دويلة الإمارات أنشئت لأهداف صهيونية

د / هشام محمد الجنيد

 

 

أنشئت الإمارات في 1972م، وسكانها في حدود المليون نسمة، ومع ذلك تحاول فرض هيمنتها.. هي دويلة منقطعة الصلة تاريخيا (ليس لها امتداد تاريخي)، دويلة وليدة مخطط إسرائيلي لتنفيذ مؤامرات وأهداف صهيونية في المنطقة، دويلة تتطاول في زعم وإقحام نفسها بملفات وقضايا أكبر من حجمها لخدمة من أنشأها، دويلة تشن حروبا مختلفة – إلى جانب الدولة المعتقة في هذا الشأن السعودية – ضد من يدافع عن المشروع الإسلامي.
دويلة مروّجة ومسلّمة وداعمة لما يسمى اتفاق “ابراهام” لاستكمال تفكيك مبادئ الإسلام وإطفاء نور الله ومن زاوية ما يسمى التقارب بين الأديان السماوية، أيديولوجيتها السياسية في خط الصهيونية والاستكبار الأمريكي، أيديولوجيتها الاقتصادية رأسمالية ليبرالية لخدمة الأهداف الإمبريالية الأمريكية الصهيونية، هويتها الحقيقية عربية الشكل وعبرية المضمون والواقع، تمارس عبر وسائل إعلامية واقتصادية وثقافية حربا ناعمة وبطرق مباشرة وغير مباشرة لترسيخ الهوية الوطنية بالمفهوم والتوجه المعاكس المناهض للهوية الإيمانية والإسلامية، دويلة على واقع التطبيع السياسي والاقتصادي والتجاري والثقافي والإعلامي علنا، قيمها ومبادئها محاربة الإنسانية بكل صورها ونشر وممارسة الانحلال الأخلاقي والاجتماعي والرذيلة والفاحشة والمخدرات تحت عناوين الحرية الشخصية.
دويلة الإمارات هي نبتة صهيونية في المنطقة وبوجه أعرابي لخدمة الاستخبارات الماسونية، دويلة أنشئت مسلوبة السيادة في قرارها السياسي، نظامها عبارة عن أداة موجّهة وفق سياسة صهيونية.. ومشاركة هذه الدويلة العدوان – وإن صرحت وتماهت في فترة معينة أنها قد انسحبت من عدوانها في اليمن، فقد اتضح أنه موقف سياسي وتأمين خط رجعة – السعودي البريطاني الأمريكي الصهيوني على بلادنا منذ بداية العدوان في الغزو والاحتلال والدعم والإجرام والحصار يدل على أنها وبقية الدول العدوانية نسخة واحدة ومبدأ وموقف وهدف واحد، ما يظهر أن هذه الدويلة عمقها صهيوني يهودي.
دويلة الإمارات – بمعزل عن الانتماء العرقي لعناصر النظام – في الانتماء السياسي هي غدة سرطانية منسلخة من الغدة الأم إسرائيل، ومن أنشأ هذه الأخيرة هو من أنشأ النظام السعودي – المحتكر والمسيطر على الشأن الإسلامي بثوب إسلامي مقلوب – وهو النظام البريطاني وبالتالي مسؤوليات هذه الدويلة تنفيذ أجندة وأهداف إسرائيلية سعودية في بلادنا وفي المنطقة، مثل دعم وتمويل الفتن والحروب ونشر الدعارة والمخدرات وصد التنمية الاستراتيجية ودعم الفساد بكل ألوانه.. الإماراتي يهودي واليهودي إماراتي (والمقصود هنا عناصر النظام وليس المواطن الإماراتي)، أما عناصر النظام السعودي فهي غنية عن التعريف، ودخول ومشاركة دويلة الإمارات دول العدوان في الصراع والإجرام والمجازر الوحشية والحصار ضد الشعب اليمني، يؤيدان صحة ما تناوله المقال.
وفي مناسبات كثيرة، نصح وحذّر قائد الثورة المجاهد العلم السيد / عبدالملك بدرالدين الحوثي – حفظه الله ونصره – الإمارات بأن تغادر اليمن وتسحب مشاركتها في العدوان، ومن تحذيرات ونصائح القائد حفظه الله “اليوم على كل الدول التي لها علاقات اقتصادية مع الإمارات وعلى كل الشركات التي لها استثمارات محلية هامة أن لا تنظر إلى الإمارات كبلد آمن”، وعملية إعصار اليمن الأولى والثانية قد ألحقتا الرعب والذعر الشديدين في كيان الاحتلال الإسرائيلي قبل الإماراتي لتصبح بلدا غير آمنا. لكنها لم تستوعب الدرس وتنكفئ عن مشاركتها، بل طلبت من شركة سكاي لوك الإسرائيلية دفاعات جوية لاعتراض القوة الصاروخية اليمنية.. فهل هوية هذه الدويلة المتطاولة على شعب عريق وحضاري، عربية إسلامية أم أعرابية صهيونية؟.
إذا استمرت طائرات هذه الدويلة في قتل المدنيين وتدمير المؤسسات الحيوية وغيرها وظلت تصعد في محاولة للسيطرة على المحافظات الجنوبية والشرقية ولم تستوعب نصائح ورسائل الهجوم الدفاعي والتحذيري لعمليتي إعصار اليمن الأولى والثانية، إذا لم تستوعب ما صرحت به القوات المسلحة اليمنية برسالة واضحة وصادقة عن جهوزيتها الكاملة (وبحمد الله وعونه) في توسيع عملياتها خلال المرحلة القادمة ومواجهة التصعيد بالتصعيد، فإن مستوى الضربات الهجومية الصاروخية ستستمر وستنتقل إلى مستويات أشد ألما ووجعا بما يكفل التدمير الشامل لبنيتها الاقتصادية والاستثمارية.
تكرار الإعصارات اليمنية تتجاوز ما ينجم عنها من ضعف أو تجفيف مصادر تمويل الحرب على بلادنا إلى حدود تساهم في إضعاف أو توقف عدوانها ومغادرتها من اليمن إلى إحداث خلخلة وتفكيك نظامها السياسي وقد يصل الأمر إلى زواله، كونه مركبا على الاستثمارات الريعية (النفطية) من جهة والشركات الأجنبية والسياحة من جهة أخرى، ولن يستطيع أن يحميها من يدفعها نحو التصعيد.. ألم تضرب قاعدة الظفرة الجوية الأمريكية وغيرها من أهداف حساسة في أبوظبي بعدد كبير من صواريخ ذو الفقار الباليستية ضمن عملية “إعصار اليمن الثانية”؟.
زعمت هذه الدويلة أنها قد أبعدت نفسها عن اليمن، لكنها انكشفت في دعمها لمرتزقتها ودواعشها في جبهات عسيلان وعين وبيحان وحريب ومشاركتها بطائراتها الحربية، وهو ما أظهر عمق إجرامها وعدم أخذها النصائح والتحذيرات على محمل الجد، عدوانها أظهرها أنها غير مكرهة أو أنها عاجزة عن رفض أوامر أسيادها في تل أبيب وواشنطن، بل فضحها استماتتها في إرضاء أمريكا وكيان الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يبين بجلاء أن عناصر وقيادة هذه الدويلة تم تنشئتهم وتأطيرهم فكريا وثقافيا وسياسيا ودينيا لما يخدم الأهداف الصهيونية اليهودية.. وقد أشار رئيس الوفد الوطني بأن الإمارات: “دويلة صغيرة في المنطقة تستميت في خدمة أمريكا وإسرائيل، زعمت أنها نأت بنفسها عن اليمن لكنها انكشفت في الآونة الأخيرة خلاف ما زعمت، هذه الدويلة إما أن تسارع لكف يدها عن العبث في اليمن أو جاءها بقوة الله ما يقطع يدها ويد غيرها”.
وقد كان الرد مطلبا شعبيا أكثر منه رسميا، حيث كانت عملية إعصار اليمن العسكرية النوعية الناجحة بعون الله ضربة مزلزلة ورسالة بعثت الخوف والرعب الوجودي للكيان الإسرائيلي الغاصب، ولم تفصح عنها دويلة الإمارات إلا بعد ساعات من إدانة وزير خارجية الغدة السرطانية الأم إسرائيل، بعدها اعترفت هذه الدويلة المتشربة بالهوية الصهيونية بالضربة من اليمن، ما يؤكد أنها لا تمتلك سيادة حتى على مستوى أن تصرح بالهجوم عليها.. فهل نظام الإمارات نبتة عربية أم نبتة عبرية؟
إن عجز نظامي الإمارات والسعودية عن تحقيق أهدافهما الاستراتيجية، جعلهما – كعادتهما الجنونية الهستيرية الوحشية – ينتقمان لعجزهما وفشلهما في صد عملية إعصار اليمن برد مخز ليضيفا سلاسل إجرامية وحشية إلى أرصدتهما السابقة، عملية “إعصار اليمن” جعلت العدوان الإماراتي السعودي أمام جميع الشعوب العالمية يعيشان وضع الضعف والخزي.. وأبشع وأفظع جرائم تحالف العدوان السعودي في الآونة الأخيرة التي كانت يوم الاثنين بتاريخ 17/ 1/ 2022م في الحي السكني الليبي بالعاصمة صنعاء وقد بلغ عدد الضحايا (29) ما بين شهيد وجريح، واليوم الثالث الخميس كانت مجزرة ووحشية عن غارات العدوان على السجن الاحتياطي بمدينة صعدة وسقط فيها أكثر من (91) شهيدا وأكثر من (236) جريحا، وفي مدينة الحديدة كانت الغارات الإجرامية الوحشية على مؤسسة الاتصالات وتدمير البوابة الدولية وقطع خطوط النت داخليا وخارجيا وسقوط عشرات الشهداء والجرحى، ولن تزيدنا هذه الجرائم الوحشية إلا ثباتا وصمودا.
فإذا ما استمرت دويلة الإمارات على هذه العدائية ولم تستوعب قراءة تاريخ الشعب اليمني والتداعيات الوخيمة لكل من يتجرأ ويعتدي ويحتل أرضه، أو إذا ما اعتقدت هذه الدويلة بتطاولها وعدائيتها أنها محمية من أربابها الصهاينة، فإن تداعيات عدائيتها في كلتا الحالتين – عدائية قائمة على الغباء وعدائية مستندة على الحماية – وخيمة ومخزية ومذلّة، وقد أثبتت عملية إعصار اليمن الأولى والثانية المسددة إلهيا عجز الأصلاء عن حمايتها وأثبتتا قوة نجاح ودقة نوعية.
وما عملية إعصار اليمن الأولى والثانية إلا ضربة هجومية رادعة وتحذيرية، وبالتالي إذا لم تستوعب تحذيرات بيان القوات المسلحة اليمنية، فإن تداعيات استمرارية مشاركتها في الصراع والمجازر الوحشية وتداعيات الغباء والحماية الوهمية والاستماتة في الإخلاص لبلوغ الأهداف الصهيونية، سيجعل الأمر يتطور إلى انتقال الضربات النوعية من هجوم ردع إلى هجوم تدميري شامل لا يبقي ولا يذر، لا يبقي من مقوماتها وبنيتها الاقتصادية والاستثمارية والعسكرية ولا يذر حتى يمكن إعادة بنائها وتأهيلها، وهي على ذات نظامها المتجزئ من النظام الصهيوني، وهو ما ينسحب على النظام السعودي الصهيوني.

قد يعجبك ايضا