
كتب/ محمد راجح –
كشفت دراسة حديثة أن التعليم الجامعي في اليمن يعاني من زيادة في التكاليف المهدرة حيث تصل في العام الى 19.9 مليون دولار.
واظهرت الدراسة انه من خلال متوسط التكلفة السنوية للطالب البالغة ( 97514) ريال أي ما يعادل 490 دولارا◌ٍ وهناك تكاليف باهظة تهدر بسبب أن عدد الباقين للإعادة في كل المستويات بالجامعات الثمان بلغ( 40688) طالبا وطالبة في العام 2005-2006 أي أن تكلفة الرسوب والإعادة السنوية بلغت 4 مليارات ريال¡ وبما يساوي 19.9 مليون دولار.
وطبقا◌ٍ للدراسة التي اعدها الخبير الاقتصادي الدكتور محمد يحيي الرفيق فأن هذه التكاليف المهدرة مقابل بقاء الطالب سنة بنفس مستواه الدراسي.
وارجعت الدراسة ذلك إلى غياب تطبيق اللوائح الجامعية وغياب الإدارة الجامعية في عملية التقييم والمتابعة السنوية على الكليات التي تحبذ فرض غرامات الرسوب للحصول على موارد لا تساوي الخسائر الكبيرة التي تتكبدها الخزينة العامة للدولة¡ ولذلك يلاحظ بأن هناك الكثير من الطلاب الذين يتخرجون بعد قضاء ست¡ سنوات أو سبع سنوات¡ ونتيجة لذلك فان التكلفة تصبح مضاعفة وخاصة بعد التسهيلات التي منحتها الجامعات من خلال أتاحة الفرصة الأخيرة للتخلص من الطلاب الذين لا تتناسب إمكاناتهم العلمية ولا قدراتهم المعرفية على مواصلة الدراسة الجامعية في التخصصات التي التحقوا بها.
أهمية
تقول الدراسة إن التعليم الجامعي والتعليم العالي وما في مستواه يحتلان أهمية كبيرة بعد التعليم العام من حيث النفقات التي ارتفعت من 25.5 مليار ريال إلى 34.7 مليار ريال خلال العقد الماضي¡ وبلغ معدل النمو السنوي 36.4%¡ وهذه النسبة تعتبر مرتفعة.
ويرجع ذلك في مؤشرات التعليم إلى التوسع في أقسام الكليات بالجامعات الحكومية الثمان¡ فضلا عن زيادة أعداد الموفدين إلى الخارج¡ مع العلم بأن نفقات التعليم العالي وما في مستواه شملت مخصصات نفقات عدد من الجهات التعليمية والبحثية باعتبارها تقدم تعليما لما بعد الثانوية العامة ومنها الجامعات الحكومية الثمان¡ ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي¡ مستشفى الكويت الجامعي¡ مركز الدراسات والبحوث اليمني¡ الهيئة المركزية للبحث العلمي¡ المعهد الوطني للعلوم الإدارية ¡ المعهد العالي للتربية البدنية ¡ المعاهد الصحية ¡ معهد التدريب والتأهيل الإعلامي ومعهد التوجيه والإرشاد¡ ولذلك فقد ارتفعت النفقات الجارية للتعليم العالي وما في مستواه من 20 مليار ريال إلى 25.3 مليار ريال.
وقد مثلت تلك النفقات ما نسبته 3.3% و 2.9% على التوالي من إجمالي النفقات الجارية للدولة¡ بنحو 78.6% و 72.8% على التوالي من إجمالي نفقات التعليم العالي وما في مستواه¡ وفي ما يتعلق بالنفقات الاستثمارية للتعليم العالي وما في مستواه فقد ارتفعت من 5.5 مليار ريال إلى 9.4 مليار ريال ¡ وهذا يعني أن تلك النفقات قد بلغت ما نسبته 3.1% و 27.2% من إجمالي النفقات الاستثمارية للدولة وإجمالي نفقات التعليم العالي وما في مستواه على التوالي .
جوانب أخرى
يرى الدكتور محمد أن تلك المبررات ليست كافية وإنما هناك جوانب أخرى من أبرزها ضعف مخرجات التعليم الثانوي الأمر الذي يؤدى إلى أن الطالب يصدم بالدراسة المكثفة في الجامعة¡ بالإضافة إلى أن غالبية الطلاب الذين يرسبون إنما يعود ذلك لأنهم موظفون ولا يحضرون معظم المحاضرات.
كما أن معظم الطلاب الباقين للإعادة ممن يعولون أسرهم أي لديهم اسر اعتمادهم الأساسي على ابنهم الطالب الموظف. ونسبة كبيرة من الطلاب في كليات العلوم الإنسانية يدرسون بنظام الانتساب وهذا النظام هو شبيه لنظام التعليم عن بعد والذي يظهر فيه بأن الطالب يعتمد بشكل أساسي على الكتاب فقط حيث لا يحضر المحاضرات مع أستاذ الجامعة.
ويؤكد أن معظم الرسوب يكون في المستويات الأولى والثانية لأن الأعداد كثيرة فضلا عن عدم معرفة الطالب بأن الدراسة في الجامعة تكون مكثفة¡ وأن الفصل الدراسي أيضا◌ٍ قصير.
صور جامعات وطلاب جامعين وقاعات تعليم
