جدل وفاة عرفات

اسكندر المريسي –

بين أن يكون الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قد مات بشكل طبيعي وبين أن يكون قد تعرض للسم الذي كان سببا لوفاته فإن المسألة عادية ولا توجب اثارة الجدل السيياسي والإعلامي منذ حوالي ثلاثة اشهر وذلك الجدل يدور ويجري حول اتخاذ موقف فلسطيني وعربي بإدانة اسرائيل بسبب مسؤوليتها عن اغتيال عرفات.
وكأن الكيان الصهيوني لم يغتل الشعب الفلسطيني بكامله برغم أن ياسر عرفات كان مقاتلا في صفوف الثورة الفلسطينية وعرف صموده أثناء عزو اسرائيل جنوب لبنان عام 1982م¡ كما نفذت اسرائيل مئات العمليات من جرائم القتل لرموز وقادة فصائل حركات المقاومة الفلسطينية ولم تستثن من تلك العمليات أي رموز بحركة فتح أو قادة بالجبهة الشعبية او الجبهة الديمقراطية.
بدليل استشهاد أبوجهاد وأبو أياد وهما قياديان في حركة فتح ضمن الصف الأول كانا مع الرئيس عرفات تم اغتيالهما في عملية حمام الشط بتونس عام 1985م ناهيك عن اغتيالات طالت في فترة السبعينيات والثمانينيات قيادات بارزة في حركة التحرير الوطني الفلسطيني¡ ولكن القائد الفعلي ياسر عرفات والمؤسس لتلك المنظمة لم يكن ضمن تلك الاغتيالات لا لأن الكيان الصهيوني لم يستهدفه فحسب ولكن عناية الله كتبت له عمرا مديدا.
وبالتالي هناك احتمال وارد أن العدو الصهيوني سمم الرئىس الراحل اثناء مرضه وعندما تأكد من وفاته ولا شك بأن القناة الفضائىة التي أثارت ذلك الجدل حول سبب وفاة عرفات¡ تلك القناة الفضائية والكل يعلم ذلك على صلة وثيقة بالتلفزيون الاسرائيلي ما لم تكن تلفزيون اسرائيل الخارجي الذي يبث للعالم تسريب واقعة أن عرفات مات مسموما لأن الكيان الصهيوني مصدر الجريمة والاشاعة في آن واحد.
لذلك كان الأحرى أن لا يكون الجدل على ذلك النحو بين من يقول مات مسموما¡ مسموما¡ مسموما وبين من يشترط تحقيقا دوليا لنبش رفات عرفات وفي كلتا الحالتين تبقى القضية الفلسطينية في إجازة مفتوحة وذلك أمر بالتأكيد يخدم اسرائيل لأنها سممت شعبا بكامله بالطائرات والقنابل والقتل المنهجي المستمر ضد الشعب الفلسطيني ولا يهمها أن مات عرفات مسموما من جانبها أو مات بشكل طبيعي بقدر ما يهمها إبادة الشعب الفلسطيني وتوجيه الإعلام العربي إلى قضايا هامشية وخلافية.
لأن الجانب المفيد للقضية الفلسطينية هو إذا ثبت أن عرفات مات مسموما من قبل الكيان الصهيوني ما الذي ستسفيدة القضية الفلسطينية إذا تم إثبات ذلك الجانب من إجراء تحقيق دولي أو ما شابةهذلك¡ بالتأكيد لا شيء وكذلك إذا ثبت أن عرفات مات بشكل طبيعي وليس بحادث سم من قبل اسرائيل معنى ذلك أن تل ابيب وراء ذلك الجدل وأنها مستفيدة والقضية الفلسطينية متضررة.