< نيودلهي/وكالات -
ارتكبت ميليشيات بوذيه في ولاية أسام الهندية الحدودية القريبة من بورما مجزرة بحق المسلمين في أسام¡ راح ضحيتها العشرات وأصيب 400 بحسب إحصائيات أولية¡ فيما نزح أكثر من 50 آلف مسلم إلى مناطق هندية داخلية أمس الأول بعد حرق 500 قرية.
وأعلن مسؤولون في الهند أمس أن حصيلة قتلى الاشتباكات العرقية فى ولاية آسام شمال شرقي البلاد قدر ارتفع إلى 32 قتيلا فى الوقت الذي نشر فيه الجيش دوريات فى المناطق التي ضربها الشغب للحيلولة دون حدوث مزيد من الاشتباكات.
وذكرت قناة “سي إن إن ” الإخبارية الهندية امس الاول أن أعمال العنف العرقي تصاعدت في منطقة كوكراجهار بولاية “أسام” الواقعة في شمال شرق البلاد¡ حيث انتشرت في المناطق المجاورة مثل شيرانج وتحولت إلى احتجاجات قطعت خلالها خطوط السكك الحديدية. وأحرقت خلالها العديد من القرى مما أجبر عشرات الآلاف على ترك ديارهم.
وتصاعدت أعمال العنف العرقي التي يشهدها مسلمو ولاية أسام الهندية من جانب القبائل البوذية والهندوسية¡ كما واجهت قوات الشرطة الهندية المسلمين الغاضبين بقمع أمني غير مسبوق وفتحت النار على الاحتجاجات.
وتردد أن أكثر من 150 ألف شخص قد فروا من منازلهم خلال الاشتباكات بين قبيلة بودو العرقية وهي من السكان الاصليين¡ ومهاجرين مسلمين فى ثلاث مناطق¡ هي كوكراجهار وتشيرانج ودهوبري.
وقد صدرت الأوامر للجنود بإطلاق النار على مثيري الشغب كما تم فرض حظر التجوال فى المناطق المضطربة لأجل غير مسمى.
ويضم شمال شرق الهند الذي يشترك في حدود مع الصين وميانمار وبنجلادش وبوتان أكثر من 200 مجموعة عرقية وقبلية ويعاني من حركات انفصالية منذ استقلال الهند عن بريطانيا عام 1947م.
والنزاعات التي تتكرر دائما بين الهندوس والمسلمين والتي كان من أعنفها أحداث أسام عام 1984م التي أسفرت عن مجازر راح ضحيتها آلاف المسلمين.
ويقول سكان محليون إن هناك حاجة لمزيد من التعزيزات لوقف العنف الذي امتد إلى مناطق الريف ومناطق مجاورة خلال الليل بعد أن قامت الحشود المتناحرة بإحراق قرى على ضفاف الأنهار ووسط الغابات. ودمرت أعمال العنف نحو 500 قرية.
وظهرت بين القبائل الهندوسية والمسيحية في السنوات القليلة الماضية مشاعر قوية مناهضة للمهاجرين وللمسلمين تستهدف المستوطنين من بنجلادش.
ويمثل المسلمون في أسام نسبة 30.9% من إجمالي عدد سكان الولاية حيث تعتبر ثاني الولايات الهندية من حيث عدد المسلمين بعد جامو وكشمير ويبلغ عدد المسلمين بها حوالي ثمانية ملايين ونصف المليون نسمة.
وكانت مصادر حقوقية أكدت أن عدد قتلى المسلمين في بورما قد وصل إلى 20 ألف◌ٍا بسبب الاعتداءات التي بدأت فى شهر يونيه الماضي¡ وأن مسلمى خليج أراكان ما زالوا يتعرضون لعمليات عنف وقتل جماعية من قبل الجماعات البوذية المتشددة.
وبعد تجاهل طويل¡ اعترفت منظمة العفو الدولية أخير◌ٍا بالانتهاكات الخطيرة¡ التي يتعرض لها مسلمو بورما المجاورة للهند والتي انفصلت عنها في أبريل 1937م¡ على أيدى جماعات بوذية متطرفة¡ تحت سمع وبصر الحكومة.
وقد تعرضت الأقلية المسلمة في بورماالمجاورة¡ التي يبلغ تعدادها 4 بالمئة من السكان¡ للعديد من حوادث العنف الطائفي من قبل الأغلبية البوذية¡ ورغم قلة عدد المسلمين المنحدرين من أصول هندية إلا أنهم كانوا أكثر معاناة من الاضطهاد الديني¡ حيث تعاملت السلطات الحاكمة فى بورما مع المسلمين وكأنهم “وباء” لابد من التخلص منه بأسرع وقت.
Prev Post