرادة رفد الأدب اليمني بالأعمال الفكرية والبرامج الإذاعية له من الإنتاج مانشر ومالم ينشر من قصائد وطنية وكلمات عنائية عاطفية.
وقصدر له من من الدواوين الشعرية
مشاعل على الدرب
لليمن حبي
وجه صنعاء
وديوان آخر لم يصدر حتى الآن
ففي شعر حرادة صبحاب ثورة حتى في قصائدة المرائحية وتشهد له قصائدة المبكرة في المخمسينيات وإن جازلنا الدكر نقتطف صورة من روائع صور جرادة المعاصرة وهي الصورة التي سبقت دور الكفاح المسلح بسنوات.
منها
أفلاذ أكباد الجنوب تجمعوا
فرقا كأسراب النسود الحوم
فوق الجبال وفي الكهوف وحيث لاترقى إليهم عين وغد مجرم
سكتوا.. وارسلت البناذق منطقاٍ
هو فوق سحر بلاغة المتكلم
واعترف اني لم أكن ملما كثيراٍ بكل منتج الشاعر جرادة وكم أكن قد التقبت به إلا في الفترة الأخيرة من بداية السبعينيات في عدن عندما انتقلت في فترة معينة آنية للإذاعة ولكن كنت قذ خفطت له قصائد عديد مثل وادي الخطايا- ونماذج من الناس وغيري خفطلة معظم اشعار .
مثال : صالح عباس- محمد عبد نعمان- ومن طلاية الكثير
وعندما انتقل إلى تعز في أو آخر الخمسينات كان له في مجالس الأدب ومتالي المقابل والأسمار بحضور رفيق الأستاذ محمد عبده نعمان. وحضورهم الأسبوعي في مقبل القاضي / محمد عبدالله العمرى وبحلم عملي الإعلامي الإذاعة بعدن شكلت لجنة لحصر كل ما كل للأستاذ محمد سعيد جرادة محلقات برنامجه تاريخ الأدب يزيد عن مائتي حلقة وأعمال أخرى فكان إلى جانب برنامجة مصحماٍ لغويا لنشرات الأخبار.
الحلقة الرابعة القادمة من سبتمبر 1962م إلى سبتمبر 1963م.