نأمل أن‮ ‬يكون المجلس رافدا أساسيا لاستيعاب تطلعات العصر لأبناء اليمن في‮ ‬المهجر


حوار‮ ‬‭/ ‬علي‮ ‬غالب الأبارة –

مغتربون‮ ‬يمنيون‮ .. ‬القرار الجمهوري‮ ‬بإنشاء المجلس الأعلى للمغتربين بادرة حسن نية لإصلاح أوضاعهم
المطلوب إشراك ممثلين للمغتربين في‮ ‬صياغة اللوائح والقوانين المنظمة لمهام المجلس‮ ‬

أشاد أبناء اليمن في‮ ‬بلدان المهجر بقرار مجلس الوزراء بإنشاء المجلس الأعلى للمغتربين والذي‮ ‬سيتمخض عنه العمل الجاد على تحقيق تطلعات المغتربين المشروعة في‮ ‬الاهتمام والرعاية‮.. ‬وأشاروا في‮ ‬حوارهم ل صفحة المغتربين أن القرار بتشكيل المجلس‮ ‬يعتبر بادرة حسن نية لإصلاح أوضاع المغتربين والنواة الأولى للتخلص من إجراءات العمل الروتيني‮ ‬الممل والذي‮ ‬يعاني‮ ‬منه المغتروبن المستثمرون وفي‮ ‬نفس الوقت رسالة واضحة من حكومة الوفاق الوطني‮ ‬للمغتربين بأن اليمن الجديد سيوليهم أهمية خاصة لتحقيق مطالبهم المشروعة في‮ ‬منحهم الرعاية والاهتمام والوقوف إلى جانبهم في‮ ‬كل ما‮ ‬يلبي‮ ‬طموحاتهم الوطنية‮ .. ‬وأكدوا أن إنشاء المجلس الأعلى للمغتربين في‮ ‬هذا الوقت‮ ‬يعد فرصة
سانحة لتعزيز ارتباط المغترب بالوطن الأم‮ ..‬تفاصيل أكثر في‮ ‬الحوار التالي‮:‬
‮*‬البداية مع الأخ إسماعيل أحمد محمد النهاري‮ ‬ممثل العلاقات الخارجية بالجالية اليمنية بجدة الذي‮ ‬تحدث قائلاٍ‮:‬
الحقيقة أن صدور القرار الجمهوري‮ ‬رقم‮ (‬128‮) ‬لسنة‮ ‬2012م المتعلق‮ ‬بشأن تشكيل المجلس الأعلى لرعاية المغتربين اليمنيين‮ ‬يعتبر خطوة متقدمة سيلمس المغتربون في‮ ‬شتى أصقاع الأرض خيرها وآثارها الايجابية على مختلف الجوانب في‮ ‬حياتهم خاصة إذا ما تم إشراك ممثلين عنهم‮ ‬بكل فئاتهم وشرائحهم في‮ ‬صياغة اللوائح والقوانين التي‮ ‬تنظم عمل هذا المجلس ورسم سياساته وخططه وأهدافه وتحديد مهامه واختصاصاته‮. ‬كما‮ ‬أن‮ ‬استكمال هيكل المجلس الأعلى للمغتربين وتعيين شخصيات من بعض قيادة الجاليات اليمنية في‮ ‬بلدان المهجر سيشكل خطوة نوعية في‮ ‬حل ومتابعة مشاكل المغتربين لأنني‮ ‬أعتقد أن العمل التطوعي‮ ‬في‮ ‬الهيئات الإدارية للجاليات قد أبرز شخصيات قيادية متميزة‮.

محاولة جادة‮ ‬
ويضيف النهاري‮ : ‬أن تشكيل المجلس الأعلى للمغتربين‮ ‬يعتبر إضافة نوعية حقيقية لتحقيق آمال وتطلعات المغتربين وهو محاولة جادة لجمع الصف اليمني‮ ‬بالخارج وتحقيق الأهداف التي‮ ‬وجد من أجلها هذا المجلس وبما من شأنه توحيد‮ ‬عمل الجاليات وتنظيمها والإشراف على أنشطتها من خلال الهيئات الإدارية والمندوبين الذين تعينهم‮ ‬
وهو عمل ممتاز جداٍ‮ ‬إن شاء الله‮ ‬يعود بالنفع على المغترب نفسه ويساعد على حل مشاكله وهمومه‮ ‬.

إشراك المغتربين‮ ‬
من جانبه‮ ‬يرى الأخ فهمي‮ ‬صلاح رئيس تحرير صحيفة بريد اليمن‮ : ‬نعم أنا مع تشكيل المجلس الأعلى لرعاية المغتربين اليمنيين‮… ‬بس ضروري‮ ‬جداٍ‮ ‬إشراك ممثلين عن المغتربين اليمنيين بكل فئاتهم وشرائحهم في‮ ‬صياغة اللوائح والقوانين التي‮ ‬تنظم عمل هذا المجلس ورسم سياساته وخططه وأهدافه وتحديد مهامه واختصاصاته‮.‬
– ‬وأتمنى من إخواني‮ ‬المغتربين التفاعل الايجابي‮ ‬مع القرار الجمهوري‮ ‬المتعلق بإنشاء المجلس الأعلى للمغتربين وبذل قصارى جهودهم لإنجاحها وممارسة حقهم في‮ ‬إنشاء وتأسيس‮ (‬مجلس أعلى‮) ‬يرعى مصالحهم ويهتم بشؤونهم‮ ‬.

علامة فارقة
اما الأخ فؤاد عبده علي‮ ‬محمود الجبري‮ ‬فيقول‮ : ‬
اعتقد أن إنشاء المجلس الأعلى للمغتربين برئاسة دولة رئيس مجلس الوزراء وعضوية بعض الوزراء سيمثل علامة فارقة في‮ ‬وضع الرؤى المناسبة لتعزيز آفاق الشأن الاغترابي‮ ‬وصولاٍ‮ ‬إلى رؤية واضحة المعالم وواقعية الطرح وصادقة التوجه لمعالجة أهم القضايا والعوائق التي‮ ‬يعاني‮ ‬منها المغتربون في‮ ‬بلدان المهجر في‮ ‬ظل اهتمام قيادتنا السياسية بأوضاع واحتياجات ومتطلبات المغتربين الذي‮ ‬أنشأ المجلس الأعلى للمغتربين بوصفه أحد الأدوات الهامة‮ ‬لتعزيز ارتباط المغترب بوطنه‮ ‬وهو‮ ‬يعتبر من أهم الأهداف الرئيسية التي‮ ‬نعول عليها في‮ ‬استثمار طاقات المغتربين وما‮ ‬يمتلكونه من رأس مال مادي‮ ‬ومعرفي‮ ‬في‮ ‬النهوض بعجلة الاقتصاد الوطني.
ويستطرد الجبري‮ ‬حديثه قائلاٍ‮ :‬ليس من شك أن إنشاء‮ ‬المجلس الأعلى للمغتربين سيلعب دوراٍ‮ ‬محورياٍ‮ ‬في‮ ‬دعم ارتباط المغتربين بوطنهم وسيكون رافداٍ‮ ‬أساسياٍ‮ ‬وداعماٍ‮ ‬رئيسياٍ‮ ‬لنجاح الخطط التنموية في‮ ‬استيعاب كل ما‮ ‬يستجد من مزايا لجذب الاستثمارات المختلفة إلى الوطن الحبيب الذي‮ ‬يمتلك ثروة بشرية تعتبر هي‮ ‬أساس التنمية وركائزها ومعينها الذي‮ ‬لاينضب‮ ‬ما‮ ‬يستوجب من الحكومة استثمار هذه الثروة‮ ‬في‮ ‬مجال التنمية البشرية لأن‮ ‬البطالة التي‮ ‬تعاني‮ ‬منها البلاد ترجع أسبابها‮ ‬إلى عدة عوامل أهمها‮: ‬الانحسار المتواصل لدور الدولة في‮ ‬النشاط الاقتصادي‮ ‬وتراجع دورها المحوري‮ ‬في‮ ‬بناء مؤسسات اقتصادية تخدم عجلة التنمية‮ ‬‮ ‬والاختلال الواضح بين مخرجات التعليم وسوق العمل اليمني‮ ‬والتدهور المستمر في‮ ‬المشروعات الاستثمارية الحكومية‮ ‬وخصخصة بعضها وتسريح العاملين فيها‮ ‬وانخفاض المخصصات الاستثمارية الحكومية‮ ‬والنمو‮ ‬غير الطبيعي‮ ‬لبعض الاستثمارات‮ ‬وتزايد معدل النمو السكاني‮ ‬وارتفاع نسبة البطالة خصوصاٍ‮ ‬بين الشباب الذين‮ ‬يرغبون في‮ ‬الحصول على فرص عمل‮ ‬واحتقار المهن والعمل اليدوي‮ ‬والحرفي‮ ‬في‮ ‬أوساط المجتمع‮ ‬وعدم الاهتمام بالقطاع الزراعي‮ ‬الذي‮ ‬يعمل فيه‮ ‬70في‮ ‬المائة من سكان اليمن‮ ‬‮ ‬ما سبب ضعفاٍ‮ ‬في‮ ‬معدلات النمو في‮ ‬القطاعات الاقتصادية التي‮ ‬يشكل القطاع‮ ‬الزراعي‮ ‬العمود الفقري‮ ‬فيها.
روابط مكثفة
وفي‮ ‬ذات السياق‮ ‬يتحدث الأخ عادل محمد منصور الجبرني‮ ‬بقوله‮ : ‬نتوقع من المجلس الأعلى للمغتربين أن‮ ‬يكون من صلب مهامه تقديم المقترحات والتوصيات للصناع القرار في‮ ‬الوطن ليتسنى لهم الأخذ بها واستيعابها ضمن خططهم وبرامجهم الهادفة إلى إقامة روابط مكثفة مع المغتربين والتعرف على مشاكلهم ومعاناتهم ليتم معالجتها‮ .‬
كما نأمل من المجلس الأعلى للمغتربين العمل على إيجاد صندوق خيري‮ ‬يساهم فيه المغتربون لتقديم المساعدات للمحتاجين والمرضى من المغتربين بواسطة الهيئات الادارية للجاليات‮ ‬‮ ‬واذا ما نجحت هذه الفكرة فيتم توسيع نشاط هذا الصندوق بحيث‮ ‬يشمل النشاط الرياضي‮ ‬والثقافي‮ ‬وتقديم ما‮ ‬يستلزمه خدمة المغتربين في‮ ‬مختلف المجالات وبما من شأنه تذليل الكثير من مشاكل المغتربين‮ ‬.
وبقدر ما نحن بحاجة إلى إنشاء صندوق رعاية المغتربين‮ – ‬وهو مشروع قائم منذ فترة‮ – ‬بحيث‮ ‬ينشئ كشخصية مستقلة تحت اشراف معالي‮ ‬الوزير فإن ذلك سيؤدي‮ ‬إلى‮ ‬المشاركة والإسهام في‮ ‬نهضة وتطور اقتصاد الوطن والاستفادة القصوى من خبراتهم من خلال تذليل كل المعوقات التي‮ ‬تقف أمام استثماراتهم‮ ‬‮ ‬وتسخير كافة وسائل الرعاية المناسبة‮ ‬‮ ‬لعل أبرزها‮ ‬توفير المناخ الملائم لقيام مجتمع المعرفة واكتساب ثقافة العصر وتقنياته لكي‮ ‬يستطيعون‮ ‬نقل ما‮ ‬يمتلكون من كفاءات وقدرات ومعارف ومهارات حديثة تحقق الثورة العلمية‮ ‬في‮ ‬وطنهم الأم‮ ‬‮ ‬وهذا لن‮ ‬يتحقق في‮ ‬نظري‮ ‬ما لم تكن هناك إرادة سياسية وتشريعات قانونية تواكب‮ ‬التطور التكنولوجي‮ ‬الذي‮ ‬أصبح‮ ‬يحتل موقعاٍ‮ ‬مهماٍ‮ ‬ومكانة متميزة في‮ ‬عصرنا الراهن‮ .
كما نتمنى ان تتم عمل قاعدة بيانات تعرف بعدد الكفاءات العلمية بالخارج‮ ‬‮ ‬نوعيتها‮ ‬مجالات عملها‮ ‬‮ ‬أبحاثها‮ ‬‮ ‬نجاحاتها العلمية بالخارج‮ ‬‮ ‬اضافة إلى عناوينها ومناطق تواجدها‮ .
ويشاطره الرأي‮ ‬الأخ عبدالعزيز محمود جحاف‮ -‬عضو النشاط الثقافي‮ ‬ومدير معرض التراث بجالية الطائف بقوله‮:‬

نافذة خير
‮- ‬بالنسبة لإنشاء وتشكيل المجلس الأعلى للمغتربين إن‮ ‬شاء الله‮ ‬يكون نافذة خير للمغتربين في‮ ‬المهجرو نحن كمغتربين‮ ‬يحدونا الأمل بهذا المجلس‮ ‬كونه‮ ‬يأتي‮ ‬في‮ ‬ظل قيادة فخامة الرئيس ومعالي‮ ‬الوزير اللذين‮ ‬نعتز بهما وبمواقفها الوطنية واستطاعا أن‮ ‬ينالا ثقة المغتربين خلال فترة بسيطة‮ ‬
كما أننا عرفنا معالي‮ ‬زير شئون المغتربين مجاهد القهالي‮ ‬والذي‮ ‬عرفناه عن قرب في‮ ‬زيارته الأخيرة للجاليات اليمنية بالمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي‮ ‬واجتماعه بقيادات الجاليات ورجال المال والأعمال والكفاءات اليمنية فاستمع لهم واستمعوا له وكانوا‮ ‬ينصتون لكل كلمة‮ ‬يقولها لأنها تعبر عن مطالبهم وتشخص مشاكلهم وشكواهم نتمنى للمجلس التوفيق والنجاح‮ ‬.

غير متفائل
ويختلف معه في‮ ‬الرأي‮ ‬الأخ محمد احمد علي‮ ‬الزوقري‮ ‬رئيس الجالية اليمنية في‮ ‬ولاية نيويورك بقوله‮: ‬حقيقة لست متفائلاٍ‮ ‬بإنشاء المجلس الأعلى للمغتربين لأن ما سبقه من قوانين لم‮ ‬يتم تنفيذها لأسباب كثيرة قد تتعلق بعدم حسن اختيار المسؤولين أو أنها تظل حبيسة الأدراج‮ ‬.
وتابع الزوقري‮ ‬حديثه قائلاٍ‮: ‬أنا أذكر أنه عندما صدر القانون رقم‮ ‬34‮ ‬لسنة‮ ‬2002م بشأن رعاية المغتربين‮ ‬ورد فيه نص قانوني‮ ‬صريح بمشاركة المغتربين في‮ ‬الانتخابات لاسيما الرئاسية‮ ‬‮ ‬ومع ذلك لم‮ ‬يتم التنفيذ بدعوى أن هناك دولاٍ‮ ‬لا ترغب أن تتم عملية الاقتراع على أراضيها وأمام مواطنيها لعدم وجود انتخابات فيها ما سيؤثر على المغتربين اليمنيين في‮ ‬تلك الدول‮ ‬وهكذا تم تعطيل القانون مراعة لبعض الأنظمة للأسف‮. ‬

قد يعجبك ايضا